الفصل الثالث عشر

613 10 0
                                    


-" ما...ماذا تفعلين..."
همس بتخبط لكنها لم تُجبه بينما تزمُّ عيونها...وتمد يدها تجذبُ عنقه باتجاهها...وكأنها بذلك ستنفي ما تفعله... لتتماس شفتيهما!

عيونه تُحدقُ بها باتساع...بينما تميلُ بجسدها للخلف مُتشبثةً به...وشفتيها ترتعش في خوفٍ...مُدركةً أن ما تنوي عليه لم يكن بسهولة ما تخيلته مرارًا وتكرارا...طوال الليالي التي غابها بعيدًا عنها.
بأصابعٍ مُرتعشة...دس مسدسه في الحزام الخلفي لسرواله الجينز الأزرق البالي...ليتماس برود حديده مع سخونة جسده...مولدًا إحساسا سرى على طول عموده الفقري، بينما يُحيطها بذراعيه، يمنعُ نفسه من التفكير عما تقصده بوداعه كيفما يستحق...يدعو فعلا ألا يكون ما يعتقده في بالها...لأنها فقط ستُطلق الوحش داخله...لتستقبله هي فلا آخر أمامه ليُفرغ فيه غضبه غيرها...أمسكها برفقٍ يدخلها للشقة...عكس ما يعتملُ صدره من خوفٍ...قلقٍ وغضب...!!

- " منذُ متى وأنتِ هنا؟"
همس يُحاول أن يجعلها ترفعُ رأسها باتجاهه...لتبتعد عن حضنه، وشفتيها القريبة من وشمه...تجعل هذا الأخير وكأن النار تلتهمه...وكأنه يعاود دقه من جديد...!
- " منذ ساعتين "
همست دون ان تبتعد عنه...لانت نظراته المضطربة وهو يتذكر الجلبة التي سمعها سابقًا.
ساد الصمتُ بينهما...الا من تنفسه الخشن...!!
بينما أنفاسها الساخنة كانت تستقبلها جهة صدره لتنشر إحساس كالنسمة داخله...وكأن جسدهُ يعرفها منذ امد!

كانا في تواصلٍ...بعيداً عن كونهما في مكانٍ معزول، وقد ألفا أن يكونا محاطين بأمثالهما..!
وقد كانت مُصرة أن تذوقَ معه العشق الذي لم تعرف طعمه يومًا...وهي موقنة أن يومًا ما ستعيشه...لكن لما التأجيل وعُقاب لم يترك فرصة لأي إحساسٍ آخر أن يستوطنها وقد ملكها كلها!
بينما هو كان عقله يأخذه بعيدًا عن هنا...لسنواتٍ بالكاد أصبحَ صوته بالخشونة المطلوبة ليُسمى رجُلا...عندما قادته تلك الفورة ليُجرب...في إحدى ساقطات الأندية التي تعجُّ بهن...لم يكن يعلم أن ما سيحدثُ له هناك، سيُعيدُ تشكيل لكيف ينظرُ للقاء الحميمي بين الرجل والمرأة...وسيجعله لا يُصدق تلك اللهفة التي يرى في عيون الرجال ودعوة صريحة من إحداهن تصله.
كان مجرد طفلٍ مع امرأة بالغة...تخطت الثلاثين، اختيار خاله لتُعلمه شيئًا من تمرسها...فحسب خاله...جسد المرأة هو فقط ما يُسهل عليهم بشاعة حياتهم...!
لكن جسد تلك المرأة...لم يزده إلا بشاعة كوابيسه...ليس وكأنه لم يُحاول وقد أصبح جسده أضعاف أكبرهن عمرا وعرضًا...لكن مرته الأولى لم تتركه أبدًا...وها هي الآن تعود لكن بطريقة مُختلفة...أن يكون الجلاد هنا...وسراب هي الضحية.
هو فقط لا يستطيع أن يهبَ لها ما تريده...لكنها كانت مُصرة وهي تقرأ الرفض في عيونه التي حدقت بها بجرأة...تشجعت وهي تضعُ أصبعا على صدره تمررها على عضلاته...لتهمس حاجة وهي تتخلص من معطفه:
- " أنا لم أفعل هذا من قبل "
بلع ريقه... وجسده يستشعر وجودها أمامه...ليهمس بنفس النبرة...وهو يرفع اصبعه يمرر على عظمة ترقوتها برقة...مرورا نحو الأسفل:
- " ولا...أنا"
أبعد عيونه عن تمشيط جسدها الناعم الرقيق...بملامح أقرب لصبي صغير منه لفتاة.... لينظر لعيونها برهبة وخوف...وهو يقول:
- " سأقبلك...."
واتحاد شفتيهما...كان كل ما يحتاجانه.... فقط!

جرح وشم الروح! ملاك علي.Where stories live. Discover now