الفصل الخامس

590 77 144
                                    

عيد سعيد يالغاليين
استمتعوا

*

أرى أنه من السذاجة أن نحتفظ بالوفاء لأناس لا وفاء لهم

من الحمق أن نضمر الاحترام و الود لمن لا يترددون في اظهار أسوء ما فيهم نحونا

من ذا الذي يقف أمامي و يخبرني أن حبال الحب أقوى الحبال في الدنيا ؟

من ذا يتحداني و يثبت لامرأة مثلي فقدت ثقتها بكل حبل ارتبط بالمشاعر

أنها أهم ما فينا

بعد الفطور الذي امتنعت سوبين عن حضوره أنا قررت الصعود لغرفتها و تفقدها

حتى و إن قابلتني ببرود أو هجوم لن أهتم ، سوف أفعل ما أراه و أعتقده صحيح فقط

صعدت الدرج ثم سرت بهدوء في الرواق حتى وصلت أمام باب غرفتها و طرقته بخفة

" سوبين هل أنت مستيقظة ؟ "

لم يأتيني الرد ففتحته لتظهر لي من خلفه متمددة على سريرها و حالها يبدو بائسا ، تملكني الانزعاج و تقدمت

" سوبين لما لا تردين علي ّ ... "

و لا زالت تتجاهلني حتى وقفت بجانب سريرها و حدقت بها من فوق ، كانت شفتيها جافة و شعرها مبعثر ، و الشحوب يسيطر عليها فوالدها الحقير حبسها في المنزل و منعها من مغادرته مما يعني أن علاقتها بذلك الشاب انقطعت ، حسنا الأمر فيه شيء من المصلحة لها و لكن هي لا تزال صغيرة و كل ما يهمها هو مشاعرها فقط

رفعت نظراتها ناحيتي أخيرا و أنا حاولت أن أكون صلبة أمامها

" لما لا تستجيبين ؟ "

" أرجوك أنا متعبة "

حينها دنوت قليلا ممسكة بمعصمها و سحبتها بقوة

" لم أتعود عليك ضعيفة ... ذلك الفتى مستغل و عليك أن تكوني ممتنة لوالدك أنه أبعده عنك "

و لكن الفتاة القوية التي كانت دائما تواجهني انهارت فجأة و كل ما بقي منها هو فقط دموعها و هشاشة لم أرها عليها يوما

" هو ليس سيئا ، لما الجميع يعتقد أنه يستغلني "

" لأنه كذلك "

قلتها بينما أجلس على جانب السرير و معصمها لا يزال بكفي فسحبته بهدوء مني

" حتى لو كان سيء أنا أحبه "

" لا تدركين ما الذي تقولينه ولا حتى ما تفعلينه "

قلتها محدقة بعينيها المليئة بالدموع حينها فاجأتني ممسكة بكفيّ معا

المعارض " إرتواء "Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt