الفَصل التَّاسِع عَشر - إِعتِذَار.

283 38 20
                                    

كَان يُونچُون جَالسًا فِي الشُرفة بينما يُراسل بُومقِيُو، الذِّي ظَل يَعتَذِرُ مرارًا وتكرارًا كونه لم يكُن معهُ في وقتٍ صعبٍ كهذا، ولكن يُونچُون حقًا لم يكُن مُنزعجًا، هُو يَعلمُ ظُروف بُومقِيُو جيدًا ويعلم أنهُ ليسَ بيَده، وأيضًا يُون في الوَاقع لَم تترُك يُونچُون وحيدًا أبدًا، رُغمَ أنهُ في شجارٍ حادٍ معها، إلا أن هذا لم يَجعلها تَكرهُه، رُغم ضَربه لها في ذلك اليَوم، وَدفعه لها بِقُوة، إلا أنها لم تنزعج، لم تُغلق البَاب في وَجهه، بَل إحتوتهُ وظَلَّت قُربه، يُون شخصٌ نادرٌ جدًا في ذلك العالم، ولم يكُن عليه التَّفريط بِه.

« لا بأس تِشُوي بُومقِيُو!!!، فقط كُنتُ أُريدُ منكَ خدمة، سوف أُرسِلُ لكَ رقمًا وحاول العُثور على صَاحِبه رجاءً. »
'حسنًا، أرسلهُ حالًا.'

أرسَل يُونچُون ذلك الرَّقم لبُومقِيُو، آمِلًا في أن يَجد صَاحب الرَّقم في أسرَع وقت، ثُم أَغلق الهَاتف بَينما يتنهدُ تنهيدةً طويلة، التَّنَهِّد هُو عبَارةٌ عَن بَالُونٍ في جَسدكَ، مَشحُومٌ بِالتَّعبِ والإرهَاق والتَّوتُّر والغَضب، وكُل المَشَاعِر السَّيئَة والمُتعبة، والتَّنهِيدَةُ التِّي تُخرجُها من ثُغركَ هي تلكَ الإبرَة التِّي تَصنعُ ثُقبًا في ذلك البَّالُون، فَيُخرجُ كل المَشاعِر السَّلبية التِّي به، لَن يزُول الألَم مع التَّنَهِّد، ولكن سَيُريحُ قلبكَ ولن يُزعجكَ إلى وقتٍ ما.

أخرَج يُونچُون صُورة والدتهُ المُمزقة من جَيبه، التِّي مَزَّقتها عَمَّته، لِيتنهد بخفة بينما يشعُر بالحُزن الشَّديد، ثُم دَخلت يُون الشُّرفة بينما ملامح القَلق مَرسُومةٌ على وجهها.

« يُونچُون ألن تدخُل؟ الجُو صار باردًا. »
نَبست تنظُر لهُ لِتَرى تلك الصُّورة المُمزَّقة إلى إربَينِ بين يَداه، فَشهَقت بينما تَمد يدها لتأخذها، بينما هو ظَل صامتًا.

« من فعل ذلك؟! »
« عمَّتِي. »

فَكَّرت يُون في حلٍ بينما يُونچُون طأطأ رأسهُ ينظُر للأرض، ثُم لَمع مصباحٌ في رأس الأخرَى، لِتبتسم بوسعٍ.

« تعَالى معي يُونچُون. »

سَحبت يدهُ لِينهض من الشُّرفة، ثُم تَوَجَّهت بهِ إلَى غُرفتها، لِتقف أمام المَكتب بينما تَعثُر على شيءٍ ما بشكلٍ عشوائي في أدرَاجِها، ثُم إبتَسمت بِوسعٍ عندما عثرت عليه.

« شريطٌ لَاصِق؟، يا إلهِي كيف لَم أُفكِّر في ذَلك! »

ضَحِكت يُون على مِلامحهِ المَصدُومة، لِتُرتبَ الصُّورةَ على المَكتب، وتَضع على ظهر الصُّورة شَريطًا لاصقًا عَلى الجُزء المُمزق منها، ثُم إبتَسمت عندما عَادت الصُّورة كما كانت، وإلتَفت لِيُونچُون بينما الإبتِسامة تعتلِي ملامحها، لتتوسع عيناهُ بينما يبتسمُ بوسعٍ كطفلٍ صغير عثَر على دُبِّهِ المَحشُو.

« يا إلهي شُكرًا شُكرًا شُكرًا شُكرًا شُكرًا شُكرًا شُكرًا!!! حقًا شُكرًا أنا لا أصَدِّقُ أنّها عادت مِثل السَّابِق يا إلهي سأبكِي! »

بَينما كان يُهَلِّلُ والصُّورة في يداه، شَعر بإهتزازٍ فِي جَيب بِنطَاله، لِيُخرج هَاتفهُ من جَيبه، وكانت الرِّسالةُ من بُومقِيُو بالفِعل، لِذا قام بِفتحها سَريعًا، بينما قَلبهُ يدُق بِسُرعة، وبِمُجرد أن قَرأ رِسالة بُومقِيُو، الصَّدمة إعتلت ملامحُه.

'إِنَّهُ رَقمُ چِيُونَا.'

رَمش يُونچُون عدَّة مَرَّات بينما كُل شَيءٍ إتَّضح أمامهُ تقريبًا، كان مُخطِئًا، كان مُخطِئًا للغاية، وخطأٌ كبيرٌ لا يُغتفر.

« سَوفَ أَذهِب لأُحضر شَيئًا من المَطبَخ. »
قالت يُون حِينما لاحَظت ملامحهُ المَصدُومة، ثُم خَرجت من الغُرفة تاركةً إيَّاهُ يَغُوصُ في أفكَارِهِ.

أَفَاق يُونچُون من صَدمته، ثُم أخذ يَنقُر على هاتفه لِيُرسل لبُومقِيُو.

« أنتَ مُتأكد؟ »
'أجل يُونچُون.'
« حسنًا بُومقِيُو شكرًا لكَ. »
'العَفُو، دائِمًا في الخِدمة.'

أَغلق يُونچُون هاتفه لِيضعهُ في جَيبهِ، بينما يُفكر الآن كيف سَيعتذر لِيُون، كيف؟

إِبتسم بخفة ثُم خَرج من الغُرفة، لِيَبحث عنها، فَيجدها واقفةً في المَطبخ بينما تَغسلُ بعضًا من الأطبَاق، إبتَسم على هَيئَتها الصَّغيرَة، ثُم إقتَرب قليلًا وَوقف خَلفها دُون إصدَار أي صَوت، وعندَما إلتَفَّت هي فَزعت عندما وجَدتهُ يقُف أمامَهَا مبتسمًا بدفءٍ لها.

« وَيلي يُونچُون مَا الذِّ- »
قَاطَعها بِسحبِ يَدها لِيُدخلها بَينَ أضلعهُ في عِناقٍ قويٍ لِلغاية، يُحَاوطِها بِذِراعَاهُ بينما يَضعُ رَأسهُ عِندَ رَقبَتها يَستَنشقُ عَبِيرها، بِينما هي تَصنَّمت مكانها مَصدُومةٌ مِمَّا يَحدُث، وسُرعَان مَا رَفعت يَداهَا لِتُبادله العِناق، حتى شَعرت به يُضَيِّقُ العِناق أكثَر فَأكثَر بينما يَبتَسِم.

« آسِفٌ عَن مَا بَدر مني سابقًا، لَقد ظَلمتُكِ وأنتِ لم تَستحَقي ذلك مني أبدًا، أنَا حقًا آسِفٌ للغاية وأتمنى أن تُسامِحِيني. »

شَعرت يُون بالنَّدم الصَّادِق في نَبرته، لتبتسمَ بخفةٍ مُربتةً على ظَهره بينما تُقهقه.

« لا بأس يُونچُونِي، لا بأس. »

إبتَسم يُونچُون بوسعٍ أكثَر، ثُم فَصل ذلك العِناق لِيَنظر داخِل عَينيها بينما يبتسم، لِيقترِب منها طابعًا قُبلةً دَافئَة على خَدَّيها، مما جَعل وَجهها يَتصبغُ باللَّونُ الوَردِي، فَقهقه يُونچُون بصوتٍ مُرتفع، لِتقهقه هي تاليًا.

كان يُونچُون سعيدًا كون المِياه عادت إلى مَجَاريها، كان يَشعر بالرَّاحة الشَّديدة أيضًا، ولكن كل ما يشغل باله في ذلك الوَقت، هو الإنتِقام من تلك الچِيُونا، سَينتقم منها مهما كلَّفهُ الأمر.
__

بووووومم خلص الفَصل اللي قبل الأخِير 🥰🥰.

دُمتُم في أمَان اللّٰه 💗.

حُب إجبَارِي || تِشُوي يُونچُون.Where stories live. Discover now