الفصل السابع

838 14 0
                                    


      
قبل ثلاثة أيام:

- " هل مات؟" تساءلت بخواء و رعبٍ وهي تتشبثُ أكثر باللحاف الذي تُحيط به نفسها.

جالسةٌ أعلى السطح...مكان معاذ المفضل الذي يُطل على كل القرية...تلتحفُ بغطاءه... ليمدها بدفءٍ تحتاجه بشدة.. نشيجها المُنخفض لم يختفِ و هي ترى شريط حياتها أمامها...كيف كانت ؟ و كيف أمست ؟!!
و كأنها لم تكن يوما تلك الأنثى التي تشع دفئا و نضارة... لتستحيل لأخرى...شبه أنثى و كأنها ضعف عمرها السابع و العشرين..!!
مررت يدها على شفتيها الرقيقة جدا...ثم خذيها اللذان فقدا شكلهما...ليستحيلا ككل جسدها، لعظام بارزة يكسوها الجلد..!
آنت بألم وهي تتراجع للوراء مُستلقةٌ تنظر للسماء السوداء التي غاب عنها القمر... لتخرج النجوم نافضةً خجلها...و تظهر لامعةً براقة... السماء تبدو واسعة جدا، صافية جدا وكأنها بوابة للفضاء.... تُذكرها بكيف كانت مع ورد في آخر أيامهما معا في هذه "الدار"...تنتظران أن تسقط إحدى الشُهب لتُغلقا اعينهما مُتمنيتين أمنيةً... كانتا تطلبان الحب!!
لم تطلبا غير ذلك...و كل شئ وُجد لهما سابقًا!

آلام خصرها أجبرها على النوم على احد جانبيها...و دموعها تجري مدرارا على حياتها البائسة...رغما عنها الآلام أخذتها لآخر ساعةٍ لها في منزلها....عندما أتت هاربةً  لمنزل عائلتها...لتجده فارغا إلا من زوجة عمها المتوفي...والدتها و والدها غادرا للمدينة لأن موسم الدراسة لوالدها قد ابتدأ...و قد قرر أن يعود لمقاعدها و يُكمل دراساته العليا...معاذ و سارة في طريقهما من المدينة ..!!
كانت فرصة لها لتغسل عنها كل آلامها و خطاياها.
اهتز جسدها برعب و صوت أنينها يخترق طبلة أذنها.. و كأنها عادت لتلك الغرفة مجددا!!

- " ت...وقف....أر...جوك..." نَفَسها ينقطع و هي تترجاه...أن يتوقف...بسبب قبضته التي كانت تضرب جهةً من خصرها دون غيرها... آلامها تعدت تلك المرحلة التي تُحس بها جسمانية...كانت روحها من تُخترق هذه المرة.

لم تكن تشعر....و كأن كل مُستقبلات الآلام في جسدها وصلت لحدها الأقصى..!!

لم تستطع الفرار و هو يضغط بكرسيه على ساقيها و قد فاجأتها  قُبلاته العنيفة التي كانت تمتص روحها تتحول لضربات عنيفة....وهو يدفعها بقوة لتُرمى على بطنها فوق السرير، و تسمع صرير عجلات كرسيه و هي تقترب ضاغطة على ساقيها، مانعةً حركتها....لتبدأ ضرباته تطال جانبا واحدًا من خصرها..

توقف من التعب و فك تشابك قبضتيه....ينظر إليها بقرف، و عنف تنفسه يصلها...
تضغط بقوة على الجزء الداخلي من خذها كي لا تصرخ ألما...فتثير به ذلك الوحش السادي.
ليصرخ بها أن تنهض... تحاملت على آلامها وهي تحاول التوازن...الفُستان المفتوحة أزراره يظهر قسما كبيرا من جزءها العلوي ... و كلما حاولت تغطية مفاتنها كان يصرخ بها..بكلمات نابية...تُسوطها أكثر من ضرباته.

الخزي أغرقها...و كأنها إحدى العاهرات!

-" إنزعيه ثم أرقصي..." صرخ بها و هو يرفع قنينة الشراب لفمه... " هيا.."
أعاد ناهرا إياها  و أسفل القنينة الزجاجية يُعلم فخذها... لتنزعه و تبدأ بالتمايل أمامه رافعةً يديها للأعلى... و دموعها تغسلها...
تتمنى لو تختفي عن الوجود...إهاناته تصلها لتدمغ روحها أكثر...
تتمنى لو تخرج لتطير بعيدا عن هذا الجسد الذي لا يفوق  كرهها له إلا مُقتها لزوجها...
دموعها زادت بالإنهمار مُتذكرة تلك الفرصة الوحيدة التي استجمعت بها شجاعتها و قررت أن تضع حدا لحياتها...
تُقسم أنها النهاية...لو لم يصرخ طفلها مُعلمًا إياها أنه هنا...يحتاجها!!
لتُبعد السكينة الحادة و المسننة بعيدا...لتُحيط جسدها بحمائية وتستسلم لبكاءٍ مرير..يُوازي مرارة ما تعيشه!

جرح وشم الروح! ملاك علي.Where stories live. Discover now