Chapter 27

26.2K 2.5K 2K
                                    

لمس الجرح الذي يقبع في رقبتها بأصابعه بخفة وبطء كي لا يؤلمها، الا انه ورغم حذره من ذلك هي تألمت.

بدأ الغضب ينمو بداخله أكثر من قبل لحظات، حينما أخبرته الثيا من انها كانت تبكي لكونها كانت خائفة للغاية منهم. ليصور له عقله مشهد غرس مصاص الدماء انيابه القذرة في رقبة رفيقته، التي لم يمضِ الكثير من الوقت على ايجادها.

انحنى مقترباً من رقبتها ببطء، ليطبع قبلة لطيفة على الجرح مغلقاً عينيه بحزنٍ على رفيقته الرقيقة التي اضطرت ان تمرّ بكل ذلك وحيدة. ولو استطاع لأعاد الوقت ولم يتزحزح من جانبها.

ابعد شفاهه عن رقبتها دون ان يبتعد عنها. فتح عينيه الشهلاء بتخدرٍ واضح يحدق برقبة رفيقته التي تجمدت مكانها لفعلته المفاجئة.

غمرت رائحتها الجميلة انفه ليتنفس بعمق أكبر، ويشعر بالدفء يتسلل لصدره وكأن الورود بدأت تزهر هناك. شعور لم ينتبه من قبل، فكل ما كان يعرفه هو البقاء قوياً وكما يجب على الألفا ان يكونه.. حتى حينما يكون وحده، لا يستطيع ان يرخي دفاعاته.

أشياء يجب ان يفعلها بما انه البكر ووريث والده منذ ان كان صغيراً. لا يستطيع اللعب او اتصرف بطفولية وعدم مسؤولية، لم يكن يملك الوقت للهو على أي حال. تعلم القيادة واتخاذ القرارات، ستكون مسؤولاً عن كل ما تقرره وتفعله وتظهره امام الاخرين.

ان اردت ارتداء التاج، فلتتحمل وزنه. وهو بالفعل يعي ذلك، فهو سيكون مسؤولاً عن حيوات أناس، وقراراته ستحدد مستقبلهم.

هو لم يعترض يوماً على هذا، لكنه أحياناً أراد الهروب ولو لبضع ثواني.

"ديلين!" صدح صوتها الرقيق المستغرب، ليكمل السمفونية التي أحاطت به بمثالية. اقترب مجدداً ناحية رقبتها بتخدر ليفتح فاهه مظهراً انياب ذئبه، ولم يحتج الأمر الحاح ذئبه حتى لتغمره رغبة وسمها الان، لتصبح ارواحهما وقلوبهما مرتبطة بشكلٍ قاطع لا يمكن لأحدٍ افساده.

بدأ جفنيه يسدلان ستارهما ببطء ليخفيا عينيه الشهلاء الغارقة بكل تفاصيلها دون الحاجة للنظر لها حتى. لمست انياب ذئبه جلد رقبتها الناعم لتقشعر هي بقوة.

اهتزّ جسدها، لترفع ذراعيها لصدره محاولة ابعاده قائلة بصوتٍ مرتفع ومرتجف، "توقف، ابتعد عني." توقف جسده بشكلٍ تلقائيّ، ليفتح عينيه بإدراك لما كان سيفعله لتوه!

ابتعد عنها عدة خطوات للخلف محدقاً بها بلا تصديقٍ من نفسه ومن ردة فعلها.. هي لا تثق به! صحيح انه حاول ومها دون ان يسألها او على الأقل يخبرها بالحقيقة، الا انها تظنه شخصاً عادياً. ورغم ذلك هي انفعلت لاقترابه منها!!

هي.. لا تريده ان يقترب منها!

كانت تعقد حاجبيها بغضب وذعر في آنٍ واحد، تقبض يدها بقوة رغم ارتجافها وتنظر ارضاً.. هي حتى لا تنظر ناحيته. تغير تعبير وجهه من الصدمة لشيءٍ مختلفٍ تماماً لم يظهره من قبل.

Ice Rhythm || إيقاع جليديWhere stories live. Discover now