ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________أصَابعهُ الشَاحبةِ تَطرقُ على مِنضدتهِ الخشبيةِ بخفةٍ و عينَاهُ السوداءُ تحدقُ من خِلالِ النافذةِ بسياراتِ نَقل الأثاثِ العملاقةِ المَارةِ من أمامِ مَنازلِ حَيهم
المَلل والمَزيدُ منهُ كانَ يشكلُ غيمةً كبيرةً تحومُ فوقَ رأسهِ ، جالساً بهدوءٍ وسطَ أشيائهِ مُنتظراً رحيلَ ضيوفِ عمتهِ منَ النسوةِ الزَميلاتِ لها فِي العَمل
لَم يتَمكن من سَماع بابِ المَنزلِ يُصَد ولا خُطواتِ عَمتهِ على السُلم ثمَ مَمر غُرفتهِ ، فَثمة للأغنياتِ حَيزاً في عقلهِ مُشوشةً بدورهَا على مَسمعيهِ
" بُووم "
قَفز بخفةٍ من مَكانهِ عندمَا كانَ سارحاً في شارعِ الحَي الهادِئ و ألتَفتَ مُباشرةً للخلفِ حيثُ عَمتهُ التِي حاولت أفزاعَهُ تبتَسمُ بأتساعٍ لهُ الآن
ضَحكَ بخفةٍ و رَفع يدهُ ناحيةَ سماعاتِ الرأسِ خاصتهُ حينَما لمحَ عَمتهُ تقتربَ لتجلس على طَرفِ المنضدةِ التي أمامهُ و تُداعب بخفةٍ طَرف التلسكُوب خاصتهُ
" لِم لَم تخرج مِن قَوقعتكَ و تُلقي التَحيةَ على الضُيوفِ ؟ "
خاطَبتهُ بعتابٍ قليلاً و صُوبَ نظرهَا على أبنِ اخيهَا الذِي أستَقامَ من مَقعدهِ جامعاً بعضَ الأوراقِ المُتناثرةِ المستهلكةِ من على ارضيةِ الغُرفةِ
" جَميعُهن سَيداتٌ مثلكِ يُصعب عَلي أن ألقِي التحيةَ وأكونَ الرجلَ الوحيدَ بينَكُن نَتالي "
أستكمَل حديثهُ عندمَا جَرتهُ أقدامهُ لسلةِ المُهملاتِ الصغيرةِ التِي أخذت حَيزها خَلف البابِ و ضَحك بخفةٍ عندَما سَمع تَذمُرات عَمتهِ ناطقةً
" جونغكُوك يا عَديمَ الأحترامِ كَم مرةً أخبرتكَ أن لا تُناديني بأسمي ؟! "
عَاد أدراجهُ ناحيَتها ؛ كُفوف يَديهِ في جيوبِ سروالهُ القطني و رَفع كَتفيهِ بَمعنى أنهُ لا يُدرك فأعتَرت الخَيبات وجهَ عمتهِ مُعاتبةً اياهُ بغضبٍ مُصطنعٍ
" عَلى الأقلِ أحتَرم هذهِ الشَيباتِ! "
قَلب جونغكُوك عَينيهِ بخفةٍ و تَنهد لكَلماتِ عَمتهِ المُبالغ بَها ، فأقتَرب جالساً حيثُ تَموضعَ منذ البدايةِ مُراقباً اياهَا و ناطقاً بمَا لم تَجد لهُ جواباً لتردِعهُ
" اولاً هذهِ ليسَت بشيباتٍ أنها مَا تبقى مِن صبغةِ الشعرِ الفضيةِ التي جَربتها الأشهُر الماضيةِ ، و ثانياً دعينَا من كُل هذا و أخبرَيني ؛ أتَعلمينَ مَصدر هذهِ الحمولاتِ ؟ "