الفَصل الخَامِس عَشر - أَلَم.

739 81 50
                                    

١٢:٣٠ ظُهرًا.

عَاد يُونچُون إلى منزلهِ، بينما كُل قُواه تقريبًا كانت خَائِرة، وعلى ما يبدُو أن وَالدهُ نَائِم، هذا جيِّد، لذا دَخل غُرفته سريعًا، لِيغلق الباب خلفه.

بَدَأت دُمُوعُهُ تَنساب على وَجنَتيهِ بحَرارةٍ، جاعِلةً من وَجنتَيهِ تتوَرد بِخفة، وعَيناهُ أصبحَت ذَابَلة لَونها مُتورَّد.

« لمَ يَا يُون.. لمَ فَعلتِ هذا بِي.. لَـ-لَقَد أ-أحبَبتُكِ بصدق.. »
قال بَينما شَهقاته أخذت ترتَفِع، حاول أن يَهدأ بينما يتنفس بِصُعوبة، لِيبدأ الغَضَب بالتَّطايُر من عَينَاه، لِيقِف أمام المِرآة بينما يتنفس صعودًا ونزولًا.

ثُم بَدَأ بِتكسِير كُل شيءٍ على مَكتبه، وبدأَ بِرمي كل شَيءٍ أرضًا، بَينما لا يَستَطِيعُ السَّيطَرَة على غَضبه.

فِي قلبِه غضَبٌ وَخذَلانٌ لا يَشعُر بِهِ أَحد، لم يكُن يتوقَّع هَذا منها أبدًا، من أكثَرِ شخصٍ يُحب في ذلك العَالم بعد وَالدته.

يَشعُر بألمٍ شديدٍ في قَلبه، ألمٍ لا يَشعُر بهِ أحدٌ سِواهُ، ألَمُ وَوجع يُرهِقان قَلبَهُ ولِلغاية، كان يَتوقع أن يُخذل من الجمِيع إلَّا هِيَ.

لَقد خِانتهُ وَخدعتهُ، ووضَعتهُ في مأزِقٍ أكبَر منهُ بِمرَاحِل، حتَّى وإن كان قاسيًا معها في المَقام الأوَّل، أحقًا كان يَستحِقُ ذلك؟ أكانَ يستَحِقُ أن تَفعل بهِ هذا؟ حتى وإن كان سيئًا معها، هل كانَ يجبُ عليها الإِنتِقام بِذلك الشَّكل؟ ذلك الشَّكل القَاسي؟

أوقَعتهُ في حُبِّها، ثُم خذلته، إلى متَى كانت سَتُكمِلُ تلكَ الكَذبة؟، هل يَا تُرى كان سيعيشُ مخدوعًا فيها طِيلة حَياتِه؟

نَظر حَولهُ لِيرَى مَا فَعلهُ في الغُرفة، تلك الكُتُب والأقلام والأشيَاء العَديدة المَرميَّةُ أرضًا بسببهِ وبسبب غَضبه، وحينما نظر في إحدى الزَّوايا، وجَد بِروازِ صُورتهِ مع وَالدته، الذِّي تَحطَّم زُجاجهُ إثر رَميه لكُل شَيءٍ بِشكلٍ عَشوائِيّ.

شَهَق بِتَفاجُؤٍ لِيذهب إلى ذلك البِرواز المِلقِي على الأرض، لِيجثُو على رُكبتيهِ بَينما يُحاول جمعَ قِطع الزُّجاج المِتناثرَة، لِيجرح إصبَعهُ السَّبابةَ دُونَ قصدٍ، فَدُموعُه كَانت تحجُبُ عنهُ الرُّؤية.

« اللَّعنَة، هذا مُؤلم.. »
قال يُونچُون يُحادِث نَفسه بَينما يَرى قطَرات الدَّم التِّي تتساقط من سَبَّابته، لِيُخرج مندِيلًا من جَيبه، ويَضعه عليه حابسًا ذلك الدَّم.

لَو كَانت يُون هُنا، كانت ستُعالج جرحهُ، ولكن الآن.. كيف سَتُعالجهُ وهي سَبب جَرحه..؟، ليس في إصبعه، بَل في قَلبه.

حُب إجبَارِي || تِشُوي يُونچُون.Where stories live. Discover now