Chapter 39

19.8K 2.2K 1K
                                    

•الحقائق المبنية على الكذبات البيضاء، هي الأكثر ايلاماً.. فبمحض اكتشافك لها، لا يعود العالم بعينيك كالسابق ابداً.

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍂🍁🍁🍁🍁

وقف ليونارد خلف هاركين يلوح بابتسامة متحمسة للمعركة التي ستبدأ الان. فقط ما خطبهم مع الدخول هكذا للمنزل؟ لا أذكر بأنني قلت تصرفوا وكأنكم بمنزلكم!!

أشرت لدانيال محاولة تصحيح ما قلته، "يمكنك ركله هذه المرة، لن أمنعك." رفع ليونارد يده ليخفي فمه بينما اهتز جسده بخفة.. هو يمنع بصعوبة ضحكته من الخروج.

"أود ركلك انت لا هو." أجاب هاركين بينما يحدق بي بتعبيره الذي لا يوحي بأي شيء، من الصعب قراءة هذا الرجل. وقبل ان يضيف أي احد شيئاً، استيقظ دانيال ليعتدل بجلوسه معطياً إياهم ظهره.

لما أشعر بشعور سيء؟

رفع دانيال يده ليعبث بخصلاته البنيّة كالقهوة والمبعثرة بحرية، لينظر لي قليلاً بهدوء دون ان يعير من خلفه أي اهتمام، وكأنه ضائع بتفكيره ليشعر بهم لكنني اعلم جيداً بأنه مدرك لوجودهم. فجأة اعتلت ابتسامة خفيفة وجهه أشعرتني بغرابة شديدة، فقد بدت مشوبة بالمكر!!

وقف فجأة مبتعداً من على السرير متجهاً نحوي لأنظر له باستغراب لم أحاول اخفائه، وقف قريباً مني لينحني ويطبع قبلة سريعة على وجنتي، "أشكرك لليلة أمس." قال بنبرة كسولة وغامضة ستجعلني انا بنفسي أُسيء الفهم فما بالكم بهم!

اتسعت عيناي بدهشة عارمة لأرفع حاجباي محدقة به باستغراب كبير.. ما خطبه بحق خالق الجحيم هذا الصباح؟! ابتعد قليلاً ليهرب نفس ساخر من فمه قبل ان يتحرك باتجاه دورة المياه متجاهلاً إياهم كلياً.

"هل فقد عقله؟" سألت باستنكار شديد مخاطبة نفسي، هل يتصرف بهذه الطريقة لينتقم من رفيقته الواقفة هنا؟ نقلت نظري نحوها لأرى تعبير وجهها لكنني جفلت بفزع ما ان رأيت هاركين يقف أمامي.

هل المستذئبين سريعين هكذا عادة؟ حسب خبرتي بالأفلام فالسرعة تنتمي لمصاصي الدماء! اشرت للاتجاه الذي ذهب منه دانيال قائلة بهمس لهاركين رغم انني اعلم ان باستطاعتهم سماعنا، "انه يهذي.."

لكن تعبير وجه هاركين جعلني أدرك بأن الموقف جديّ للغاية لا يحتمل المزاح ابداً. ولسبب ما تجمدت أحدق بوجهه بينما علقت الكلمات بحلقي.

وهذه المرة عكس كل مرة لم يتعب نفسه بالاستفسار أو قول أي شيء، بل اكتفى بالنظرة شديدة البرودة التي رمقني بها، ليستدير خارجاً وتتبعه شقيقته التي كانت تنظر لباب دورة المياه بتعابير مكسورة.

لحق به ليونارد على عجل ليعمّ الهدوء المكان. لما أشعر بأنني قمت بخيانته حقاً؟! لما بدت نظرته تلك وكأنه كشف حقيقتي السيئة.. وكأنه ينظر لي باشمئزاز!! هل كان ذلك خيالي فحسب؟

Ice Rhythm || إيقاع جليديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن