>مشفى<

1.1K 60 3
                                    

قهقه بسخرية قبل أن تذهب جيني ونايون ويتركاهما وحدهما.
نظر لها فور ذهابهما بهدوء،ولا تنكر أنها شعرت بالارتباك مجدداً،لكنها لم تظهر ذلك،وأردفت:
-بماذا أخطأت الآن؟!
أرجع شعره للخلف ثم تمتم:
-ستعلمين،فقط هيا.
-هيا ماذا؟!
رفع حاجبه قائلاً:
-لنؤدي الرقصة التي تدربتم عليها اليوم.
-م..معك؟!
-وما الخطب معي؟!
نفت:
-لا شئ،فقط..
أردف وهو بطريقه لتشغيل الموسيقى:
-إذاً هيا.
تسارعت نبضات قلبها ثم زفرت بعمق وهدأت من روعها قبل أن يقترب منها ويحاوط خصرها بيده متمتماً وهو ينظر بعينيها:
-مستعدة!
اومأت بارتباك ثم بدأ بالرقص

(Just the first part)
انتهيا وكان قريباً منها قرب كان كفيل بسماع نبضات قلبها،ليتمتم قبل أن يجلس وهو يشرب الماء:
-جيد.
سرت بضعة خطوات إلى أنها سرعان ما توقفت عندما شعرت بألم حاد يعصف برأسها،وبات كل شئ أسود حولها ولم تشعر سوى بصوته وهو يصرخ باسمها قلقاً قبل أن تسقط بحضنه وهو يردف بقلق بينما يضرب وجنتيها بخفة:
-سوجين،أجيبي!....تباً.
تمتم قبل أن يحملها ويخرج بها متجهاً إلى الطبيب،لتتبعاه جيني ونايون التان كانتا تراقبهما في ذهول.
.....
كان يمسك بيدها وهو ينظر لها بقلق،ليردف الطبيب بعدما انتهى من فحصها:
-إنها بخير،فقط فلتشرب شيئاً ما وستصبح أفضل.
تمتم جيمين بعدم ارتياح:
-هل أنت متأكد؟!
-بالطبع.
بدأت بفتح عينيها تدريجياً بعدما بدأت باستعادة وعيها،لتتمتم:
-ماذا حدث؟
طمأنتها جيني وهي تمسد على شعرها:
-لا شئ،فقط اصبت بالدوار،لكن لا تقلقي،ستصبحي بخير.
استقامت بجزأها العلوي ثم أردفت:
-كيف جئت إلى هنا؟!
ابتسمتا ثم أردفت نايون:
-هذا القصير هو من فعل.
نظر لها بحدة،لتتحمحم ثم أعاد بصره لها وتمتم ببرود:
-من الجيد أنك بخير...
أكمل:
-والآن،هل تقوي على السير أم أحملك؟
نفت سريعاً:
-كلا كلا،أنا بخير.
استقامت بمساعدة جيني ثم ذهبت معهما وهي تخجل من النظر له حتى،وتبعهم هو وهو يبتسم بجانبية.
....
وضعت علبة العصير على الطاولة بعدما ارتشفت منه رشفة،لتردف نايون بابتسامة:
-كنتِ رائعة برقصك.
-حقاً!
وافقتها جيني:
-أجل،كنت كالأميرة معه.
ابتسمت بإشراق قبل أن تتقابل أعينهما أثناء جلوسه مع أصدقاءه بالطاولة المقابلة لهن،لتنظر للجهة الأخرى وهي تحاول إشغال نفسها بالحديث معهما.
لحظات وشعرت وكأن هناك سكاكين تضرب بمعدتها،وضعت يدها على معدتها وقد انكمشت ملامحها ألماً،لتردف نايون بقلق:
-هل تعبت مجدداً!
اومأت ثم حاولت الاستقامة لكنها لم تقوى وعادت للجلوس والألم يشتد عليها،لتردف جيني بذعر:
-أنفك ينزف،علينا أخذك إلى المشفى!
نفت وهو قد استقام متجهاً إليها،لتستقيم سريعاً عندما اشتد بها الألم وهرعت نحو المرحاض وجيني ونايون خلفها وهو كذلك وتبعه أصدقاؤه الذين لا يفهمون شيئاً مما يحدث،بينما من كانوا بالكافتيريا يراقبون ما حدث بقلق.
....
أغلقت باب المرحاض خلفها وتقيأت بالحوض وهي تكاد تسقط من الألم،لتدلف جيني ونايون سريعاً،وسرعان ما شهقت نايون وهي تضع يدها على فمها بقلق عندما وجدت قيؤها مصحوباً بالدماء،لتقترب منها جيني وهي تبعد خصال شعرها عن وجهها متمتمة بقلق:
-لا بأس،سيزول الألم.
دلف إلى الداخل ولم يختلف صدمة عندما رأى تلك الدماء،وهذا ما زاد الطين بلة.
قامت جيني بغسل وجهها الذي أصبح شاحباً عندما إنتهت،ليقترب جيمين منها ثم قام بحملها عندما شعر بإرتخاء قدميها،وهي كانت بعالم آخر بعيد تماماً عن الإدراك.
.....
قام بجعلها تستلقي على الأريكة التي بسيارته بعدما ساعده كوك على ذلك،ليردف كوك:
-إلى أين ستأخذها!
-سأعيدها إلى منزلها،ومن ثم سأرى ما سأفعل.
تقدمت نايون قائلةً بتهكمية:
-وكيف نثق بك!
عصر على قبضة يده وهو يتمتم بغضب:
-ماذا ترين برأيك!،هل هذا وقت ما تفكرين به.
أردفت جيني:
-حسناً،لكن نريد أن نكون بجانبها.
تنهد قائلاً:
-حسناً.
ركب سيارته وجيني ونايون فعلا المثل وتبعه كوك بسيارته ومعه تشانيول.
.......
طرقت جيني باب منزلها بعدما ترجلوا من السيارة وهو لا يتوقف عن النظر لها بقلق على حالتها،وما أن فتحت الخادمة حتى دلف إلى الداخل متسبباً بإقلاق السيد جون السو الذي هرع نحو ابنته فور أن رآها بهذه الحالة قائلاً:
-ماذا بها بني!
-سأخبرك لاحقاً عمي،فقط أين غرفتها الآن!
-أول غرفة بالطابق العلوي.
صعد سريعاً وهما خلفه والقلق كان سيد الشعور بهذه اللحظة.
...
قام بوضعها برفق على فراشها وهو يستطيع الشعور بعدم قدرتها على التنفس بشكل جيد،ليردف وهو يقوم بتهويتها:
-سيد جون سو،يجب أن نجلب لها الطبيب!
-لقد فعلت وهو بطريقه إلينا.
جلس السيد جون سو بجوارها وهو ينظر لها بخوف وقلق،ليتمتم وهو يمسد على شعرها:
-اهدأي صغيرتي،ستصبحي بخير.
احمر وجهها وهي لا تستطيع التقاط أنفاسها بشكل جيد،ليتمتم:
-تباً.
لم يجد أمامه سوى حل واحد إلى أن يصل الطبيب،ليقترب منها ثم أغلق عينيه وبدأ بعمل تنفس اصطناعي لها والجميع ينظر لها بقلق،ونايون قد انهمرت دموعها على وجنتيها خوفاً عليها.
ابتعد بعد لحظات وقد انتظمت أنفاسها قليلاً،ليقوم بجعلها تستقيم وهو يحاوطها بيده،وكانت هي غائبة عن الوعي بالفعل.
دلف الطبيب إلى الغرفة سريعاً،ثم أردف:
-من فضلكم جميعاً،فلتنتظروا بالخارج.
نظر لها بعمق قبل أن يسند رأسها بلطف على وسادتها ويخرجوا.
....
خرج الطبيب بعدما انتهى من فحصها،ليردف السيد جون سو بقلق فور أن وقف أمامهم:
-ماذا بها سوجين!،هل هي بخير؟!
-أتمنى ذلك،لكن سنضطر لنقلها للمشفى للتأكد من شئ ما.
أردف السيد جون سو سريعاً:
-بالطبع،هيا.
دلف جيمين إليها ثم تقدم و قام بحملها برفق واتجه إلى الخارج معهم.
.....
انطلق بسيارته وهي تجلس بالأريكة حيث تضمها جيني إليها ونايون بالمقدمة والسيد جون سو يتبعهم بسيارته مع سائقه،لتبدأ باستعادة وعيها ثم أردفت بتهدج وهي تتحدث بأعين نصف مفتوحة:
-جيني.
أمسكت جيني بيدها سريعاً متمتمة بقلق:
-ماذا عزيزتي،هل تشعرين بألم!
انفرجت شفتيها بنية التحدث لكنها كانت هزيلة بما يكفي لمنعها من الكلام.
-نحن بطريقنا إلى المشفى،ستصبحي بخير،أعدك.
تمتم جيمين وهو ينظر لها عبر مرآة السيارة،ونايون لا تتوقف عن النظر لها بقلق وهي تتمنى أن تصبح بخير.
......
أخذوها الممرضون إلى غرفة الأشعة بأمر من الطبيب،وبقي جيمين بالخارج معهم وبصحبة كوك وتشانيول الذين تبعاه.
....
-30 minutes later-
خرج الطبيب وعلامات الأسف تعلو وجهه،ليقابلهم بسؤالهم عليها في قلق مبالغ،ثم أردف وهو يوجه حديثه إلى السيد جون سو:
-سيد جون سو،فلتتبعني إلى مكتبي،من فضلك.
اومأ له ثم تبعه والبقية يراقبهما بقلق،خاصةً جيمين الذي ربما يبدو هادئ من الخارج ،لكنه أدرك الآن أنه ليس مستعداً لخسارتها بأي شكل كان،حتى وإن كانت مصدر إزعاج له.
....
اعتلت الصدمة ملامح السيد جون سو فور أن سمع كلمات الطبيب وهو يردف بأسف:
-سوجين،تعاني من ورم سرطاني خبيث بالمخ.
-م..ماذا تقول!
-أنا آسف سيدي،لكن هذا المرض خبيث ونسبة الشفاء منه تعادل 2%،و..ليس له سوى علاج يجعلها تعيش براحة،إلى أن يحين موعد...ذهابها.
أردف السيد جون سو بصراخ قد دوى بأنحاء المشفى:
-بماذا تهذى!!!،هل أنت تعي بما تقول!!،كيف ليس له علاج يشفيها،كيف واللعنة!!
-الأمر ليس بيدي سيدي،صدقني،إنه أمر متوارث من والدتها،كما تعلم!
أغمض عينه وهو يحاول جمع شتات نفسه،ليردف الطبيب:
-كل ما علينا فعله؛هو المواظبة على العلاج،على أمل أن يجدي نفع،ولا يجب...أن يعلم أحد سواك بشأن هذا سيدي،حتى لا يؤثر على نفسيتها،ويؤدي إلى تدهور حالتها أكثر.
اومأ بإنكسار،ثم استقام متجهاً إلى الخارج رغم محاولة الطبيب بتهدأته.
...
-ماذا أخبرك الطبيب عمي!
تمتم جيمين منتظراً أن يطمئنه الأخر،لكن تعابير وجهه خيبت ظنه،ليردف السيد جون سو وقد نجح برسم إبتسامة وديعة:
-ستصبح بخير،فقط،هذا تعب مفاجئ.
تنهدوا بارتياح عدا جيمين الذي أدرك أن شئ أكبر من هذا يكمن وراء هذا الكلام،ليردف كوك:
-هيا بنا جيمين.
نظر له ثم أعاد بصره إلى السيد جون سو قائلاً:
-سأذهب أنا سيدي،إن حدث شئ سأكون هنا.
اومأ له والدها ثم تركه وذهب مع صديقيه وهو شارد الذهن،يفكر ويحاول استيعاب ما حدث منذ بضعة دقائق فقط،ويجهل سبب خوفه الشديد عليها هكذا.
.....
فتحت عينيها ببطء،لتجدهم جميعاً حولها.
ابتسمت بخفة قبل أن تعانقها نايون قائلةً بغصة وقلق:
-حمداً لله أنك بخير،لا تعلمين كم قلقنا عليكِ!
بادلتها العناق قائلةً:
-أنا أفضل الآن.
مسد والدها على شعرها بابتسامة وديعة:
-كيف تشعرين الآن صغيرتي؟!
أردفت باسمة:
-بحال أفضل.
نظرت حولها،لتجد نفسها بفراشها،لتتمتم:
-كيف جئت إلى هنا؟،أتذكر..أنني كنت بالمشفى،هذا أخر ما شعرت به.
مسدت جيني على وجنتها قائلةً:
-أجل،لكننا أعدناك إلى هنا مجدداً،لأننا نعلم أنك تكرهين التواجد بها.
ابتسمت بتعب،ليردف والدها وهو يحاول إخفاء حزنه:
-لا تعلمين كم أقلقتينا عليكِ صغيرتي.
ابتسمت وهي ترخي جفنيها ثم تمتمت:
-ألم يخبرك الطبيب سبب مرضي فجأة؟
ارتبك والدها لوهلة ثم تمتم:
-لا شئ،فقط أخبرني أنك ستصبحي بخير.
اومأت،لتردف نايون:
-علي الذهاب الآن سوجين.
اقتربت وقبلت وجنته ثم أكملت:
-من الجيد أنني اطمأننت عليك،وداعاً.
ودعوها ثم ذهبت،لتردف سوجين بعدما اعتدلت بجلستها بمساعدة جيني:
-أيمكنك البقاء معي قليلاً؟
اومأت جيني سريعاً:
-بالطبع،ولم أنا هنا!
ابتسم والدها ثم أردف:
-حسناً صغيرتي،سأذهب إلى الأسفل،وستأتي لك الخادمة بالطعام،إن احتجت شئ أخبريني.
اومأت له بابتسامة ثم قبل جبينها وذهب.
أردفت سوجين:
-جيني،لقد شعرت بوجود جيمين،هل كان هنا!
اومأت جيني بابتسامة،ثم أردفت:
-وهو من أنقذك...
أكملت بعدما اعتدلت بجلستها:
-لم تري كيف كان قلقاً عليكِ،أراهن أنكٍ ستشكِ أنه نفس الشخص الذي كان يضايقك.
ابتسمت بخفة ثم أضافت جيني بضحك:
-ولن تصدقي ما فعل عندما وجد أنك تأخذين أنفاسك بصعوبة.
عقدت حاجبيها باستغراب قائلةً:
-ماذا فعل؟!
اقتربت جيني وهمست بأذنها وسرعان ما اتسعت حدقتا عينيها بصدمة وهي تضع أناملها فوق شفتيها،لتتمتم بصدمة:
-م..ماذا!!!
قهقهت جيني قائلةً بخبث:
-لقد كان الأمير الذي أيقظك سنو وايت.
لكمتها بكتفها وهي مازالت لا تستوعب،لتتمتم بعدم تصديق:
-كيف!،و..وكيف سأنظر لوجهه الآن!
-يااا،وكأنك أنتِ من طلبت هذا!،أخبرتك أنه فعل ذلك لإنقاذك،وليس أكثر.
تنهدت ثم أردفت جيني عندما وجدت والدها يتصل عليها:
-علي الذهاب الآن سوجين،سأتصل بك مساءً للاطمئنان عليكِ حسناً!
اومأت الأخرى بشرود،ثم ودعتها جيني وذهبت.
تلمست شفتيها بأناملها،لتتنهد قائلةً:
-هااي،لم تكن سوى قبلة...إنقاذ.
تمتمت ثم ابتسمت بخفة وتسطحت على فراشها.
....
أردفت السيدة هيسو بقلق ما أن انتهى من حديثه عما حدث:
-يا إلهي...
أكملت:
-علينا الذهاب غداً للاطمئان عليها.
وافقها السيد تشون:
-بالطبع سنفعل.
استقام قائلاً:
-سأصعد إلى غرفتي.
تمتم بهدوء ثم صعد وهما يراقباه،ليردف السيد تشون بابتسامة:
-ألم تري كيف واضح قلقه عليها!
قهقهت السيدة هيسو:
-أجل.
....
زفر بعمق وهو يرجع شعره للخلف وقطرات المياه الباردة تتخذ طريقها إلى كامل أنحاء جسده،وعقله لا يكف عن التفكير بها،تمتم بنفاذ صبر:
-لم تفكر بها،توقف أيها العقل اللعين.
أغلق صنبور المياه ثم لف المنشفة حول خصره وخرج من المرحاض.
....
-10 PM-
تسطحت على فراشها بعدما أعطتها الخادمة الدواء الخاص بها،ثم أغلقت عينيها بتعب؛لتسبح بعالم خالي من شقاء الواقع.
ارتسمت ابتسامة فوق شفتيها فور تذكرها له ثم عانقت وسادتها ونامت.
..
بالجهة الأخرى،كان عقله منشغل بالتفكير بها،ويشعر بعدم الارتياح لكلام السيد جون سو،هناك شئ يخبره...أن يكمن شئ أكبر بكثير...وراء هذا الكلام.
.......
-Second day at 11 AM-
نزلت على الدرج بعدما أخذت حمام بارد و قامت بتبديل ثيابها،لتقابل وجه والدها بابتسامة،ثم عانقته قائلةً:

《Cancer》Where stories live. Discover now