الفصل الواحد و العشرين

467 7 0
                                    


…..

" أنت بالتأكيد مجنون عامر...أنا لن أضع يدي بيد هذا الرجل " شخر عقاب بتسلية...وهو يستندُ بظهره على  حافة المكتب، يُحدقُ به بسخرية...ليستطرد مصطفى :" خصوصاً بعد أن حاول قتلي ونصف رجالي"

شهقت سراب، لينهض عقاب بقوة مُضطربا من ملامحها المصدومة :" لو كنت اريد قتلك كنت ستكون في عداد الأموات منذ مدة طويلة يا مصطفى... و أنا ليس لدي ما أخسره عكسك..." أغلقت سراب عيونها بألم...و هو يستطرد بارتباكٍ لما تؤول إليه الأمور:" ثم أية لعنة لا تفهم في كلمة " سرية"؟!!!" سأل عقاب وهو يقترب منه، مُتهمما اياه" أخبرتكم أن تكون عملية اعتقال "منصور" في سرية تامة....ألاّ يعلم بها أي أحد قبل أن تنقلوه لمقركم....لكن ماذا فعلتهم....عرضتم عملية اعتقاله ليس فقط في القناة المحلية...بل حتى الدولية!.... فكان يجب علي أن أتصرف!!"

- " هل أنت القناص الذي وضع الرصاصة في جبهته؟!!"
سأل مُصطفى بصدمة، وهو يتجه نحوه لكن عامر كان له بالمرصاد:
-" مصطفى أرجوك إهدأ"
- " وماذا تعتقد؟... لم أكن لأخاطر أن تقتل ابنتي!!"
- " إذن في الأخير... أنت كان لديك ما تخسره!!"

-" أنا لا أريد أن أتزوجه...." قالت سراب تقطع جدالهما، ليلتفتوا اتجاهها بصدمة و كأنهم تذكروا فجأة وجود عنصرٍ نسوي....ليقترب منها عقاب بغضب.

- " ماذا يعني هذا سراب؟؟!" قال بقوة

- " أنا لن أتزوج مجرما...لا اريد" قالت وهي تضع يدها فوق بطنها بحمائية...

- " لقد سمعت السيدة...والآن اخرج من منزلي" قال مصطفى وهو يدفعه للخارج

- " لن أخرج بدونها..." لكنها تراجعت تحتمي بمصطفى... وهي تحدق في عيونه المصدومة...ليقول بقوة :" سراب تعالي...أنا لن اعيد كلامي مرة اخرى.... " لكنها حركت رأسها برفضٍ..." ارجوك سراب... فقط تعالي"
أعاد مُستعطفا.
- " اذهب سعيد...انا اكرهك!"

استغل مصطفى ضعفه اتجاهها...ليجذبه من ياقته باتجاه باب الخروج.... لكن عقاب دفعه...ليقف عامر وسطهما وهو يسمع نبرة مصطفى:

- " سعيد... لقد سمعتها...من الأفضل أن تخرج... او رنة فقط وتجد نفسك عائدا للسجن... بناتي في الأعلى ولا أريد أن أجلب بشاعة عملي لعقر داري... فلا تجبرني على ذلك..."
...
أسندَ عقاب رأسه بتعبٍ لكرسي السيارة...وهو يتنفسُ بهدوء عكس المشاعر التي يعصفُ بها قلبه...اتجاه سراب، رقية...جميلة، وميريام!
- " هل تظنه ابتلع الطعم!"
همس أخيرا ينظر أمامه...!
- " أنا أعرف جيداً أنه سيحميها بروحه إن اقتضى الأمر... هي في مأمن...لا تخش عليها "

- " أتمنى ذلك..." همس...قبل أن يلتفت حيث المنزل المضيء بحميمية...ودفيء...ليستطرد " لن أقول الوداع...سنلتقي سراب...قريباً جدًّا سنلتقي!"

..........
منذُ متى وهو هائم على وجهه في الطرقات؟ ...وحيدٌ مع هواجسه التي تتقاذفه يمنةُ ويسرة، كيف تحول فجأة من شخصٍ يُقدرُ كل تفصيلةٍ صغيرة في حياته لآخر ناقمٌ على كل شيء؟

جرح وشم الروح! ملاك علي.Where stories live. Discover now