الفَصلُ الثَّامِن - چِيُونا.

927 96 59
                                    

« تبًا لتلكَ الشعبَة لن أعود لها مُجددًّا! »
صوتٌ مُزعج لفتاةٍ ما قاطع حبل أفكار يون، لترفع رأسها وترى تلك الفتاة التِّي تَبدُو مُتعجرفةً تسيرُ تجاهَ إحدى المقاعد بينما خُطواتها تَحرقُ الأرض حرقًا.

تعجَّبت يُون منها فتلك هي المرَّة الأولى التِّي تراها هُنا، ولكنها فقط قلبت عينيهَا بعدمِ إكتراثٍ ثم وضعت رأسها على الطَّاولة مرَّةً أخرى..

« يُونچُوني أُوبَّاااااه! »

رَفعت يُون رأسهَا بسُرعة لترى ما الأمر، لتَرى يُونچُون دالفًا الصَّف بينما تلك المُتعجرفة تجري عليه مُناديةً إسمهَ بطريقةٍ مُزعِجة.

« أنتِ؟ ما الذِّي تفعلِينهُ هُنا؟ »
سأل يُونچُون بالقليل من الإشمئزاز منها بينما هي تُعانقه وتلتصقُ بِه.

شَعرت يُون ببعض الحُزن لسببٍ لا تعلمُه، بينما واضحٌ على وجه يُونچُون علامات الإشمِئزاز منها.

« أووه أوبَّا ألَست سعيدًا بوجودي!؟ »
نبست بها تلك الفتَاة مُدَّعيةً اللَّطافة، لِيدفعها يُونچُون بعيدًا عنهُ.
« لستُ كذلك، أُغربِي عن وجهِي. »
قالها راسمًا خُطواتهُ إلى مقعده لتضع يُون رأسها على الطَّاولة بينما تُدير رأسها إلى الإتِّجاه الأخر حيثُ لا يَرى يُونچُون وجهها.

جلس يُونچُون بينما الحنق والضِّيق ظاهران على ملامحه، ولكنهُ عندما رأى يُون شعر ببعضِ القلق، لترتفع أناملهُ تنقر على كتفها برقَّة.

« يُوني، هل أنتِ بخير؟ »
قالَ بأقصى النَّبراتِ لينًا بينما يُزحزحُ نفسهُ ليلتصقَ بها.
« أجل بخير. »
قالت مغمضةً عيناها ليعبس يُونچُون بلُطف.
« لستِ كذلك. »
نبس بعبوسٍ لتُدير هي وجهها لهُ مع إبتسامة.
« أرأيتَ؟ إنَّـ.. »

« من تلك الفتاة يُونچُوني أوبَّا؟ »
قالت تلك الفتاة بينما تنظر ليُون بإشمِئزاز، لتنظر لها يُون بوهنٍ وكأنها لا تُبالي.

« ليس لكِ دخلٌ چِيُونا، إرحلي. »
« بلى لي!! من تلك الخائنة التِّي أخذتكَ منِّي!؟ »
قالت بطفوليةٍ مُقرفة بينما تنظُر ليون بسخطٍ ويُون تشَاهدُ بصمت.

« لا تقولي هكذَا عنها. »
قال يُونچُون واقفًا ليُقابل وجهها بينما ينظر لها بنظراتٍ حارقة.
« بلى أقول!! إنهَا سارقة! »
« قُلت لكِ أصمُتِ!!! »
« وإن لم أفعل؟ »
« چِيُونا توقَّفِي..!! »
« لمَ تُدافعُ عنها! »

« لأنَّها حَبِيبَتي!! »

صَرخَ بها يُونچُون لتنظر له يُون بعينان مُتوسعتان، والأخرى قد تجمدت أطرافُها.

« تلكَ؟ حبيبتكَ أنتَ!؟ »
تسَاءلت رافعةً حاجبيها بلا تصديق، لتُنزل يُون رأسها بحُزن، هي مُحقة، من هي يُون بجانب يُونچُون؟ لا شَيء.

« أجل حبيبتي أنَا. »
قال يُونچُون بثباتٍ واضعًا يداهُ في جيُوبه واقفًا بثقة.

« مَالَّذي.. أثبت ذلِك!! »
صرخت بها چِيُونا، فهِي لا تُصدِّق ذلك الكلام الذِّي تعتقدُ أنهُ كذبةٌ كبيرة.

لِذا وبسُرعةٍ إنتَشَلَ يُونچُون رُسغ يُون جاعلًا منها تَقفُ أمامهُ مُباشرةً ليجذِب شَفتيها في قُبلةٍ عمِيقة، كانت عينَا يُون مفتوحةٌ على مصاريعها، غيرُ مُصدقةٍ لمَ فعله يُونچُون، فوق هذا أمام الصَّف كُله!، عشرُ ثوانٍ وإرتخت عَيناها، مُغمضةً إياها مُستشعرةً شفتيه المَمزوجة مع خاصتها، بينما يداهُ قد إرتخت من على رُسغها، وتلك الچِيُونا كانت تُشاهِد بصدمةٍ بينما عيناها تغرغَرت بدموع التَّماسيح.

أخذت الدُّموع الكَاذبةُ تنزلقُ على وجنتيها، لتَفِر خارجةً من الصَّف، بينما يُونچُون أخَذ يَبتعدُ ببُطءٍ شديد، ناظرًا لعينا يُون التِّي فُتحت ببطء لتنظر في خاصَّتِه، تورَّدت وجنتاه ثُم جرت بعيدًا ذاهبةً إلى دورة المِياه، لم يُصدِّق يُونچُون ما فعله ولكنه إبتسمَ كالأبله، ليسمع بعدها تصفيق بُومقيو لَهُ.

« يبدُو أن الأمر قد تطَور!! »
قال بُومقيو بخبثٍ غامزًا ليُونچون، فيتوردُ خجلًا حينما إستوعبَ أن بُومقيو قد شاهد الأمر من بدايتِه.

« أعلمُ كونَ أنكَ أُجبرتَ على فعل هذا بسبب چِيُونا، ولكن في نهايةِ الأمر.. يبدُو أنَّه إجبارٌ جميل، أوليسَ كذلك؟ »
قال بُومقيو ناظرًا ليُونچون بإبتسامة صغيرة، رُبَّما بُومقيو مُحق، رُبَّما ليسَ كل شيءٍ نُجبر عليهِ يكُونُ سيئًا، أولَيسَ؟

لم يعثُر يُونچُون على الكلِمات المُناسبة ليرُد على بُومقِيُو بها، فكُلَّما حاول إخراج كلمة تَذوبُ منه على شفتيه.

« أعلمُ أن عودة چِيُونا في حياتكَ بعد إنتِقالها من شعبتها يؤثرُ عليكَ كثيرًا بالسَّلب، ولكن أظهر لها أنكَ قويٌّ، وأنكَ بالفعل قد حذفتها من ذاكرتك، وأن هُناك من أخذت مكانها بالفعل، ستتخطِّاها وتمضي سواء كانت حولكَ أو لم تكُن، لا تنسى أنها لا تستحق أن تُفكر بها أو تحزن لأجلها، أليس كذلك يُونچُون؟ »
قال بُومقِيُو بتلك النَّبرةِ الدَّافئة مبتسمًا بلُطف لصديقه الذِّي إبتسمَ برضًا على كلامه؛ لِيجلسا الإثنان ويعودان لتلك السَّخافات التِّي يفتعلوها، رُغم عُمق أحاسيسهم ومشاعرهُم إلا أن التَّفاهةُ تُسيطرُ ببرَاعة.

حُب إجبَارِي || تِشُوي يُونچُون.Where stories live. Discover now