٣٣

108 5 0
                                    

رواية  لوسيفر
رواية لوسيفر بقلم الكاتبة اسماء ندا

رواية لوسيفر بقلم الكاتبة اسماء ندا
الفصل الثالث والثلاثون


وقفت امامه تنظر بعينه بقوة، من يراها يعتقد انها تمثال من الثلج، على الرغم من التناقض بداخلها، فنيران الغضب والألم تتأكل فى قلبها، وانهيار الخوف والحزن على من فارقتهم بسببه وخوفها من ان يتعرف على هويتها يسكن جميع خلايا جسدها، فى كل ندبة تركت علامة للألم داخل روحها، اجل استطاع الطبيب اخفاء كل ندوب الجروح والحروق من جسدها، لكن لا أحد أستطاع معالجة ندوب الروح .

نظرات ارس الحائرة داخل تلك العيون المسلطة عليه، وسؤاله عن هوية صاحبة تلك العيون تفتك بعقله، غطت ابتسامته العريضة وجهه وقال بصوت هادئ يقرب للهمس

-ماذا تفعل قطة شرسة مثلك خارج القفص فى ذلك الوقت

لم تجيب عليه ولكنها ابتسمت من هدوء ذلك الخوف بداخلها، وتحركت بمرونة وبحركة تشبه تسلل القط المشاكس مع صاحبه، وقامت بالاقتراب منه، ثم بشكل مفاجئ دفعته للخلف، اختل توازنه وسقط أرضا وهو ينظر لها متعجبا، لتضحك هى ضحكات متعالية ثم تتحرك و تقف فوقه، و اشارت له بحركه من اصبعها تدل على الرفض، ثم انحنت ونظرة له من قرب وهمست

-انا لست قطة بل أنا نمرة، ولا اسكن الاقفاص بل اضع بها من اريد كي اتمتع بعذابه

ابتعدت عنه وتحركت بتمايل لداخل القصر تاركة قلب لأول مرة يبتسم بحق وتجذبه انثى ، قلب لا يعلم أن هلاك صاحبه على يد تلك التي تعلق بها، صعدت إلى جناح ماري الذي تجمع به كل النساء، وعندما فتحت الباب وجدت اسلين جالسة على المقعد المقابل للشرفة فى الظلام ولكن ضوء البدر المسلط على وجهها هو ما أوضح مكانها.

قالت اسلين :- كنت اعتقد انك نائمة على الارجوحة داخل الشرفة

آسيا :- كنت هناك بالفعل، لكن شعرت بالملل فذهبت فى نزهه

أسلين:- لن اسالك اين ، لكن راق لى ما فعلتيه ب ارس فى الاسفل، كنت اتمنى ان اسمع ما همستى له به

آسيا :- قال انى قط شرس فأخبرته اني نمرة ولست قط

ضحكت اسلين ثم قالت:- أخشى ان تقع النمرة فى شباك الصياد، كما تعلمين عندما تخرج للصيد من الممكن أن تصاد 

آسيا:- اذهبي الى النوم يا فتاة، فصائدِ ذلك الأسد الهرم كثر، لست وحدى

نهضت اسلين وخطط بضع خطوات الى الشرفة ثم وقفت على بابها ثم التفت وقالت

-وكيف لى النوم وذلك الشك يقتلني؟

آسيا :- فى ماذا تشكين؟

أسلين :- فيكتور ، هل حقا مازال تحت تأثير أرس، ام هو يفكر بطريقة للانتقام

آسيا :- صغيرتي، ان فيكتور ليس بطفل يستطيع أرس التلاعب به، غير أنه فى الغضب يصبح الشيطان فى المقابل له ملاك، لكن يجب أن تؤمني أن فيكتور يشبه بحر الثليج الراقد فوق بركان، من يراه من الخارج يندهش من مدى قوته وجماله الذي ليس له مثيل، لكن عندما يفور البركان فالهلاك الناتج عنه لا ينج منه أحد، وها هو وصل إلى نقطة انفجار البركان، رجاءا، لا تفعلين شي يدفعه للانفجار الآن

لوسيفر  (فيكتور ارس ريمور) Where stories live. Discover now