٢٩

26.7K 1.7K 2.1K
                                    

ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________

سُويعاتٌ بَسيطة وَ صغيرَة مَا هِي إلا الأيَام ؛ لكِنها ابَت ان تُرسي اسفَل ذلكَ التَعريف لدى اليَافعينِ العَاشقينِ ، وَ لعلهَا كذلكَ لمَا تبقى مِن احبةٍ في مُتسع الكُون .. فمُنذ تلكَ اللحَظة التي عانَقت رابطَة الحُب الفضيَة انامِل الغُرابي وَ خليلهُ الأسمَى في السُمرةِ حتى تَداعيَا عشقاً في لحظاتهُما صُحبةِ بعضٍ

وَ ما كانت الأيًام بالنسبَة الى افئدَتهمُا سَاعاتاً تُعد او دقائقاً تُمضى ؛ بَاتا يستَشعرانِ كل لحظةٍ تمُر بأعمقٍ شعُورٍ قَد تملكاهُ يومَاً ، وَ ثوانِي ايامهُما انطَوت كما لو انهَا عقودٌ صاخبةٌ بالحَوادث السَاحرةِ حباً وَ التي خُلدت في رابطةِ قلوبهَم الوَطيدة ثمَ الى عقُولهم التي لَم تتخلى عن التَفكير ببعضهُما

حتى وَ ان كانت شفاهَهم تتلامَس بعضهَا او رمُوشهم تتعَانق فوقَ السريرِ او بجانبِ شَجرة القَيقب الحمراء في المُتنزه وَ امامِ المَارة ..

لكَم مرةٍ عانقَ جونغكُوك خُصرَ تايهُيونغ ، وَ لكم مَرة لمَحتهُما العَمة يَتغزلانِ ببعضهُما افعالاً بقُبلٍ لطَيفة تتنَاثر على سخونةِ بشرتهُما فوقَ طاولةِ الطَعام في مَطبخهَا او اثناءِ غسلهم لأطبَاق العَشاء ؟!

لا يَتداركانِ البَتة وَ لا يستَشعرانِ مُحيطهمَا عندمَا يتعلق الأمرُ بتَواجدهُما بجانبِ بعضهُما ؛ لا يَكفانِ عن النظر لبعَضهما وَ لا يمَلان من تأمُل النجومِ ليلاً فوقَ السطُوح

كَم كان لطيفٌ ذلكَ التناقضَ فيهُما وَ اختلافهُما عن بعضهُما ؛ جميلٌ جداً ان تجتمَع الشمسُ صحبَة القَمر .. كذلكَ الأمرُ مع اختلافِ الأنفسِ وَ الاطباعِ ، فـ الأرواح المُماثلة بأفعالهَا وَ تفضيلاتهَا تُمسي مُملة بجانبِ بعضهَا وَ الأقطاب تتنافَر اذا مَا تشابهَت يَا صاحِبي

سَاعاتٌ بَسيطة كَانت تَفصُل الغرَابي عَن مَوعد زَفافِ عمتهِ حَيث المَساء ، تَأنق بهندامهِ مُرتدياً لونَ السماء المُظلمَة في سُترةٍ وَ بنطالٍ مُماثلٍ لها في الخَامةِ القُماشيَة ؛ قَميصٌ ابيَض كـ صفَاء قلبهِ وَ ربطةُ عنق داكنَة انسَدل من منتصفهَا سلسلةٌ فضيَة براقَة

لَم يشئ قَص شعرهِ مُنذ ان اخبرهُ تايهُيونغ انهُ يعشقُ خصلاتهُ الطَويلة .. فاكتفى حَيال ذلكَ برفعهِ الى الجَانب مُظهراً جبينهُ صُحبة حُدة رسمةِ حاجبيهِ الكثيفانِ ، حلقٌ فضيّ عُلق بأحدى اذنيهِ وَ خاتم زواجهُ القَريب من خليلهِ بـ بُنصرهِ من اليَمين

بَهيٌ وَ خلابَ ، ساحرٌ وَ مُميت بطَلتهِ ؛ عطرهُ القَوي وَ قرع كعبِ حذائهِ انتَشر في زوايَا المَنزل الفَراغ بالفعلِ ، وَقف في مُنتصفهِ مُسترجعاً المَع الذكرَياتِ المَرسومةِ بينَ زوايَاه .. وَ كادت عيناهُ ان تُدمع لفكرَة انهُ لن يلمَح ظلَ عمتهِ او يسمَع همساتهَا مُجدداً داخلَ هذهِ الجدران عند عودتهِ مساءً

تِيتان | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن