بارت 55

364 31 6
                                    

مضی بعض الوقت وفي هذه الأثناء کان السید زي في الملهی اللیلي کعادته کل مساء یجلس علی بار الشرب ولا یتوقف عن إحتساء الخمر الذي ساعده طوال السنوات الماضیة في نسیان ما حدث و النوم بدون کوابیس،، و حینها أتت روزي و رأته في نفس المکان، هي لا تحب المجیء إلی هنا لکنها تفعل ذلك لأنها تعلم أنها ستجد السید زي هنا حتما،،

جلست بجانبه و سألته بهدوء : لما غادرت الشرکة باکرا هذا الیوم قلقت علیك کثیرا

لم یجبها زي و کان یحدق في کوب الخمر بدون تعابیر لتردف بجدیة : سألت السید کیم عنك و أخبرني أن إبنك عاد لذا لم أتوقع أن أجدك هنا مع ذلك أتیت لأن هذا المکان یذکرني بك کثیرا

تجاهل السید زي کل حدیثها السابق و تحدث بنبرة جافة : لقد عادت

روزي بإستغراب : من تقصد ؟!
أجابها زي بنفس النبرة : تلك المرأة، لقد عادت

فهمت روزي أنه یتحدث عن زوجته السابقة و خشیت أن تکون قد عادت بهدف العودة إلیه فسألته بصدمة : هل عادت إلیك ؟

إبتسم زي بإستهزاء و إرتشف کوب الخمر دفعة واحدة و علق ساخرا : عادت إلي ؟ یا لها من نکتة مضحکة ( بحزن ) : عادت من أجل نامجون عادت لتری إبنها فقط و إلا ما کانت لتعود أبدا، هي حتی لا تشعر بالندم علی ما فعلته بي ولم تحاول الإعتذار مني، تظن أني بدون قلب ولم أتأثر بخیانتها

ملأ کوبه مجددا و إحتساه دفعة واحدة فیما روزي کانت تنظر له بشفقة، هي الوحیدة التي رأت قلبه الدافیء رغم مظهره البارد، رأت کم أنه شخص طیب و حساس من الداخل، رأت کل الألم الذي یحاول إخفاٶه بداخله و کانت حزینة من أجله،، أخذت الکوب من یده و حدثته بلفظ رقیق : الشرب لیس حلا سیٶذیك بدل مساعدتك

زي بهدوء : أساسا لا شيء یمکنه مساعدتي في العالم ولا شيء یستطیع أذیتي أکثر، روحي ماتت منذ أن رحلت مع ذلك الشخص و ترکتني من أجله، أنا الأن أشبه برجل ألي فقط یعمل ولا یملك أي مشاعر

إحتسی کوب الخمر مجددا دفعة واحدة و روزي تنظر له بحزن : هذه المرأة لا تستحقك لما لا تنس أمرها ؟ لقد رحلت مع الشخص الذي یعمل عندك ولم تسأل عنك أبدا و الأن تعود فقط من أجل إبنها و کأنك لا شيء بالنسبة لها فلما تعذب نفسك من أجلها

أجابها زي بشرود : لأني أحببتها بکل جوارحي أنا حقا أحببتها بجنون

إمتلأت عیون روزي بالدموع عندما قال ذلك فهذا جعلها تتألم و تشعر بالغیرة، ما تشعره نحوه هو حب حقیقي رغم فارق العمر بینهما و لیس لأنه شخص غني کما یظن الجمیع لتسأله بحزن : و الأن ؟! هل مازلت تحبها ؟!

صمت زي قلیلا و توهجت نظراته بنار الحقد و الغضب لیجیبها بحزم : الأن أنا أکرهها ولا أتحمل حتی النظر لوجهها أنا غاضب منها ولن أسامحها أبدا

حب غیر متبادل ( مکتملة )Where stories live. Discover now