الفَصل السَّادِس عَشر - ثَمُل.

793 79 56
                                    

شَعر يُونچُون بتوَقُّف الوَقت، لم يعد يسمعُ أحدًا أو يَرى أحدًا، شُلَّت حَركتهُ تمامًا وتَصنَّم جسدهُ بالكَامِل، لَا يعلم كيف يجِب أن تكُون رَدَّة فعله، هل يَسعد؟ لقد رَحل من كان يُعذبهُ ويَخنقهُ، أم يحزن؟ لَقد رَحل من كان آخر ما تَبقَّى لهُ.

رأى عمَّتهُ تَصرُخ وتَبكِي، لِتمسك بهِ بينما تَهزُّهُ بقُوة وبعنفٍ، صَارخةً بِه وبِوَجهِه.

« أنتَ السَّبَب!! لن أسامحكَ أنتَ السَّبب! »
قَالت بينما تَدفعهُ بِقُوة تِجاه الحَائِط، لِيرتَطم جَسدهُ بِقُوةٍ في الحَائِط، لم تكُن الدَّفعة بتلك القُوة ولكن جسدهُ كان بذلك الضَّعف.

يَشعُر بألمٍ عَظِيمٍ، وَجعٌ كبيرٌ، وغَصَّةٌ في حَلقه تَخنُقه، الجَميع يَتركه، الجَميع بلا إستِثناء، والدته، يُون، ثُم والده، وبُومقِيُو لَيس في سِيُول الآن..

تَكَوَّر يُونچُون على حاله يَحتَضنها، سامحًا لدُموعهُ بالهُطول كَالشَّلالات، لقد تَعب الغاية، قلبهُ لم يَعد يحتملُ ذلك مُطلقًا، هذا كثيرٌ، كثيرٌ وللغايةِ علَيه.

مَسح دُموعهُ بسُرعة، لِينهض بعدها، كما يفعلُ دائمًا، ينهضُ وحيدًا.
__

٩:٠٨ مَساءً.

أَنهَى يُونچُون كُل شَيء، وقَام بِدفنِ والدهِ، وبالطَّبع عمَّته تلك لم تتركهُ وشَأنهُ بل ظَلَّت تَشتمهُ وتغضبُ عليه كثيرًا، ولكنهُ فقط إلتزَم الصَّمت، كَما يَفعُل دَائِمًا.

لَم يكُن يومًا سَهلًا على يُونچُون أبدًا، بَل كان من أصعب الأيَّام التِّي مَرَّ بِها في حيَاته، فُقدان شخص عزيزٍ كالأب ليسَ بالشَّيء الهَيِّن.

حتى لو لم يكُن والد يُونچُون جيدًا معهُ، حتى لو كان قاسيًا وكان شريرًا، حتى لو لم يُظهر لهُ كيف يكُون الأب يومًا، لقد كان وَالدُه، والدهُ الذِّي كان معهُ طِيلة حَياتِه، والدهُ الذِّي كُتِبَ يُونچُون بإسمِه، حتى لو كان أسوأ شخصٍ في العالم، كان وَالده.

يَسِيرُ يُونچُون فِي الشَّارِع مع قمِيصٍ أسوَد شَبيهٍ لبِنطَاله يُعانقُ جسده، بَينما يَترنَّحُ يمينًا ويَسارًا بتعبٍ، خُصوصًا أنهُ كان ثَمُلًا، فقد شَعر أنهُ من الأفضَل ألَّا يَكُون فِي وَعيه في ذلك الوَقت.

يَسِيرُ ضائِعًا، وتائِهًا، كَطفلٍ لَم يَتشبث بِعباءةِ والدتهُ جيدًا، فتاهَ عنها وأضاعَها، لَم يكُن يعلمُ إلى من يَذهب أو يلجأ، أو مع من يكُون، أيَعُودُ لمنزله ويخلُد للنوم فقط؟ كما إعتاد أن يَفعل؟ وأن يُبقِي ألمهُ داخله؟ حتى لو نَام يُونچُون، سَيبَقى الألم مُستَيقِظًا دَاخَله حتى لو نَام لشهرٍ كَامِل.

حُب إجبَارِي || تِشُوي يُونچُون.Where stories live. Discover now