الفَصل الرَّابِع عَشر - أَكرَهُكِ!

726 72 54
                                    

رَمش يُونچُون عِدةَ مَرَّاتٍ بينما يُحاول إستِيعاب ما سَمعه، يُحاول فقط أن يَستوعب هذا، فَكيف ليُون أن تَفعل هذا؟ كيف لها أن تُوقعه في تلك المُشكلة؟ وهي أيضًا طرفٌ فيها؟ هل حقًا كانت هي السَّبب خَلف كُل هذا؟ هل حقًا فعلت كل هذا؟ ولكن لمَ؟ أكانت تنتقمُ منه مَثلًا؟، يُونچُون أصبحَ مَلِيئًا بالتَّساؤُلات، لم يعد يَرى شيئًا سِوى إسمها على شَاشةِ هاتِفه، ولا يَسمعُ صوتًا سوَى صوت إسمِعها الذِّي يترَدد في رأسِه.

« يُـ.. يُون..؟ »
خَرج صوت يُونچُون مَهزوزًا ضَعيفًا، والدُّموع في عَينيهِ، لِيبدأ شُعور الغَضب يتَغلغَله، حتى أخذ يضغط على هاتفه بقُوة إلى أن كاد يَكسره، لِينهض من على السَّرير، ويَبدأ في تبديل ثِيابه، مُتوعدًا لتلك اليُون وشاتمًا إيَّاها تحتَ أنفاسه.

بَعدما خرج من المَنزل مُتجهًا إلى مَحطة الحَافلات، لِيركب الحَافلة التِّي ستُوصله إلى منزل يُون، وبمجرد أن جلس حتى بدأت كل الأمُور تَتضَّح في ذِهنه.

« هل خَدعتني يومها؟، هل خدعتني طيلة هذا الوقت؟، هل يُعقل أنها لم تفقد وعَيها حقًا؟، وفعلت هذا لِتطورني بأي مُشكلة؟، هل هي مُمثلة بارعة إلى هذا الحد؟، ويا ترى من الذِّي جعلته يُراقبنا لِيخبر المُدير؟ »
لم يَتوقف يُونچُون عن التَّفكير والحديث مع نفسه، أخذت رأسهُ تسيرُ ذهابًا وإيَابًا، بينما يشعر أن عقله على وشك الإنفِجار من كثرة التَّفكير والغضب المفرطَان.

بعدما وصل إلى وجهته نزل من الحافلة لِيركض ناحية منزلها الذِّي لم يعُد بعيدًا للغاية، وعندما وصل أمَامه، أخذ يَطرُق الباب بعُنفٍ ويَضرب الجَرس بِقُوة، مسببًا الهَلع للأخرى التِّي كانت تدرُس في غُرفتها، لِتخرج سريعًا وتُهرول لفتح الباب.

وبِمُجرد أن فتحت الباب حتى قابلها وجه يُونچُون الغاضب، وصدره الذِّي أخذ يصعدُ ويهبط بسبب جريِه، عقدت حاجبيها وأخذ جسدها يرتعش بخفة، كانت أكثر ما تهابه يُون هو رُؤية يُونچُون بتلك الحالة، ويبدو أن أكبر مخاوفها يتحقق الآن.

« يُـ..يُونـ..يُونچُون ما خَطبكَ؟ »
قالت بينما رجعت بِضع خُطواتٍ إلى الخَلف، لِيقترب هو منها غالقًا الباب خلفه.

« أكانت أنتِ طيلة هذا الوقت؟! »
قال يُونچُون بصوته الغاضب، وعيناهُ التَّان بها دموعٌ مَحبُوسة؛ فرُغم غضبه الشديد منها، وشُعوره بالخَذلان من أكثر شخصٍ وثق به، إلا أنهُ أحبَّها، أحبَّها من كُل قلبه، وذلك كان جزاءُ حُبه لها.

« أ-أنَا مـ.. ماذَا؟!، يُونچُون مَا الأمر!! »
قالت يُون رافعةً من نبرتها.
« أنتِ من فعلتِ ذلك بِي!!، أنتِ من إفتعلتِ تلك الكَذِبَة! »
قال يُونچُون ناهرًا إيَّاها، لِتعقد هي حاجبيها تحاول فهم ما يقصد، لِتفتح عينيها على مصرَعيها عندما فهمت جيدًا ما الذِّي يَعنيه.

« يُونچُون هل تُمازِحُني!! كيف لي أن أفعل شَيئًا كَهذا!! »
قَالت يُون بينما الدُّموع تجمَّعت في عينيها، لِيُمسك يُونچُون ذِراعها بقُوة جاعلًا إيَّاهَا تَتألَّم.

« بَلَى فعلتِ!، كُنتِ تُمثلين عليّ دَورَ البَريئَة!، مَثَّلتِي عَلي أنَّكِ مُتعبة وفَاقدةٌ لِلوعي، بينما أنتِ فقط كَاذبة!!، خَدعتيني!! »
قَال يُونچُون ضَاغطًا عَلى ذِراعها بِقُوة، لِتتآوه هي بِألم.

« يُونچُون أرجُوك أترُك ذُراعِي إنَّهُ يؤلمني! ودعنا نتحدث! »
قالت يُون مُترجيَّةً إيَّاه، لِيُفلت ذِراعها بِقُوة، مُسببًا لها ألمًا أكبر.

« لَم يعُد بَيننا حديثٌ بَارك يُون، من الآن وصاعدًا أُريد منكِ الإبتِعاد عني وعن حياتي، لا أُريد رؤيتكِ حتى لو صِدفة! »
قال يُونچُون بكُل كُرهٍ لها، فإن لم يكُن أحبها من كُل قلبه، لم يكُن ليُعاتبها بِهذا الشَّكل، ولكنها خَذلتهُ، خَذلتهُ لِلغاية، آلمَت قلبهُ على ألمِه ألمًا، وزَادت من وَجعِه، وجَعلت كُل جُروحه تَنزِف من جَديد، بَينما هي لم تَلتئم حتَّى.

« يُونچُون صَدِّقني أن لم أفعل هذا! »
« توَقَّفي عن نُكران ما فعلتيه! »
صَرخ يُونچُون بغضبٍ وصوتٍ جَهور، لِيدَفعها بِقُوةٍ لِيختل تَوازُنها؛ فَتسقُطُ أرضًا.

« فَقط إبتعدِي عنِّي، إبتعدِي..! »
قَال لِتتجمع الدُّموع دِاخل عَينيهِ، بَينما هي فقط تتألم بينما تُحاول النُّهوض بِجزعها، والدُّموع تَتسابَق على خَدَّيها.

« أنا أكرَهُكِ! »
قال يُونچُون سامحًا لِدُمُوعَهُ بالهُطول على وَجنتَيهِ، لِيفتح باب منزلها بعدها، ويَخرج من المَنزل صَافعًا البَاب خَلفه، تاركًا يُون تَبكِي وتَنتحبُ وتتألَّم، لا تَدري كَيف يُمكنهُ أن يَشُك بها، كيف بعدَ كل ما مَرَّا بهِ سويًا يَفعل بها هذا؟، أحقًا ليس واثقًا بها؟، والسُّؤال هُنا.. من الذِّي فعل هذا؟، من السَّبب؟

حُب إجبَارِي || تِشُوي يُونچُون.Where stories live. Discover now