الفصل الواحد و العشرون

442 64 64
                                    

مرحبا قرائي الغاليين

فصل جديد استمتعوا به

*

إن التراب لنا و نحن منه ، منه الحياة و إليه الموت

إنه في نهاية كل قصة يضم أحبائنا ، يضم مع أجسادهم أرواحنا و يدثرها في ظلامه

إننا و مع أطفالنا ندفن أحلامنا ، زهونا و كل التعب الذي يبدو في تلك اللحظات الأخيرة بدون جدوى

أظهرت أسوأ ما فيّ محاولا تفادي الخسارة من جديد في حياتي

لكن من يقف و يقول أن ذلك حقيقي ؟

أنا كنت سيء ، أصغيت للشيطان كثيرا ، آذيت كل من حولي حتى أتجنب الخسارة و الكسرة

و في النهاية كنت الخاسر الأكبر ، في نهاية كسرت بشدة فمن عساه يعيد لي ابني

من يعيد لي بسمتي و لمسة كفه التي هذبت كثيرا جروحي

هو كان كل حياتي ، إنه كان أملي نحو غد مشرق

بداخله كنت أنوي زرع أحلامي و نقائي الذين فقدتهما

من أجله اعتقدت أنه يمكنني أن أضحي بكل شيء و في المقابل سوف أراه رجلا جيد بقلب نقي و سعيد

بطلت ظنوني و اعتقاداتي ، سرق ابني مني مرتين

مرة سرقته والدته عندما قالت أن ليس لي فيه حق  و مرة الحياة عندما أهدته للموت

بثياب الحداد التي لن أنزعها ما طالت حياتي وقفت في المقبرة ، أمام قبره الصغير بكيت بضعف و كلما ربتت الأيادي على كتفي زادت دموعي و علت شهقاتي

لقد خدعني صغيري و رحل في الوقت الذي اعتقدت أنه يتمسك بيد الحياة

رفعت كفي و مسحت دموعي بقوة و شدة متمنيا أن يدثروني بالتربة جانبه لكن كف كيونغ ربتت على ذراعي ثم  اقترب يهمس

" يا صديقي تماسك ... "

نفيت بألم لأترك ركبتيّ تستندان على التراب جانبه ، لم أتمكن من ضمه لكنني ضممت تراب قبره

" هكذا تفعل بي يا داي ؟ ... هكذا تترك والدك وحيدا و ترحل عنه بدون وداع ؟ "

" تشان أرجوك "

قالها كيونغ برجاء بينما يحاول سحبي من هناك لكنني كنت أضعف من أترك ترابه و أبتعد

رحل الجميع و لم يبقى بجانبي سوى كويونغ الذي تراجع و وقف بعيدا قليلا و أنا فقط مرت الساعات عليّ بينما لا زلت أضم ترابه لصدري ، كنت أحاول اخماد النيران التي استعرت في قلبي

انطفأت روحي و هي زادت اشتعالا

كلما أغمضت عينيّ قابلتني عينيه الضاحكة ، كلما صممت آذاني عن سماع التعازي سمعت صوت قهقهاته الضاحكة ثم أناته المتألمة ، لقد تخبطت كثيرا داخل الذكريات و اياه و في النهاية اقترب مني كيونغ و سحبني رغما عني لأستقيم و أعانني على الوقوف 

المعارض " إرتواء "Where stories live. Discover now