الفَصل الحَادِي عَشر - مَشَاعِر مُختَلَطَة.

862 93 41
                                    

كَان اليَوم هُو الأخِير فِي تِلك الرِّحلة، حيث كان جميعُ الطُّلَاب يحزِمُون أمتِعتهم لِلرَحيل.

« إنتَهيتِ يُون؟ »
سأل يُونچُون بَينما يَسند خَدَّهُ على كَف يده، لِتُغلق يُون الحَقِيبة بينما تتَنهد بخفة.
« إنتَهيت. »
قَالت مُبتسمةً بخفة لِيهم هو بِالنُّهوض ثُم حَمل حَقِيبتها وحَقيبته خارج الخَيمة.

« وَاو إنَّهُ حَبِيبٌ رَائِع! »
« أنظُرُوا كَيفَ يَحمل حَقِيبتها وحَقيبته.. إنهُ لطيفٌ لِلغاية. »
« يا حَظَّها، إنهَا حَبيبَة أجمَل وأَوسَم فَتًا فِي الثَّانوِيَّة! »

كَانَت يُون تَستَمعُ إلَى تِلكَ الكِلمات التِّي تَقع عَلى مَسامعها، بَينما تنظُر ليُونچُون الذِّي يَسيرُ قُربها، مُتَّزِنًا فِي حركته، فاردًا ظَهرهُ مَاشيًا بثِقة، بَينما النَّسِيم يُداعب خُصلاته الغُرابية، مُعطيةً إياهُ ذلك المَظهر الجذَّاب.

كَانت يُون شَاردةً فِي مَلامِحهِ بينما تُفكر بعُمق، رُبما يُونچُون فِعلًا بتلك الجاذِبية، هي فقط من لَا تُلاحظ هذا، أو رُبما هي لَا تُريد، لَا تُريد أن تَقع فِي الحُب ثَانيةً، فَيخدعها ثانيةً، وتَعُود تلك الدَوَّامَة من جَديد.

« لا أبدُو بِذلك الجَمال على فِكرة. »
قَال يُونچُون مُبتسمًا بِجانبيَّة لِتستفيق هي مِن شُرودهَا، فَتتورد وَجنتاها بخِفة، لِتُعاود النَّظر أمامها بِهدُوء.
__

٩:٤٥ مَساءً.

أمَام بَوَّابة المَدرسة وَقف الطُّلاب يَنتَظِرون السَّماح لهم بالخُروج مِن المَدرسة، وعندما تم فتح البَوَّابة توافَدُوا على الخُروج من المَدرسة، لِيعُودوا لِلبيت.

كَانَت يُون تَحمل حَقيبتها على ظَهرها ويُونچُون يَحمل حقيبته على ظَهره، بَينما يَسيران والتَّعب يُسَيطِرُ على كُلٍّ منهُما، لِذا كان الطَّريق هادئًا بعضَ الشَّيء.

« سَوف أوَصِّلُكِ وأعُود لِلمنزل، هِمم؟ »
سَأل يَبتسم بخفة لها لتنظُر له هِي بعُبوس.
« أليس منزلكَ بعيدًا قليلًا؟ ألن تستَقل حافلةً أو سَيَّارة أُجرَة؟ أنتَ مُتعَبٌ ومُرهقٌ للغاية. »
قالت يُون عابسةً لِيُقهقهَ هو، مُربتًا على رَأسها بلُطف.
« سوف أستَقل الحافلة لا بأس. »
قال بنبرةٍ يكسُوها الإرهاق، لتومئ هي صامتةً بعدها، فَيبدو أنهُ مرهقٌ لدرجة أنه لا يستطيع الحَديث حَتَّى.

« حسنًا يُون، طَابَت لَيلتُكِ. »
قَال يُونچُون بينما يَقفان أمام باب مَنزلها، فإبتسَمت هي لهُ بلُطفٍ، لِيستَدير لِيهم بالرَّحيل.

دَلفت بعدها مَنزلها لتغلق الباب فاتحةً الأنوَار، فَتتنَهَّد بِخفة.

« لَقد عُدت! »
قَالت بصوتٍ مُرتفعٍ نوعًا مَا، ولكنهُ خرج مُتعبًا للغاية، لِتتنَهد تنهِيدةً أعمَق من ذي قَبل دالفةً غُرفتها، لِترتمي على السَّرير مُستسلمةً لِلنوم.

بَينما فِي الجِهة الأخرَى كَان يُونچُون قَد صَعد الحَافلة بَينما السَّمَّاعات تَستقرُّ في أُذنَاه، لِيجلس في آخر مِقعدٍ في الخَلف رُغم أن الحَافلة لم تكُن مُمتلِئَة.

جَلس قُرب النَّافِذة لِيسند رَأسَهُ عَلَيها، مُتعبًا ومُرهقًا، لَا يَستطِيع غلق عَينيه كونهُ يَدري أنهُ سَيأخذه النَّوم وسيَفُوتُه مَكان نُزوله.

لَم يتَوقف دِماغه عن التَّفكير، يُفكر في العَديد من الأشياء، وجميعُها تَتداخَل وتَتشابك، فَتُشَكِّلُ عُقَدًا يَصعُب فكُّها، تَفكيره أصبح مُقعدًا، أصبح يُفكر كثيرًا بعد، يُفكر ويُفكر حتى تَعِبَ عقلُهُ وأُرهِقَ مِن كَثرة التَّفكير، صَار يُراوِدهُ صداعٌ مُتكرر بسبب التَّفكير، فَصوتُ تَفكيره أصبح مُرتفعًا لدرجةٍ تُؤلم رَأسهُ.

تَنهد مُغمضًا عينيهِ لِيعقد حاجِبيه عِندما لَاحظَ أن جُزءَهُ المُفضل من الأغنِية قد مَر، فَصوت تفكِيره صارَ أعلى من صوت الأغنية في أذنَيه، فَتنهد مُعيدًا جُزءَهُ المُفَضَّل، لِيستمع إليه جَيِّدًا هذا المَرَّة.

حُب إجبَارِي || تِشُوي يُونچُون.Where stories live. Discover now