الفَصل الثَّانِي عَشر - تَسَلُّل.

916 89 64
                                    

عَادَ يُونچُون إلَى المَنزِل مُنهَمِكًا، بَينَما يَتنهدُ بِبعض الرَّاحَة؛ فَمِن حُسنِ حَظِّه وَالده يَبدُو نائِمًا، لِذا أخَذ يَسِيرُ بُخُطواتٍ هادِئة كَاللُّصُوص لِكَي لَا يَصنَع صَوتًا ولا يُوقِظ وَالده.

دَلَف غرفته سريعًا ليُغلق الباب ببطءٍ لكَي لا يصدر صوتًا أيضًا، لِيبتسم بهدُوءٍ حينما لمَح صُورته مع والدته على الطَّاولة الصَّغيرة قُرب سريره، إقتَرب نَازعًا حِذاءَهُ وحقيبتهُ لِيضعهما جانبًا، ثُم جَلس على السَّرير لِيأخُذ بِرواز صُورته مع وَالدته بين يَداه، لِيبتسم بِخفة لِيمسح بإبهامه على صورة والدته.

« إشتقتُ لكِ أُمِّي، هل تَشتاقِينَ لي كمَا أفعل؟ »
سَأل يُونچُون بصوتٍ مُتعب قليلًا، ليبتسم بعدها بشكل أوسع.
« يُون تُشبِهكِ كثيرًا، لديها نفسُ عيناكِ القهوِيتان، وشعرها نفس لون شعركِ حتَّى، لهذا أحب المُكوث مَعها، أشعر بالرَّاحة كثيرًا معها كأنَّها أنتِ. »
إبتسم بخفة ثم تَلاشت إبتسامتهُ تدريجيًّا.

« ولكنها ليس لها أي ذنبٍ في ما يحدُث معها، ليس لها ذنبٌ أن ينظر لها طُلاب الثَّانوية تلك النَّظرات القَذرة، أنا السَّبب، أنا سبب تَوريطها في كُل هذا.. هي حتمًا تكرهُني. »
قال ضاغطًا على قبضتهُ ليُغمض عينيهِ، لتلمع في رأسه فكرةٌ ما.
« كمَا كُنت السَّبب في هذا، علي أن أكون السبب في إصلاحه. »
إبتَسَم بهدوءٍ ليضع صُورته مع والدته جانبًا، ثُم نَهض ليُغير ملابِسه، بَينما يُفكر ويُفكر، كيف يُمكِنهم العُثور على من إتَّهمهم بهذا؟

« فِي المَدرَسة.. وبعد الدَّوام، من الذِّي قد يَفعل هذا..؟ »
أخذَ يُفكر ويَنغمِس في تَفكِيره، لِيعقد حاجِبيهِ عندما خَطرت له فكرةٌ ما.

« الكَامِيرات!! كَامِيرات المُراقَبة!! كَيف لم تَخطُر على بالي يومًا! »
قال يُونچُون مُصَقِّفًا بِسعادة، لِيتوقف عندما تذكر أن والده بالتَّأكيد سَينزعج من هذا.

« ولكن.. بالتَّأكِيد المُدير لَن يَقبَل أن أرَى الكَامِيرات، ماذا أفعل ماذا أفعل.. »
فَكَّر يُونچُون مِرارًا بينما يَسيرُ ذهابًا وإيابًا في الغُرفة، ليُصفق مرَّةً أخرى.

« سَنتسَلَّل!! »
قَال يُونچُون مُبتسمًا بوسعٍ، لِيُمسك هاتفهُ ناويًا الإتِّصال بيُون، ولكنه تذكر أن الوقت قد تأخَّر، لذَا بوَّزَ شَفتيهِ بخفة لِيذهب ناحية سريره لِيَتمدد عليهِ بينما يتآوه بخفة من شدة تعبِه، وَضع الغطاء عليه بينما يدفِس الوِسادة في حضنه، لِيغُط بعدها فِي نومٍ عَميق.
__

« أبِي سَأذهَب لِلقَاء يُون، طَلبت منِّي أن آذهب لها لغرضٍ مَا. »
قَال يُونچُون بَينما يضعُ المفاتيح في الباب ناويًا فتحه، لِيستوقفه كلام أبيه.

حُب إجبَارِي || تِشُوي يُونچُون.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن