الفَصل السَّادِس - همسَاتٌ مُؤلمة.

1K 92 36
                                    

دَلفا الصف سويًا، ثُم جلست يُون بجانب يُونچُون الذِّي يعبثُ بهاتِفه، بينما هُناك عُقدة بين حاجبيه، هكذا شكلُ يُونچُون حينما يُركزُ على شيءٍ ما.

يَبدُو أن الأمر قد إنتَشر بِالفعل، فالكُل ينظُر إليهما بينما يتهامسُون فيما بينهُم.

”هَل هذا الحُب بعد الكراهية؟“
”المُغتَصِب، والمُغتَصَبَة.“
”يليقان ببعضِهما، سأتقيَّأ.“

كانت تنزلُ تلك الكلِمات على مسامع يُون كالسُّم، بسُوءٍ وحسرة نظرت لِيداها التِّي تقبع في حضنها، هي لن تبكِي الآن، ليس الآن.

لاحظ يُونچُون سكوتها ونظرها إلى الأسفل، لذا علِمَ على الفور حينما حاول التَّركيز على همسات الطُّلاب الذِّين يجلسُون خلفهم.

« يُون. »
قال مُقربًا نفسه منها قليلًا، مُنزلًا رأسهُ ليُقابل رأسها المُنَكَّسة، لاحظ كبتها لدُموعها حينما رفعت أبصارها تنظر لهُ، لذا فقط أمسك يدها بينما يُداعبها بلُطف.

« لا تبكِي همم؟ أنا هُنا، فقط لا تستمعِي لهُم. »
قالَ واضعًا بعضًا من خُصلاتها خلف أُذُنيها لتبتسم هي بينما خدَّاها قد تورَّدا بلُطفٍ.

لَم يكُن يومًا لطيفًا لدَى يُون، إطلاقًا، كان مليئًا بالنَّظرات المُشمَئزَّة والعُيون المُتقززة منها.
هي لا تعلمُ حتى لمَ مِن بين الجَمِيع إختارها هذا القدر، لمَ من بين فتيات العَالم وقعت هِي في ذلك المَأزق مع شابٍ لا تعرفهُ حتَّى، بعيدًا عن يُونچُون، المَوقفُ وحدهُ مُزعج، أن تُوضَع فتاةٌ بريئةٌ مِثلُها، لا تُدَنِّسها آثَامُ البَشر وشَهواتِهم كَما تُدَنِّس الفتيات مِثلها، تُقحَمُ غصبًا عنها في مَوقفٍ كهذا، يُسيئُ سُمتعها وشكلها أمام العامَّة، وبعيدًا عن كلام النَّاس عنها، بينها وبينَ نفسها هي موجوعةٌ إلَى حدٍّ كبير، حدٍّ عَجزت عن وَصفه حتى.

تشعُر أنَّها وُضعت في مَوقفٍ يصعُبُ الخُروج منهُ بسهولة، وكأنَّها ضائِعةٌ في البَحر، لا تستطيع المُضي قُدمًا ولا تستطيعُ العودة، ومَع ذلك هي تستمرُ في الغَرق، تغرقُ أكثر كُل لحظة، حتى تخترق المَياه رئَتاهَا، فلا تستطيع التَّنفسَ.

هَذه هي فقط البِداية، كَيف ستكُون النِّهاية إذًا؟ وكيف سيكُون الطريق للوُصول إلى النِّهاية؟، مُجرد التَّفكير في الأمر يجعلُها مُتعبة، ومُرهقة، ومع مُرور كُل ثانية تُريد فقط المَوت، أو حتى قتل نفسها وتخليص نفسها من تلك الحياة التِّي لا تُعطي قَدرَ مَا تأخُذ.

كَانت يُون طوال اليوم مُشتَّتة الذِّهن، ودائمًا شاردة، كان يُونچُون يسألُها من الحِين للآخر لو كان شخصًا قد أزعجها، ولكنها فقط ترُد بـ”كَلَّا، لم يَفعل أحد.“، فكيفَ ستُخبره؟ كيف ستُخبره أنَّهُ لهُ يدٌّ في هذا؟ لهُ يدٌّ في بُؤسِها، نعم.. يُون ليست حزينةً فقط، ليست موجوعةً فقط، يُون بَائِسَة.

حُب إجبَارِي || تِشُوي يُونچُون.Where stories live. Discover now