الفصل الخامس

809 14 0
                                    


(مرح ...أنقذيني)
همست داخلها وشفاهه تحُط على شفاهها برقة.
الثواني تمر بطيئة جدا، تُحس بشفاهه تقتص من شفاهها بعُنفٍ لتتحول لرقة لم تمس شغاف قلبها... أصابعه تُعلِّم وجنيتها لتستشعر وكأنها توشمها... لم يكن إحساسا رائعا...بل كان مُقرفا.... وكل نقطة التقاء بشرتيهما تُولعُ فيها نارًا حارقة.... تحرقها كالأسيد...لكنها لم تبتعد.
لم تُحاول مجاراته ولا الابتعاد...
ذلك المُقت الذي كان يُهاجمها في أنصاص الليالي لتفتح عيونها فجأة... خائفة أن تجد نفسها في ذلك المنزل الذي لم تعد تراه جميلا أبداً... لكن الإنارة الخفيفة لمصبحها الصغير يُعيد الاطمئنان لعيونها.
لكن ليس لروحها.
ذلك الكره الذي نمى اتجاه نفسها...وهي تجلد نفسها وكلمات اطمئنان تنساب من شفاه والديها انهما معها...وستكون بخير!!
برغم انها تخلق قوة داخلها لكنها تنبذها...واخرى لم تكن تحتاج لهذه الكلمات...لم تبحث عنها وكل ما تُريده ان تُترك وشأنها...لكنها كانت غايةٌ لم تُدركها يومًا...حتى كادت تقتل نفسها طلبا لها!
ذلك الذنب الذي يحرقها أنها السبب في موتِ أختها الصغيرة البريئة.... التي لم تتحمل محاولة تسميم روحها وقد كانت الوحيدة التي رأت مُعاناة مرح ودافعت عنها رغم سنها الصغيرة... روحها لم تستطع ان تنقلب على فطرتها. لتُفضل أن تُسلم لبارئها ولا تُقاوم الحمى التي هاجمتها بعد محاولة مرح الانتحار !!
كل تلك المشاعر...
كانت تتزايد وتتزايد داخلها. كلما شفاهه تزداد جرأة في تقبيل شفاهها... أنين استمتاعه يُغادر حنجرته ليُجلدها.
وروحها ويا لمفاجأتها.... كانت تستكين... فقد وجدت مكانا يليق بنُتونتها!
وكأنها تنال قصاصها...روحها كانت كزانية بالجُرمِ المشهود...تُجلد... ومع كل جلدة كانت تستخلص كل لمسة طالتها ولم تكن من حقها…لترتاح وقد وصلت للمئة!

ابتعد عنها مسلوب الأنفاس...ينظر إليها بعيونه البنية الفاتحة التي استحالت أغمق من النشوة، بشرته حمراء من تأثيره بها...كالحُلم وهو أخيرا يصل إليها... كانت بعيدة جدا عن مُتناوله وهو الخجول حتى من التفكير بأنثى بين ذراعيه... طوال سنواته الخامسة والعشرين...صادق الكثيرات لكنه لم يُفكر يوما بإحداهن بطريقة حميمية كالتي حلم بها ب " صوفيا " التي جعلته ينتقل لمرحلة اخرى من حياته.
لم يكن يهتم سابقا وأصدقاؤه يقصون عليه مغامراتهم.
كيف عَشقوا ليُخذلوا؟ وكيف عُشقوا ليَخذلوا ؟؟
لكن الآن، أصبح ينسج قصصا أبطالها "هو" و "هي"...كان يُريدها وبشدة.
وبعد أن حصل عليها ... لن يستطيع التخلي عنها!
بينما عيونها الضبابية المُتسعة جدا في وجهها النحيل المُرتفعة عظمتا خديه...ليُعطيها هالة أرستُقراطية...وكأنها لوحة لإحدى الأرامل من الأزمنة الغابرة، بالأسود والأبيض...ليُظهراها باردة جدا...حزينة جدا...بعيدة جدا جدا...وهي تُحدقُ في مُتأمِّلها ببرود وفضول.
قلبها كانت دقاته ساكنة...وكأنها لم تخض للتو إحدى أعنف اللحظات البشرية...التي يُصبح بها الجسد في أكثر لحظاته حَسَاسية، مُفرزا هرمون الإندروفين ليُشيع في كل حواسه سعادة لا مثيل لها...فتُرفع نبضات القلب لتصل مداها ويُسمع صداها كمُفرقعات العيد... رافعةً معها سخونة الجسد الحساس لكل حركة من الشخص المُقابل... ما زالت نظراتها عليه وعقلها يُحلل كل تلك المعلومات التي كُررت مرات ومرات على مسامعها...سواء من حديثٍ عابر لساشا وزميلاتها، أو من فضولٍ اعتراه يومًا عندما كانت تملؤها تلك الأحلام الوردية عن القبلة الأولى، عن الأحاسيس المذهلة التي سوف تعتريها...لكنها لم تستشعر أيّا من ذلك...الهدوء فقط ما يجول داخلها...لولا دقات قلبها الرتيبة لاعتقدت نفسها ميتة.
ويا له من وضعٍ لتلقى به ربها؟

جرح وشم الروح! ملاك علي.Where stories live. Discover now