Chapter 24

24.3K 2.3K 1.3K
                                    

~Lilith ليليث

ما ان خرجت من المنزل اتجهت نحو الغابة القريبة، ما احتاجه الان هو مكان خالٍ من البشر، فأكثر ما ارغب به في هذه اللحظة هو قتل شخصٍ ما.

تعمقت قليلاً في الغابة وما ان شعرت بقدمي المتعبتان جلست فوق صخرة بينما اتنهد بقوة. استرجعت كلمات امي لأتنهد بقوة وغيض، انا لا يمكنني فهم كيف تفكر، مهما كانت فظاعة الحقيقة فإبقاءها سراً اسوء بكثير.

لو انها بصقت الحقيقة منذ زمن لكنت الان تجاوزت الأمر بالفعل وربما أكون بحالة أفضل حتى كوني أدرك اللعنة التي انا بها ويمكنني تفهم الدراما الزائدة التي تقوم بها كلما تشاجرنا او فتحنا الموضوع.

أغلقت عيني بينما اتنفس بعمق عدة مرات، ليليث اهدئي الغضب لا يحلّ شيئاً، وربما هي حتى نست الموضوع وتشرب القهوة بينما تقرأ كتاب لعين آخر ولن يبقى أحد منزعج غيرك.. صحيح اهدئي..

فتحت عيني لأدرك الهدوء العميق حولي، حدقت بالمكان بلا أي تعبير يذكر، بينما يحتلّ صدري فراغ كبير.. وكأنني لا اشعر بأي شيء في هذه اللحظة.

احياناً اعتقد بأن الغضب والحزن أفضل من هذا بكثيرٍ حتى ان كنت اسبب دمار ما حولي ووضع الأشخاص في خطر.. انها انانية اعلم، لكن كيف لأي شيء ان يكون اسوء من صمت أبدى بداخلي!

اتوقف عن الشعور بالخوف، التوتر، الألم وبأنني على الحافّة.. وفي ذات الوقت تتوقف شفقتي مراعاتي للآخرين ولطفي. يصبح من السهل الدوس عليهم دون أدني ندم ودون الحاجة حتى لأفقد السيطرة على مشاعري لأذيتهم.

يصبح كل شيءٍ حولي ابطأ، الأشخاص والكلام الذي يخرج من افواههم، يتكلمون فعلاً وبذات الوقت لا يفعلون.

تصرفاتهم وحتى تلك الثواني التي تتبدل فيها تعابير وجوههم ليتضح الشخص الحقيقي خلف القناع، والتي لم يكن أحد ولا حتى انا ليلاحظها.. وكأنني في فلمٍ صامت.

وكلما يمرّ الوقت أشعر بأني ان أصبحت شخصاً سيئاً.. لن يكون الأمر بهذا السوء.

"انظروا من هنا؟! يا لها من مفاجئة." قاطع تفكيري صوت دانيال المتعجب. ادرت عينيّ ناحيته أحدق به باستغراب، "ما الذي تفعله هنا؟" سألته متجاهلة تعليقه السابق. كان يمسك بقميصه بيده بينما لا يرتدي بنطال فقط.

"هذا سؤالي انا! انا معتاد على القدوم هنا على عكسك." وضح ليقترب مني بينما يرتدي قميصه الخفيف، اليس الجو بارداً؟ بغض النظر عن كونه لم يكن يرتديه فهو خفيف ليرتديه في هذا الجو!

لاحظ دانيال نظراتي المستغربة ليقهقه قائلاً بينما يعبث بشعره البنيّ، "كنت اجري لهذا اشعر بالحرّ، ونحن معتادون على هذا الجو لا تقارنينا بك."

اومأت بلا اهتمام ليسأل باستغراب، "ما بك؟ هل حدث شيءٌ ما؟"

"لا، لا شيء جديد." اجبت بضحكة هربت من بين شفتي لأمحي فضوله مجيبة، "تشاجرت مع امي فحسب."

Ice Rhythm || إيقاع جليديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن