الفصل الثاني و العشرون

418 56 64
                                    

مرحبا قرائي الغاليين

استمتعوا 

*


نحن لسنا سوى أوراق تعلقنا بأغصان الأشجار

أوراق نست أن الربيع لا يدوم ولا حتى زهوه

و الأغصان سوف تتخلى عنا في يوم

لست امرأة طيبة القلب كما أني لست تلك المرأة الفاضلة فقد تعودت بيع و شراء الأجساد كما فُعل بي يوما

أدرك جيدا أنني واحدة من الأشخاص الذي يرفضون الاعتراف بسوئهم لكنني بذات الوقت أنتظر أن تحل علي اللعنة

كل آثم حلت عليه اللعنة و آخرهم بارك الذي فجع بابنه الذي رحل عنه فجأة و لم يمنحه الوقت حتى ليستوعب ما الذي يحدث معه

لست أتهمه وحده بالاثم فكل منا آثم على طريقته ، هو على الأقل تلقى عقابه بسرعة فماذا عنا نحن ؟

شيء واحد أنا متيقة منه و هو أنه كلما طال الوقت كلما كان العقاب شديد

قلبي آلمني من أجل ابنه بالرغم من أنني لم أره من قبل ، ذهبت للمقبرة و وقفت بعيدا فرأيت كم كان منهارا غير قادر على تقبل ما وقع له ... في تلك اللحظة أدركت أنه لا يحتاج سوى حضن واحد يمده بالأمان و السلام الذين فقدهما بفقدان ابنه ، بل أراهن أنه فقدهما عندما غدر بميوك

لن أنسى نظرته النادمة ولا حتى اعترافه بحبه لها ، لقد كان في لحظات يصعب الكذب بها ، اتصلت بميوك و أخبرتها و أنا أدري تماما أنها لن تتركه في محنته هذه ، أنها سوف تفتح حضنها له

حبهما غريب للغاية و من البداية كل منهما كان في حاجة الآخر بشدة

كانا خائنين و هذه حقيقة لا يمكن انكارها ، إنه أمر سيء ارتبط بأسمى المشاعر و أنقاها و هاهو القدر كان كفيلا بحمله من قالبه المحرّم و وضعه في قالب آخر

مرّ أكثر من شهر على موت ابن تشانيول و كلما اتصلت بميوك و أخبرتها أنني أريد زيارتها تخبرني أنه ليس الوقت مناسب فحبيبها لم يكتفي من حداده على ابنه ، و هنا انتشرت الكثير من الاشاعات مفادها أن تشانيول و زوجته قد انفصلا

حملت فنجان القهوة الذي وضعته ييجي أمامي و انصرفت ، قربته مني حينها سمعت جرس الباب فوضعته و استقمت و عندما خرجت من غرفة المعيشة كانت ييجي تتجه نحو الباب فرفعت كفي أمنعها

" لا بأس سوف أفتح أنا فعودي لعملك "

أومأت مبتسمة لتعود و أنا تقدمت أكثر نحو الباب ثم فتحته فتوسعت عينيّ باستغراب ثم سرعان ما عكرت حاجبيّ

" أي فضيلة فعلتها بحياتي حتى أحضى بزيارة من مستشار رئيس دولتنا شخصيا "

رمقني بنظرات منزعجة ثم دفعني ليتقدم نحو الداخل مجيبا

المعارض " إرتواء "Where stories live. Discover now