1

4.4K 155 50
                                    

"وَ كانت الكُتب هي كُل ما يشغِلُهَا ، رَفِيقتهَا فِي أغلب الأوقات ، لَطالما احبتَ كُل أنواع الفنِ وَ اصبح يومهَا كُلهُ يتمحور عنهِ ، فقط لِتنسي ؛ لِتُخرج الحُزن مِن قلبِهَا ، تتظاهر أن كُل شئ عَلي مايُرام و لَكِنهَا ليستَ بِخير ، هي فقط تُريد ان تُصبح بِخير و لكنهَا لاَ تستطيع ."

" اما هُوَ فَكان معصومٌ العينان لاَ يرى بِوُضوح وَ عِندما فُتحتَ عيناهَ أدرك أن الأوان قد فات وَ لَكِن هُوَ لم يستسلم أبدًا ، فَكيف لِي مرِء أن يترُك مَن كان لهُ ملجأكَ الوَحِيد وَ مصدر طُمانينتكَ أن يذهب "

.
.
.

"Flashback"

أسند رَأسهِ عَلي اقرِب حائط وجدهُ أمامهِ فِي رُدهة المشفي التي أصبحت حياته كُلها تقف عليها ؛ فهو مُنهك و لا يقوي علي فِعل اي شئ حتي حِمل رأسه

يُمسك يدها و يشد عليها و هي بِجانبه تتشبث به أكثر ، بِمُلامستها له تُخبره أنها هُنا معهُ لن تتركه ، هو بِحاجة لها حقًا و في توقيت كهذا بِالتحديد

دقائق حتي خرج لهما الطبيب ليُخبرهما عن حالة والدته التي الي الان لم يحدث بها أي تطور يُذكر ، جر قدمه نحو غُرفتها لاول مرة منذُ أن جاءوا الي المشفي ؛ لم يدخل إليها أبدًا فهو لا يقوي علي رؤيتها بِهذا الشكل

وجهها شاحب باهت ، شفتيها خالية مِن الدماء ، حولها الأجهزة في كُل مكان لا يوجد شعرة صغيرة واحدة في رأسها و جسدها هزيل يُشبه الهيكل العظمي ، لقد أخذ المرض مِنها عامين مِن حياتها بل أخذ حياتها كُلها

لولا مَن تُمسك بِيده لظل واقف ينظر نحو الباب دون حراك و لكنها هي بِمثابة عُكازه الذي يستند عليه حتي يستطيع السير علي قدمه ، فتحا باب الغُرفة بِرفق حتي لا يُحدثا لها أي نوع مِن الازعاج 

اقتربا مِنها ليجلس هو بجانبها ماسحًا علي رأسها بِرقة ، فتحت عيناها بِتثاقل تنظر نحوه بِابتسامة ضعيفة و لكنها مازلت جميلة

هربت مِن عيناه بعض الدموع علي وجنتاه ليُسرع بِمسحها و اشاح نظره عنها حتي لا تراه يبكي لكنها كانت اسرع مِنها ؛ لفت وجهه لها مرة أخري تحتضنه بِكلا يداها الواهنتان ، تمسح علي وجهه بِرفق بينما هو يبكي بُكاءًا مكتومًا ، تسيل دموعه دون إرادة مِنه و لا يستطيع إيقافها .

قررت الأخري تركهما بِمفردهما فهما يحتاجا ذلك و أيضًا أخيه و ابن عمه في الخارج و لكن والدته كان لها رأيًا اخر ، أمسكت بِرسغه تُقربها مِنها ، وضعت يدها في يده ناظرة لهما في صمت إلي أن قالت

" جين ، اون مي ، حققا لي اخر طلب في حياتي ، تزوجا رجاءًا ، احميه اون مي و كوني معه فهو في حاجة لكِ ، لا ترفضا طلبي دعوني ارقد في سلامًا و قلبي مُطمئن و لن اكون هكذا إلا بِوجودك في عائلتي"

لسَنّا مُجرد اصَدِقَاء ..Where stories live. Discover now