بارت ١٤

7.1K 204 62
                                    




رواية لوسيفر بقلم الكاتبة اسماء ندا
الفصل الرابع عشر
يجاهد كى يخرج رأسه خارج الماء، يحاول التقاط نفس واحد كل فترة، لكن هناك ما يقيد قدمه بالاعماق، يراها هى وابنته يقفن على الشاطئ ينظرن اليه و عيناهم مليئة بدموع الخذلان، يناشدهم لمد يد العون كي يخرجاه، لكنهم يستديرون راحلتين، ياخذ نفس عميق ويهبط بجسده لأسفل الماء كي يحرر قدمه، ولكن يرى أن من تمسك بقدمه ليست قيود بل يدين  تجذبه للأسفل، يحاول أن يرى لمن هذه اليد، فتتقطع أنفاسه وهو يرى تلك العينين لذلك الوجه المشوه، نعم يعلم انها عينها انه اخته أسلين التى قتلها بيده، بعد ان دلف الى مخزن الخمور وراى أن ادوارد، لم يقتلها وفر هاربا، لقد وضع بنفسه الاسيد داخل فمها واجبرها على ابتلاعه، ثم صاح برجاله لإيجاد من فعل ذلك باخته، بالطبع لم يعثروا على أحد فقتلهم جميعا بتهمة التواطؤ بقتل شقيقته، رفت راسه مرة اخرى يحاول اخذ نفس جديد ولكن يديها تجذبه اكثر للأسفل، راى ابنه لوسيفر يقف على الشاطى يحتضن تلك الطبيبة الحقيرة التى استطاعت الهاء ابنه عنه، يحاول ان يناديه ولم يخرج من فمه اى صوت، يراه ينظر اليه مبتسما ثم يقترب ويضحك ويعلو صوت ضحكاته.

ينتفض جسده ويستيقظ وهو يلهث من الاختناق، اعتدل فى جلسته على الفراش،ثم أضاء تلك الأبجور بجواره وجذب كوب الماء ليأخذ مهدئ، كان داوم على أخذه بعد موت أخته، ابتلع الحبوب دفعة واحدة ثم اسند راسه على الوسادة خلفه وهو يردد

-سحقا لهذا الكابوس الذي يراودني كل ليلة

اغمض عينيه وعاد إلى النوم مرة اخرى بعد ان قامت الحبوب بعملها، بمكان آخر هناك بمكان آخر بالقصر و بالتحديد أسفل الأرض داخل غرف الملجأ، تجلس هناك هذه المرأه المقنعة، تجلس أمام المرايا، تمد اناملها ببطء شديد  مصحوب لشعورها الكريه، بما ألت اليه حياتها، تنزع ذاك القناع وتضعه على الطاولة أمامها، ثم تنظر إلى المرآة ودموعها تتحرر أخيرا على خديها المشوه وتمر  نزولا على ذاك الفم الذي ضاعت ملامحه بعد ان ذابت من الأسيد، تغمغم قائله

(هانت، قريبا وليس ببعيد سوف انتقم منك، ارس، ولن يكون موتك اهون من موت ادوارد)

ليأتى صوت من خلفها تعرفه جيدا، فهذا هو صوت ملاكها التى أنقذتها من موت مؤكد تلك الليلة، نعم لقد كانت طفلة حينها لم يتجاوز عمرها العاشرة  ولكنها استطاعت ابدال تلك القارورة فى جيب والدها، فقد كانت استمعت له وهو يحدث ذاك الشخص على الهاتف و يأمره بقتل عمتها التى تحبها،رأته وهو يضع فى جيب الجاكت تلك القارورة ثم علقه على ظهر المقعد ودلف الى المرحاض، فذهبت مسرعة الى غرفتها واحضرت قارورة من التى كانت تستخدمها فى مدرستها بالمعمل، ووضعت عليها بعض المواد الكيميائية التى عند تندمج مع لعاب الفم تصنع فقاقيع ذات رغوة بيضاء، ثم عادت إلى غرفة ابيها وأبدلت القوارير. وعند شعورها بخروجه من المرحاض، اختبات مرة اخرى داخل خزانة الملابس، فلم يعلم والدها بفعلتها.

لوسيفر  (فيكتور ارس ريمور) Where stories live. Discover now