ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________
كَلمات جونغكُوك العَميقة كَانت مُؤذية من شِدة حلاوَتها على نفسِ تايهُيونغ المُضطربةِ .. بُؤبؤيهِ تَشتتا بالونِ القاتِم في حَدقتي الغُرابي الهَائم بهِ ، انتَقل بناظريهِ من عينهِ اليُسرى الى نظيرَتها من اليَمين بصمتٍ شديد ؛ مُراقباً ابتسامَة جونغكُوك الخافتةِ
وَ ذائباً بتفاصيَل هذهِ اللحظة الذهبيةِ .. هُو مُحاط بأذرعِ جونغكُوك بأكثرِ الطُرق دفئً وَ نائمٌ بكُل اريحيةٍ على ذراعهِ ؛ بثيابَهم الفَضفاضةِ اسفَل غطاءٍ واحد وَ على سريرٍ سَرق جُزء من سخونةِ اجسادهُم المُتعانقةِ بشدةٍ
قَلوبهم الصاخبةِ بقوةٍ كَادت ان تَسحبهُم لدوامةٍ مليئةٍ بالمشاعرِ الحَارة مُجدداً ، لكِن .. تايهُيونغ قَد تمَكن من ايقَاف كُل شيءٍ في لحظةٍ سريعةٍ عندمَا اخفَض رأسهُ حتى كَاد يدخل بينَ ثنايا صدرِ جونغكُوك ..
احتاجَ بعضَ الوقت للملمةِ انفاسهِ المُشتتةِ بعيداً عن اعيُن جونغكُوك الفاتنةِ بنظراتهَا التي تأخذهُ الى هَاوية فكريةٍ لا يجدُر بهِ زيارَتها .. ليس وَ كأنهُ قد ابعَد عيناهُ عنهُ ، فَقد كان تايهُيونغ على مَعرفةٍ تامةٍ ان الآخر يُحدق بهِ لكِن ذلكَ كان أهوَن عليهِ من مُبادلتهِ الاتصَال البصريَ
تنَفس بعمقٍ حتى تَرعرع عِطر الغُرابي بداخلهِ وَ كاد ان يتداخَل بين اوردتهِ .. ثَم عاوَد رفع رأسهِ بترددٍ ناظراً لجونغكُوك ، وَ بكُل ما أوتيّ من شجاعةٍ حسَم البَوح بأحرفهِ التي سعى لنُطقها بأتزانٍ .. وَ كان ذلكَ قَبل ان تتَحطم كُل مُحاولاته بُغتةً بيَد جونغكُوك التي ارتَفعت فجأةً
بعذوبةٍ وَ بطئٍ شديدٍ اذابهُ حتى كادَ يتداعى ؛ هَـم جونغكُوك مُخللاً اناملهُ بينَ خصلاتهِ ذاتِ البُن في لونهَا بعَد ان ابعَد خُصلةً مُنسابةً على عيناهُ من غُرتهِ الطويلةِ ، وَ ان سُئل عَن مَن الأكثر تأثُراً بهالةِ المَشاعر البريئةِ هذهِ لَقيل تايهُيونغ بكُل جدارةٍ
كانت مُجرد لمسة عفويةٍ صَغيرة من جونغكُوك فـ مَا بالهُ يُغمض عيناهُ بكُل هذا الخَدر الذي عانَق اوصالهُ ليغدو بذلكَ حبيساً لدفئِ ذراعيّ الغُرابي ؟!
" سأحبُ خصلات الحَرير هذهِ دائماً مَا لم تَحجب عني رؤيَة مَجرتيّ الغَاليتين "
استَطرد جونغكُوك هامساً بذلكَ القُرب الجميلِ بينهُما وَ بأبتسامةٍ شديدةُ الصُغر اختتم حَديثهُ مُحدقاً بالمَعني بمَا خَط قلبهُ من كلماتٍ في جملتهِ ..
أنَسأل عن حالِ تايهُيونغ ؟! هذا اذا مَا تبقى بهِ حالٌ مِن بعد مَا قِيل ؛ فَقد اكتفى باغماضِ عيناهُ بذلكَ الأضطرابِ الطفيفِ على ملامحهِ ، هو اقسَم بين نفسهِ انه لم يعُد يستشعر نبض قلبهِ او ارتجافَ جسدهِ المُعتاد
