الفصل التاسع

704 13 0
                                    

                         

" أخبريني!"
همس وهو يُحيط بجسدها العاري والدافئ من المشاعر المُلتهبة التي تشاركاها منذ ثواني، تململت مرح بين ذراعيه، لتلتفت نحوه تنظر إليه بحاجة وتتشبث بعنقه تُقرِّب جسدها منه أكثر...وكأنها تريد اختراق كل شئٍ لتصل لقفصه الصدري و تختبئ هناك، حيث توقن أنها ستكون مطمئنة.
عيونه تُحدق بعيونها التي مازالت مُركزة على شفتيه، وكأنها تخشى أن تلتقي أعينهما ليعرف تخبطاتها، وهذا أرعبها، بعنفٍ اقتربت منه لتُقبله بشغفٍ لا طاقة له به وقد استُنفذت كل طاقاته في مُحاولته لموازاةِ شغفها منذ دخل للغرفة ليجدها في هيئة في أقصى أحلامه لم يستطع أن يتخيلها، بشرتها اللؤلؤية كانت تتوهج أسفل قميص نومٍ خُلق ليُسبب سكتةً قلبية لرجلٍ....فما بالك بعاشقٍ مثله!
" يا إلهي "
نطق بصوتٍ أجش بلغته الفرنسية التي تجعلها تذوب وهو يهمس لها بها، وكأنها لغةٌ خُلقت للغزل...أسكرتها نبرة صوته الرجولية، ابتسمت له و شعرها القصير المسرح بالكاد يُلامس بشرة كتفيها، كحبيب يخشى من خدش معشوقته.... تفاحة آدمه ارتفعت لتنخفض مجددا ببطئ وهي تتخلص من الجزء العلوي لقميص نومها الخمري اللون...لتتسع عيونه...ونظرتها تُصبح مُشاكسة وهي تُلقي به بعيدًا...عيونها ازدادت اتساعا وغواية بالظلال السوداء المرسومة فوق جفونها بإتقان...اسفل رموش كبيرة سوداء...وهي تهمس:
" أخبرتني مرة أنك تتمنى لو ترانِ بهذا...." همست وهي تلتفت تُريه الثوب الفاضح جدا... ليظهر ظهرها العاري، يتذكر إحدى لحظاتهما المجنونة عندما أخبرها...كانت مجرد أمنية، لم يكن يتطلع أن تُحققها له. كان يتمنى لو يراها بذلك القميص المُعقد...لم يعرف أنه أسهب بالتفاصيل لتكون الآن طبق الأصل لمُخيلاته...يتذكر أنها ضربته كتفها و هي تحمر خجلا من مجرد تخيل نفسها به:
" و لأنني أحبك... طلبته خصيصا من أجلك...." استطردت ببراءة لا تليق أبدا بما ترتديه..
- " أنتِ... أنتِ... " همس دون أن يستطيع النطق أو الإقتراب
" و الآن.... تعال لتحصل على هديتك..." قالت وهي تقترب منه... لتُحيطه بتملك...و هو يرفعها من خصرها مُحيطا إياها.. ليظهر الفرق الشاسع بين بنيتا جسديهما، كانت أنثوية جدا بتقاسيمها المُحددة، بشرتها المُتوهجة...و نعومة ملمسها...بين يدي رجل..
الذي يبدأ مفهومها للرجولة و ينتهي عند اسمه " يوسف"...!!
آهةٌ صادرة من أقصى أعماقه تلقفته، وبفنٍّ أتقنته على يديه...كانت تُجيبه في قبلةٍ لم تكن تحمل أية جنسية....لم تكن فرنسية و لا إيطالية....و لا حتى مغربية... بل كانت تحمل روحها هي...روح مرح المغوية، الغاضبة...والعاشقة المجروحة...!!

رقيقة ...حد رقتها
وقاسية... حد التطرف

كانت قُبلةً أودعت بها كرهها لكل الرجال... عداه!
و كأنها تُعاقبُه لكونه منهم...وتُكافئه لكونه مختلفٌ عنهم!

كانا... مرح المجروحة التي تُتقن لبس قناع القوة أمام الكل لتخلعه أمامه، ويوسف المداوي الذي يُقسم أن يُعطي كله بسخاءٍ من أجل أن يُداوي كل جراحها...ولو تلك الشقوق الصغيرة التي لا يُدرك المرء وجودها...حتى تنفجر فجأة!

جرح وشم الروح! ملاك علي.Where stories live. Discover now