>عودة مجدداً<

555 43 8
                                    

-تباً،ماذا يحدث لي؟!
تمتمت وهي تشعر بإنقباض صدرها،لتجد جيمين قد دلف إلى الغرفة قائلاً:
-هل استيقظ؟
تنفست الصعداء ،ليسرع نحوها عندما وجدها تغلق عينيها بتشوش.
-هل أنتِ بخير سوجين؟!
أردف بعدما جثا على ركبته ليصبح بمستواها.
فتحت عينيها متنهدة بعمق،لتطمئنه بابتسامة وديعة:
-أنا بخير،فقط شعرت ببعض الدوار.
أرجع خصلات شعرها إلى خلف أذنها ثم قبّل وجنتها بلطف وأردف:
-لقد سقط قلبي بمعدتي صغيرتي.
طمأنته بابتسامة رقيقة تعلو ثغرها:
-لا تقلق،لقد أصبحت بخير...
أكملت:
-ربما هذا فقط لأنني انشغلت بتجهيز المنزل والحديقة طيلة النهار.
قبّل جبينها قائلاً:
-حسناً هيا بنا لتأكلي شيئ ما يمدك بالطاقة.
اومأت بهدوء،ليحمل سوبين ثم أمسك بيدها ونزلا سوياً.
...
جلسوا جميعاً بالحديقة وهم يتبادلون أطراف الحديث بينما يتناولون الطعام بجو مشحون بالطاقة الايجابية.
-ابتسموا جميعاً.
نبست جيني بصوت مرح قبل أن تلتقط لهم صور تذكارية.
كانت سوجين تداعب طفلها بحب وجيمين يراقبها بأعين مبتسمة.
تذمرت جيني:
-ايلين!
انفجر كوك ضحكاً عندما وجد ثياب جيني قد تزينت بهذا الشئ الأبيض الذي يخرجه الأطفال كما تسميه هي.
قدمت لها نايون منديل وهي تكتم ضحكتها بصعوبة،لتردف السيدة هيسو بضحك:
-يذكرني هذا بجيمين،لكنه كان يفعل ما هو اسوأ من هذا.
-أمي!!
-فلتلعبي مع سوبين.
نبست جيني ثم جعلتها تجلس بجواره.
-سوجين أيمكنك أخذي إلى المرحاض؟
اومأت سوجين بابتسامة ثم ذهبت برفقتها وتركت جيمين يعتني بسوبين وكذلك كوك فعل مع ايلين.
...
-آه،ظننت أن امتلاك طفلة سيكون بالشئ اليسير.
عبست بطفولية:
-لقد تدمر فستاني المفضل.
نظرت إلى سوجين في المرآة التي تتكئ على الباب وهي تحملق بالأرض في شرود.
-سوجين!
أيقظتها من شرودها،لتنتبه لها سوجين قائلةً بهدوء:
-أجل،إنه شئ صعب،....لكن جميل.
أغلقت جيني صنبور المياه ثم استدارت لها وهي تسند بظهرها على الحوض مكتفة الأيدي،ثم أردفت:
-لمَ أنتِ شاردة الذهن هكذا؟
نفت سوجين بابتسامة وديعة:
-لا شئ،هيا بنا،لابد أنهم بإنتظارنا.
نبست وهي تتهيأ للرحيل،لتمنعها جيني قائلةً بجدية:
-سوجين،أنتِ لا تبدين على ما يرام،ماذا حدث لكِ؟
-صدقيني لا يوجد شئ،أنا بخير،فقط هيا حتى لا نتأخر عليهم.
نبست ثم سبقتها وجيني خلفها في حيرة من أمرها.
...
عادت للجلوس بجوار جيمين وصوت قهقهات سوبين قد دوى بأنحاء المكان من تقبيل جيمين لكل إنش بوجهه بلطف.
ابتسمت وهي تتأملهما بحب،ليبتسم جيمين ثم شابك يده بخاصتها هامساً:
-تأسريني بنظراتك تلك يا فتاة.
قهقهت بلطف،ليتحمحم السيد جون سو بغضب طفيف.
-ماذا!،أليست زوجتي ويحق لي مغازلتها!!
-ليس أمامي!
تأفأف بتبرم ثم أردف باستفزاز بعدما قبّل جبينها:
-لكنها زوجتي عمي.
ضحكوا جميعاً بصخب،ليردف السيد جون سو بتوعد:
-حسناً إذاً...
أضاف وهو يفتح ذراعه لها:
-سوجين،تعالي عزيزتي.
قهقهت بلطف ثم ذهبت وجلست وهو يعانقها بالجنب تحت أنظار جيمين الذي يحدق بها بصدمة.
-ماذا!،أليس هو أول حبيب لي بهذه الحياة!
نبس بابتسامة جانبية وهو يكتف يديه:
-لكنني من امتلكتك صغيرتي!!
سعلت بقوة أثناء ارتشافها للعصير مما تناهى إلى سمعها.
-عيب عليك جيمين!!
نبست السيدة هيسو وهي تكتم ضحكتها بصعوبة،وتمنت سوجين أن تنشق الأرض وتبلعها بهذه اللحظة.
.....
أغلقت باب منزلها بعدما ودعتهم جميعاً قبل أن تستدير وعيناها تشعان منهما شرارة الغضب.
-م...ماذا صغيرتي؟!
نبس بإرتباك قبل أن تصيح بغضب:
-ما اللعنة الذي تفوهت به أمام الجميع!!
عقد حاجبيه بتفكير:
-بماذا تفوهت؟،أنا لا أتذكر.
تنهدت بنفاذ صبر قبل أن يدوى صوت قهقهاته الصاخبة بأنحاء المنزل.
كتفت يديها وهي تتنفس بحنق قبل أن تردف بتهكمية:
-على ماذا تضحك!!
اقترب منها ثم أحاط خصرها بيده وهو لا يستطيع التوقف عن الضحك من تعابير وجهها الممتعضة.
-ابتعد!
تمتمت بتهكمية وهي تحاول دفعه،لكنه أصر على عناقها مقبلاً عنقها قبلات متتالية بلطف.
تنهدت بنفاذ صبر:
-جيمين،ابتعد رجاءً.
قبّل وجنتها بعمق ثم عبس بلطف قائلاً:
-حسناً أنا آسف.
أدارت وجهها للجهة الأخرى قائلةً:
-لن تغفر لك لطافتك هذه.
-هكذا إذاً!
اومأت وهي تنظر له بتحدي،ليبتسم بجانبية قبل أن يقوم بحملها متجهاً بها نحو الأعلى.
-جيمين!،إن لم تتركني الآن سوف أصرخ!
تمتم بلا مبالاة:
-سيكون افضل عزيزتي.
...
وضعها على الفراش وكادت أن تفر لكنه قام بمحاصرتها على السرير.
-سوف أذهب لرؤية سوبين!
-لقد نام صغيرتي.
أرجع خصلات شعرها إلى الخلف وهو يتأملها بأعين مبتسمة.
-علي الذهاب إلى المرحاض.
نبست وقد عادت تشعر بالتشوش والغثيان.
استقامت مغلقةً عينيها وهي تمسك رأسها بألم.
أردف بقلق وهو يكتنف وجهها بكفيه:
-فلنذهب للطبيب،أنتِ لستِ على ما يرام.
نفت سريعاً:
-كلا..
عقد حاجبيه باستغراب،لتكمل بهدوء:
-سوف أصبح بخير،فقط علي الذهاب للمرحاض.
نهضت من مضجعها ثم دلفت إلى المرحاض وهو يترقبها بقلق.
...
أمسكت بمعدتها ودموعها تنهمر ألماً بعدما أفرغت ما بمعدتها وتفاجأت من قيئها المصحوب بالدماء.
تسارعت نبضات قلبها بخوف وهي تحدق بالدماء التي تناثرت بالحوض.
نفت برأسها مراراً وتكراراً متمتمةً:
-كلا،ليس هذا.
شدت على شعرها باكيةً بصمت وهي تكتم شهاقتها بوضع يدها فوق فمها.
جثت على ركبتها وقد بدأت تشعر وكأن الكابوس الذي عاشته قد عاد لها مجدداً،لكن هذه المرة دون رجعة.
..
طرق على الباب خفقات متتالية قائلاً بقلق:
-سوجين،هل أنتِ بخير؟
نبست بنبرة مهزوزة:
-أ...أنا كذلك،لا تقلق.
-حسنًا،فلتفتحي هذا الباب.
-أنا بخير جيمين،سوف أخرج بعد قليل.
نبس بتهكمية:
-سوجين،افتحي هذا الباب!!
دفعت جسدها بصعوبة لتتمكن من الوقوف وهي تسند بيديها على طرف الحوض.
-سوجين!!
-قادمة.
مسحت بالماء على وجهها ودموعها لا تتوقف عن الانهمار.
قامت بتنشيف وجهها ثم تنهدت بعمق وهي تحاول رسم ابتسامة وديعة على شفتيها لكن محاولتها أبت بالفشل.
..
فتحت الباب بهدوء،لتقابل وجهه الذي تجهم فور رؤيتها بهذه الحالة.
استطردت:
-أنا بخير،سوف أخلد للنوم فقط.
نبست وهي تتهيأ للرحيل،لكنه جذبها من يدها وهو ينظر إلى عينيها الذابلتين من البكاء.
-لمَ تبكين؟
صمتت وهما يتبادلان نظرات واجمة،ليردف بنفاذ صبر:
-أجيبيني واللعنة!،لمَ هذه الدموع تملأ عينيكِ!
-لا شئ جيمين،فقط من ألم رأسي ومعدتي.
زمّ شفتيه بغضب قبل أن يردف بهدوء:
-أتعتقدين أنني سأصدق هذه الترهات؟...
أضاف:
-أتخالين أنني سأصدق أن هذه دموع ألم جسدي؟!،ماذا يحدث سوجين!!
حملقت بالأرض ودموعها تتساقط بغزارة وهي لا يسعها الكلام،ليتنهد ثم عانقها مقبلاً فروة رأسها بحنان،لتغلق عينيها بتعب وهي تبادله العناق.
-لا بأس،فلنتحدث لاحقاً.

《Cancer》Where stories live. Discover now