الفَصل التَّاسِع - رِحلةٌ مدرسِيَّة.

947 96 34
                                    

نَظَّمت المدرسة رحلةً إلى المُخيَّمات، بين الأشجَار والغَابَات، إعتَرض عليهَا البَعض ولكن بعدَ التَّفكِير في الأمر، بعيدًا عن الدِّرَاسة لِذا لَا يهُم حتَّى لو سَيذهبُون إلى مَكب القُمَامة.

كان يُونچُون مُتردِّدًا قليلًا كونهُ ليسَ مُعتادًا على أجواء الغَابات، وهُو لَيس من النَّوع الذِّي يُحب الرَّحلَات كثيرًا.

« أُفَكِّرُ في عدم الذَّهاب، لا أريد. »
قال مُخَربشًا في دفترهِ يُحادِث يُون التِّي تَجلسُ قربَه، تحديدًا في الصَّف بعدما خرج جميعُ الطُّلاب لأخذ إستِراحتهم، ولكن يُونچُون ويُون فضَّلا قضاءَها في الصَّف.
« لمَ يُونچُوناه؟ »
سألت بعبوسٍ خفيف إعتلى ملامحها اللَّطيفة، نظر لها بتشوُّشٍ، هو فقط، لا يُريد منها أن تعبس بسببه.

« فقط.. لم أستمتع بوقتِي منذُ مُدة، منذ وفاة أمِّي، وأنا لستُ مُعتادًا على الذَّهاب إلى رحلةٍ مَا بدون أُمِّي، كانت تذهب معي في كُل مكان، مُنذ وفاتها وأنا لم أذهب إلى أي رحلةٍ.. »
قال يُونچُون مُخربشًا على دفتره بطرقٍ عشوائيَّة شارحًا ما يجتاح قلبه، إبتسمَت يُون بلينٍ على ذلك الطِّفل الصَّغير الذِّي عثرت عليه داخل يُونچُون، ذلك الطِّفل المُشتاق لوالدتهُ بشدَّة..

« سأكُون معك؟، لن تذهب وحدكَ يُونچُون، أعلمُ أنَّني لن أكون في مكانِ والدتكَ أبدًا ولن أملأ فراغها ولكن.. سأحاول أن أكون لكَ كما كانت هي ولو قليلًا، همم؟ »
قالت بنبرةٍ ليِّنة واضعةً كفَّها على كتفه تُطَمئنه، وجَّه وجههُ ناحيتها بينما يبتسم بدفءٍ لها، هي حقًّا شَيءٌ مَا.

« ستذهب؟ »
سألت بإبتسامةٍ واسعة، نظر لها هُو قليلًا، ثم أومأ بالإيجاب، إبتسمت يُون بوسعٍ ثمَّ أخذت تُصَفِّقُ بحماسةٍ مُعانقةً إِيَّاه بدون قصدٍ، هُو ظَلَّ جامدًا يستوعب، ولكن حالما إستوعبت هي المَوقف إبتعد عنهُ تَتحمحم.

« آسفةٌ، لم أقصد. »
قالت بينما إكتست ملامحها تلكَ الحُمرة الخفيفة، إبتسم يُونچُون بوسعٍ على شكلها اللَّطيف ثم عانقها، إبتسمت هي بخجلٍ مبادلةً إيَّاه.
__

فِي اليوم التَّالي كان الطُّلاب يصطفُّون أمام الحافلة التِّي ستُقلهم إلى وِجهتهم، كان يُونچُون ويُون وبومقِيُو مُمسكين بأيدي بعضهم بعضًا حتى يَجلسُوا الثَّلاثة قُرب بعضهم في نهاية الحافِلة، تصرُّفٌ طفولي جميعنَا نفعله.

« سأجلسُ قُربَ النَّافِذة ومن سيَسبقنِي سأشوِي جِلده!! »
قال بُومقِيُو مارًا بكل الرُّكاب حتَّى يجلس على آخر كرسيٍ في الحافلة، ألا وهو أريكةُ الحافلة، إتخذَ قُرب النافِذةِ مكانًا له بينما السَّعادة تُسيطرُ عليه لأنهُ جلس قُرب النافِذةِ، يُونچُون دخل خلفهُ يجلس قُربه ثم بعدها يُون، وبعد بضع دقائق أتى شابٌ من شعبتهم جلس بجانب يُون، لم يشعر يُونچُون بالرَّاحةِ لهُ منذُ أن رآهُ ينظُر لها من أعلَاها لأسفلها ولكنهُ فقط قرَر تجاهل الأمر.

بعد مرور رُبع ساعة شعرت يُون بنظراتِه الغير مُريحة لها، لذا فقط شعرت بالكثير والكثير من التوتُّر، لاحظ يُونچُون إرتعاشها وتوترها لذا هو فقط..

« يُون بدِّلي مَكانَينَا، إجلِسي قُرب بُومقِيُو. »
قال يُونچُون بحِدَّة وحزمٍ لتُومئ هِيَ بدُون تردُّدٍ حتى، وبسرعة بدَّلت مكانها مع يُونچُون، لتجلس هي بين بُومقِيُو ويُونچُون، لتشعر بعدها بالرَّاحة، بينما بُومقِيُو كان يَبتسم على ذلك المَوقف.

وبعد مرورِ نصف ساعة من سخافات الثُّلاثِي المرِح -يُونچُون وبومقِيُو ويُون-، شَعرت يُون بالنُّعاس كونها لم تَنم الوَقت الكَافي أمس، بسبب تجهِيزها لتلك الرِّحلة.

أسنَدت رأسها على ظهر الكُرسي، فَغفت بسرعةٍ دون حتَّى أن تحتاجَ وقتًا في ذلك.

وبسبب تحرُّك الحافلة جَرَّاء الطَّريق، تَمايلت رأسها حتَّى سَقَطت على كتِف بُومقِيُو، أعلمُ مَالذِّي تُفكِّرون به، أنهُ قد يحدُث مثل تلك الأفلام الرُّومانسيَّة.

إرتعَش بُومقِيُو جَرَّاء شعورهِ برأسٍ تُوضع على كتفه، فيُنزل رأسه قليلًا ليرى أنها يُون، إبتَسَم بوسعٍ لينظُر ليُونچُون الذِّي كان شَاردًا في شَيءٍ ما.

« يُونچُوناه. »
قال بنبرةٍ مُنخفضة لكَي لا يُوقظها، مُفيقًا يُونچُون من شُروده، لينظُر يُونچُون إليه ليرَى يُون نائمةً على كتِف الآخَر، توَسَّعت عينَاهُ وعَقد حاجبيه، لسَببٍ ما هو لَم يُحب هذا.. إطلاقًا.

« أَعتَقدُ أن تِلكَ الرَّأس تَخُصُّك. »
قال بُومقِيُو مُقهقهًا ليفهَم يُونچُون ما يَرمي إليه، لِذا ببُطءٍ ولُطفٍ حَرَّكَ رأسها لتُوضَع على كتِفه بدلًا من كتِف بُومقِيُو.

إبتَسم يُونچُون على ذلِك الشُّعور اللَّطِيف الذِّي دَغدَغ معدتهُ، لِيُحاوطها بينما يَضع رأسهُ فوقَ رأسَها، إبتسم بُومقِيُو حِينما رآهُما وكُل ما فكَّر فيه هُو تَصوِيرهما لِكي يَذِل بها يُونچُون لاحقًا.

حُب إجبَارِي || تِشُوي يُونچُون.Where stories live. Discover now