>Cancer<

910 61 14
                                    

شهقت بصدمة وهي تضع يدها فوق فمها عندما لاحظت أن جزءاً كبيراً من شعرها قد ملأ الفرشاة بشكل غير طبيعي.
فرشت شعرها مجدداً،لتجد شعرها يتساقط بصورة مريبة.
تلاحقت أنفاسها وهي تنظر بالمرآة،وتحاول تكذيب ما تراها عينيها واقناع ذاتها أنه أمر طبيعي،لكنه ليس كذلك بالمرة!!
أسرعت تبحث بأدراجها عن الدواء الذي تعطيها لها الخادمة،وجلست علي فراشها بعدما تراخت قدميها من صدمتها عندما قرأت ما على الدواء:(دواء لعلاج الورم السرطاني بالمخ)،وعلمت أن تساقط شعرها جراء مفعول هذا الدواء،وهذا من أعراضه الجانبية.
لم تستطع التعبير عن كم الألم الذي اجتاح قلبها سوى عن طريق دموعها التي شقت طريقها إلى وجنتيها دون إرادتها.
..
بقيت ساكنة بشرود لما يقرب 15 دقيقة ولم تستفق من شرودها سوى عند طرق والدها للباب قبل أن يدلف قائلاً:
-لماذا تأخرت صغيرتي!،صديقتيك بإنتظارك.
رفعت مقلتيها له وهي تنظر له بصمت وسط دموعها،ليتقدم نحوها بقلق:
-صغيرتي،ماذا بك!،لم تبكي!
تمتمت بنبرة مهزوزة:
-لماذا كذبت علي؟
عقد حاجبيه باستغراب،ثم تمتم:
-عزيزتي،أنا لم أكذب عليكِ بشئ!،لم تقولين هذا؟!
وقفت أمامه وهي تصرخ بنبرة يشوبها البكاء:
-لماذا كذبت علي بشأن مرضي!!،هل ظننت أنني لن أعلم!،ألم تفكر بكم الألم الذي سأشعر به أكثر عندما أكتشف الأمر بمفردي!
-صغيرتي أنا...
قاطعته وهي تبكي بصوت يقطع نياط القلب:
-لماذا!...لماذا لم تخبرني واللعنة!!
أردف بحزن:
-كنتِ ستتألمين.
صرخت بألم:
-وماذا تراني الآن!!!،أنا لا أستطيع إخراج هذا الكم الهائل من الألم الذي اجتاحني!
تمتم يحاول تهدأتها:
-ستشفي،أعدك بذلك،فقط بعض الوقت،اهدئي أرجوك.
ابتسمت بإنكسار قائلةً:
-أشفى!،وهل شفيت أمي من هذا المرض اللعين!،هل شعرت به!،هل تمكنت أنت من إنقاذها!،هل تمكن أحد من معالجتها؟!
صرخت بألم بأخر حديثها.
انهمرت دموعه على وجنتيه بعدما لم يستطع كبحهم لرؤيته لقرة عينيه بهذه الحالة،وهذا ما خشي حدوثه.
اقترب منها قاصدا معانقتها،لكنها ابتعدت وهي تبكي بنشيج مسموع،ثم تمتمت بتهدج:
-اذهب أبي،من فضلك.
نظر لها بحزن على حالتها ثم ربت عليها وفتح الباب بعدما طرقت جيني الباب لقلقهما عليها خاصةً بعد سماعهما صوت نحيبها،لتردف جيني:
-سيد جون سو،هل سوجين بخير؟!
نفى ثم تنهد قائلاً:
-فلتبقيا معها،لعلها تهدأ.
دلفت جيني ونايون سريعاً،لتنصدما من حالتها.
هرعتا نحوها ثم نزلت جيني إلى مستواها وهي بحالة يرثى لها؛كانت تبكي بحرقة وهي تشد على شعرها وتتخبط قدميها بالأرض.
عانقتها جيني قائلةً محاولة تهدأتها وهي لا تفهم ما يحدث:
-اهدئي سوجين،اهدئي أرجوك،أيا كان السبب..فكل شئ سيصبح على ما يرام.
اقتربت نايون وهي تربت عليها متمتمة بقلق:
-ماذا حدث سوجين!،ماذا بك!،هل قام أحد بأذيتك؟!
كانت تبكي بصوت يقطع نياط القلب،وهي تكاد تفقد أنفاسها من كثرة بكاءها،وجيني تعانقها محاولة تهدأتها.
...
مرت 10 دقائق مصحوبة ببكاءها المستمر،حتى فقدت قدرتها على البكاء حتى،لتقبل جيني فروة رأسها وهي تربت عليها متمتمة:
-شش،لا بأس،كل شئ سيصبح على ما يرام.
تمتمت بتهدج وعينيها محتقنتين من كثرة البكاء:
-أنا أحترق جيني،لا أريد الذهاب الآن،أنا أخاف،أخشى الظلام..أخشى البقاء بمفردي،لا أريد...لا أريد جيني.
نظرن إلى بعضهما بقلق،لتردف نايون:
-ماذا هناك سوجين،لم تقولين هذا الكلام!!
لاحظت جيني علبة الدواء التي بيدها،لتلتقطها من بين أناملها المترخية،وصعقت عندما علمت لما هذا الدواء.
أخذته نايون منها ولم تختلف عنها حالة،لتعانق سوجين ودموعها تنهمر التي لم تستطع كبحها منذ رؤيتها لحالتها.
تمتمت نايون بغصة وهي تربت عليها:
-ستكوني بخير سوجيني،ستكوني بخير،لن يأخذك هذا المرض اللعين،ستشفي.
بادلتها سوجين العناق ودموعها تنهمر على وجنتيها متمتمة:
-لقد توفيت أمي بسببه نايون.
ابتعدت نايون ثم أحاطت وجهها بكفيها متمتمة بنبرة باكية وأعين دامعة:
-ستشفي،ولن تذهبي،لن أسمح لك سوجين،لن أسمح بهذا،أنت لا تعلمين ما سيحدث لنا ان حدث لك شئ.
اومأت سوجين ببكاء ثم عانقتها جيني ونايون محاولاتان التخفيف عنها وعنهما.
....
جال عينيه في المكان بحثاً عنها،لينقر كوك على كتفه قائلاً:
-ألم تر جيني؟!
نفى قائلاً:
-كلا،ولا أجد سوجين أيضاً،ثلاثتهن لم يأتوا.
عقد كوك حاجبيه باستغراب قائلاً:
- غريب.
اومأ وهو لا يشعر بشعور جيد،قلبه يقول أن شئ ما سئ قد حدث،وعقله يكذب ذلك بأنه أمر طبيعي أن يتغيبن.
أردف تشانيول بنفاذ صبر:

《Cancer》Where stories live. Discover now