الفصل الرابع و العشرون

392 59 51
                                    

مساء الخير على أعزائي 

استمتعوا 

*


كل شيء كان مهما لي ما عاد كذلك

تعودت أن آخذ بدون أن أمنح

فاتضح أن العطاء أجمل بكثير من الأخذ

أنا كان لي داي هو الذي سدّ ذلك النقص و الشرخ الموجود بقلبي

بعد أن فقدت داي و من قبله جنين سرعان ما رفض الحياة قررت و لن يثنيني عن قراري أي شيء

حتى الظروف السيئة التي تحيطنا سوف أتحداها

علي أن أصحح مسار علاقتي بميوك و لو رفضنا العالم

حدقت بالضوء المتسلل عبر النافذة بينما أشعر أن ميوك تأخرت ، ربما فقط اشتياقي لها هو من يدفعني لشعوري ذاك

في الفترة الماضية و أنا بقربها بدأت جروحي تشفى و حتى عاداتي تتغير

ما عدت مهتما بكل ما كنت أركض خلفه بلهاث في الماضي

اكتشفت أن المناصب ، المال و السلطة لم تفعل بحياتي سوى أنها دمرتها و أعمتني ، اعتقدت أنني أستغل الجميع فاتضح أنني كنت مُستغلا من طرف الجميع

و هذا ما دفعني أن أقدم استقالتي من منصبي في جريدة يونهاب عندما زرتها لآخر مرة

نحن عندما نحاول تصحيح مسارات حياتنا علينا التخلي عن كل ما أوهمنا أنفسنا أننا حققناه

و ما حققته كان وهما ، ليس سوى سرابا تمسكت به طويلا و أنا أسير في ركب القطيع

نحن نعتقد أننا اذا تبعنا طريقا يسير فيها الجميع فنحن على صواب

ذلك الخطأ بعينه ، نحن عندما نسير في طريق فارغ سيكون هو أصوب ما نفعل ، لن نتخلى على أنفسنا حينها أبدا

و هكذا أنا كلما وجدتني لوحدي إلا و شرد تفكيري بعيدا ، أريد مستقبلا نقيا ، أريد أن أعود لكوني أنا الذي دفنته طويلا

و بينما أنا على حالي طرق الباب بهدوء ثم فتح لتطل من خلفه ميوك

" هل أنت مستيقظ ؟ "

تساءلت فالتفت ناحيتها بسرعة و أجبتها

" لقد تأخرتِ "

تقدمت تدخل و رغم البسمة التي ترسمها إلا أنني لمحت بعمق عينيها حزن و انزعاج ، تقدمت حتى وقفت بجانبي و أمسكت بكفي

" أخبرني الطبيب أنك تستطيع مغادرة المستشفى "

شددت على كفها و تجاهلت ما قالت

المعارض " إرتواء "Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu