ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________
رُبمَا لَم يكُن تايهُيونغ يُحب الحَديث عن نفسهِ كثيراً ، رُبما كانَ وحيداً ؛ وَ لعل الحُب يوماً قد سَرق له نبضهُ ، لكِنه لم يكُن يوماً حزيناً وَ خافتاً كـ شمعةٍ وَسط شارعٍ خاوِي كالآن ..
تمُر الأيام وَ تنقضي بذاتِ الهُدوء القاتِل حَول هالتهِ .. خَف اسمرارُ بشرتهِ اثرَ مُكوثهِ الطويل داخلَ جُدران مَقبعهِ وَ ازدادَ نحوَلاً ؛ وَ قد يكُون والدهُ لم يَلحظ الطريقة التي ازدَادت بهَا ثيابهُ وَساعةً عادةً لأنشغالهِ المُستمر في العَمل ، لكنه لَم يخفى عليهِ وَ لوهلةٍ شُروده الدائم
تحديقهُ في صحنِ طعامهِ او انطباقِ اجفانهِ بخمولٍ عند سماعهِ لأحدى اغنياتِ الجازِ البائسَة ، وَ عندَ هذهِ النقطةِ تحديداً ادرَك والدهُ امراً جليلاً ، فقَد تسائل مِن قبل عن الجُزيئة العُظمى التي تركَ جونغكُوك اثرهُ فيهَا في نفسِ ابنهِ ؛ وَ الآن ها هي ذا الأجابَة تلمَع وَ تبرُق
تايهُيونغ كانَ هادئاً علي الدوامِ لكن مُنذ ذلكَ اليوم الذي صادَف فيهِ جونغكُوك حتى تغيَر .. وَ لن نُجزم انهُ قَد تغير بالكَامل فالأنفُس لا تَخضع للمَشاعرِ بليلةٍ وَ ضُحاهَا ، لكنهُ تغيرَ بطريقةٍ حلوةٍ وَ زادَ حماسةً ناحيَة الأشياء الصغيرَة منهَا وَ الكبيرةِ
وَ الآن .. وَ بعد مَضيّ عامٍ على رحيلِ جونغكُوك تمَكن والِد تايهُيونغ مِن تدارُك تلكَ المكانةِ العُظمى التي خَلدها الغُرابي في قلبِ وحيدهِ .. وَ كيف ان تايهُيونغ اثرَ رحيلِ الآخرِ عنه قد عَاد الى اطباعهِ السابقةِ بَل وَ بشكلٍ اكثَف عن ذي قَبل ..
وَ عندمَا اقتَرح تايهُيونغ عليهِ فكرةُ تأجيل الألتحاقِ بالجامعةِ في سنتهِ الأولى تفاجئ المَعني كثيراً وَ كاد ان يَرفض هذا الأقتراحَ بشدةٍ .. لكِن عند امعانِ النظر في حالِ الأسمَر قليلاً ستَستشعر عدم رغبتهِ حتى في الأستماع الى الأصوَات
وَ قد فكَر الوَالدُ عميقاً فيمَا تُلي على مسامعهِ من احرفِ ابنهِ وَ عن كيف انهُ راغبّ بدراسةِ تخصصهِ الذي سيختارهُ مَع ذاتهِ لوقتٍ مَديد الى حدٍ مَا وَ لعل هذا السبب كَان دافعاً من الدوافع القليلةِ التي جعلتهُ يوافقُ على عرضِه ..
لَم تكُن احوالُ جونغكُوك تصل الى تايهُيونغ ، فقَد تمَكن من حبسِ نفسهِ داخل جُدران غرفتهِ وَ مُقاطعة الجَميع .. ليسَ و كأنه كانَ قد امتلكَ اشخاصاً آخرين غيرَ الذي هَجرهُ في حياتهِ!
وَقتهُ يُهدر بمُطالعة كُتب جونغكُوك الفلكيةِ وَ التي ارسَلتها العَمة نتالي لأجلهِ عندمَا كان ينقل والدهُ احياناً حالتهُ المزريةِ لهَا ، وَ كان من المؤلم للغايةِ ان عطر جونغكُوك قد طُبع في تلكَ الصفحاتِ اكثَر من الكلماتُ ذاتهَا ..
