| 20 | The end

1.9K 165 35
                                    

هكذا هي النِهايات، حُزن، كآبة و ضجيجٌ داخلي، أصواتُ المَوتى تبدو مَألوفة تتزاحَمُ على شكلِ صورٍ و ذِكريات بائَت سَوداء و رَمادية حتى إنتهت ببُهتانِ الألوان و تَدرَّجَت حتى مَحت الملامح

ماتت الأحاسيسُ و بردت الَّلهفة، انطفئ بريقُ العيون البريئة و أحترقَت القُلوب بشُعلةٍ مُستعرة، كحالِ قلبِها الذي طافَ بصِهريجٍ لاظِي ينتظرُ إشعالَ سيجارةِ الألم ليستَعِر جُثمانها بنارِ الحُرقةِ و العوزِ و الحُرمان

تنبعُ من فُؤادِها رائحةُ نسيجٍ مُحترق جَراءَ الفُقدان، رُفاتها ما كانَ سِوى أشلاءٍ و رَماد

سنتان مَديدتان وَلَّت و لا يزالُ قلبُها الخاوي يتألم، سكاكين الوَجع تُغرَس فيه دونَ توقف و كإنَّ الحياةَ أُظلِمَت أبدَ الدَّهر و ما عادت أنارت

عِبراتُ عينيها المالِحة تنبعُ بأنهمار و هي تجلسُ جانبَ قَبرٍ يضِمُّ رُفاتَ والدتِها في ذِكرى وفاتِها الثانية، تأبى الحُروف بالخروجِ منها، آهٍ كم كان ماضيها دونَ قرَّة عينها صعباً موحشاً و مظلماً!

" الحياةُ دونَ وجودُكِ و إستشعارُ أنفاسَكِ و عدمُ رؤيتُكِ أمرٌ مُرهِق، أماه أينَكِ؟ بذهابُكِ قد تَحطَّمت قلوبٌ تأبى الشِفاء و باتت صحراءَ قاحِلة في لياليَ مُوحِشة "

أحتضنَها والدُها بحِنو و دموعَه هو الأخير تتسارع بالنزول في حين باتَ صوت الشَهقات العالي يخرج منها، كانت كما لو أن رُوحَها تستغيث

" سأسعى جاهداً لأرى ابتسامتُكِ مرةً أخرى، أعدكِ يا أبنتي "

أقامَها معه من الأرض و حثَّها على الخروج من المقبرة طالباً منها الذهاب للمنزل، و أيُّ منزلٍ أنيسٍ ستجد؟ إذ أن الوحدة باتت تستوطنُ أرجائه!

أحسَّت ببرودة الجو و جَسدُها ارتعَد فوضع مِعطفه على كتفيها و حينَ رفعت رأسَها تُبصِره ظانَّةً أنه والدها تفاجئت بقربِه، حنَّت للأيام الخوالي التي جمعتهُ و إياها تحتَ سقفٍ واحد، قلبٍ واحد و دفئٍ واحد

انفصلت عنه في ذلك اليومُ المشؤوم و كم ندمت! على الرُغم من أنه كذبَ عليها و خدعَها لكن لم يكُن بيده شيء يفعله! كان يظنُّ أن الأمر لمصلحتِها و يأمِلُ شِفاء والدتِها، وقتَها كانت غاضبةً منه أشدَّ الغضب لذا أبعدته عنها تلك الليلة طالبةً منه اﻹنفصال

" كيفَ حالُكِ؟ "

" عاجزة "

همست بخفوت ليأخذها بين دِفئ أحضانِه يغمُرها بحُبِّه، سمحت لنفسِها بالبُكاء و كان يُطَبطِب على ظهرِها ليهدئها بينما تشِدُّ على ثيابِه بقوة كما لو أنها تطلبُ منه عدمَ تركها و الذهابَ بعيداً

خَشَّ جسديهما المنزل لتتناثر عليه تلك الذكريات السعيدة يستذكِرها و يحفظها في جزءٍ عميق من صدره

أمسكت يده و جَرَّته حيثُ غرفتها و هنا رجَفَ الفؤادُ أمامَ محاسِن الجمالِ فيها، دَلفَ بعدها حينما أصرَّت عليه ليستجيب دون عِناد

" كيفَ هو حالُ والدُكِ "

أبتعد عنها بعد سؤاله شاغِلاً نفسه في مُلاعبة قطتها لأنه لا يعلم قُدرة إستيعابِه على مقاومة تلك الرغبة المُتأجِّجَة داخِله، يشتهي عناقٌ دافِئ و قُبّلة على مَشارِف شِفتيها ثُمَّ الضياعُ في مَحاسنِها

" يتصنَّع القوة لكنّي أكثرَ من يعلم أن لا حولَ له و لا قوة "

" و أنتِ؟ "

أنزلت رأسَها حيثُ الأرضية فعينيها لا تقوى على عدم ذرفِ الدموع

" ميلينا، عليكِ بالمضي في حياتُكِ الآن فالحُزن و النُواح لن يعيدانها للحياة، عليكما بتقبُّل الواقع المُرّ فكلنا سنسير يوماً على نفسِ الطريق "

" لا أستطيع، حتى و إن نسيتُ و أمضيتُ في الحياة فالوحدة تقتلُنيّ ببُطئ "

تقرَّبَ إليها و أمسكَ كفَّها جاعلاً منها تنظر لعينيه نابساً

" ميلينا... تزوجينيّ "

توسَعت عينيها من قولِه لتحمَرَّ خجلاً، لا يزالُ يُمسك بيدها ينتظر إجابتُها بفارغِ الصبر بقلبٍ ينبضُ بجنون، يخافُ إن رفضَتهُ و تركت قلبَه المُحبّ مُحطماً!

إنبَلَجَت عليه السعادةُ الفَذّة و تاهَ قلبَه في ثنايا الحُبّ حينَ وصلتهُ إجابتُها بالموافقة ليحتضِنها بقوة بعد أن قَبَّلَ رأسَها بعُمق و ذَرفَ دمعةَ سعادة... انتظرها سنتين طِوال

و فِي ليلةٍ شَتوية؛ مُثلِجَةٍ و دافِئة أُعيدَ إحياءُ حُبٍّ إكتنزَ الوجدان.

..

النهاية

مو قادرة أصدق انو خلاص بعد مافي دفئ بحياتي وانو هي خلاص إنتهت 😭😭

على الرغم من انو سردها كان بسيط جدا مقارنة بباقي رواياتي لكن مكانتها خاصة بقلبي وهالقصة تداخلت لأعماقي 😭😭💞

إن شاء الله تكون دفئ نالت إعجابكم 💞

*أنصحكم تقروها بليالي الشتاء الباردة 💞

شكرا لدعمكم وتصويتاتكم الحلوة حبايب قلبي 💞 أحبكم 💞

تعرفوا انو باقيلها 11 يوم على الذكرى السنوية الأولى لها! احس ببكي 😭

دمتم بخير.

Warmth || دِفـــئ Where stories live. Discover now