>ألم<

766 46 7
                                    

همس بصدمة:
-سوجين!
نظرت له بإنكسار قبل أن تستقيم متجهةً نحو الخارج وخلفها جيني ونايون بعدما رأوا ما حدث.
..
-سوجين انتظري!!
هتفت نايون قبل أن توقفها وتردف:
-ربما هذا سوء تفاهم،دعيه يشرح لكِ قبل أن تظلميه.
نبست بتهدج:
-دعيني نايون،أريد الذهاب.
-سوجين،أنتِ لم تتمكني من سماعهما،ربما فعلت هذا عمداً لتدمر علاقتكما.
-أخبرتك أن تدعيني وشأني!!
نبست بغصة قبل أن تتركها وتذهب لكن منعتها تلك اليد التي جذبتها من معصمها لتصبح على مقربة منه لمسافة لا تقل عن ١٠ سنتيمترات.
-دعيني أشرح لكِ قبل أن تتخذي هذا القرار.
نبست بنبرة تشوبها المرارة وقد خانتها جوهراتها:
-لقد ظننتك غير جميع الرجال،لكن اتضح لي أنك لم تكن تفعل شئ سوى قضاء بضع الوقت برفقة...
أكملت بنبرة ساخرة:
-فتاة مريضة سوف تذهب وترى غيرها،أليس كذلك؟!
-سوجين أ...
قاطعته متمتمة بغصة:
-لقد حطمت قلبي جيمين،وأنا لن أسامحك أبداً...
أكملت في رثاء:
-أنا نادمة على جعلك تعانقني وتقبلني وتحتويني؛نادمة على جعل قلبي يظن أنك شخص جيد...
صرخت بنبرة يشوبها البكاء:
-أنا أكرهك جيمين
-كفى!!!
صرخ بغضب عارم وهو يهزها من كتفيها قبل أن يتنهد بحنق ويردف وهو يحيط وجهها بين كفيه وينظر بمقلتيها الدامعتين:
-أقسم أن الأمر ليس كما رأيت،وأنا لم ولن أتلاعب بك أبداً ،ولقد فعلَت هذا عمداً عندما لاحظَت وجودك،ولو كنت أعلم أن هذا سيحدث لم أكن لآتي حتى،وكل هذا لأنني رفضتها واخترتك أنتِ سوجين!!
أضاف بترجي:
-لا ترهقي قلبي أرجوك،أنا لست مستعد لخسارتك بأي شكلٍ كان.
أغلقت عينيها وهي تبكي بصمت؛ فقلبها يصدق ما يقول لكن عقلها لا يستوعب ما حدث.
ضمها إلى صدره وهو يمسد على ظهرها بحنان قائلاً:
-أنا آسف،وأنا لم أنتظر حتى ودفعتها فوراً،أرجوك لا تبكِ.
نبس قبل أن يقبل عنقها بلطف وقلبه يُعتصر ألماً من صوت بكاءها الذي يقطع نياط قلبه.
فصل العناق وهو يحيط وجهها بين كفيه قائلاً بندم:
-أنا آسف،أقسم أنني لم أتلاعب بكِ حتى، ولم ولن أخونك أبداً.
نظرت له بإنكسار متمتمة بضعف وهي تحاول إبعاد يده:
-دعني أذهب.
-سوجين،لا تفعلي بي هكذا أرجوك.
نبست بتهدج:
-أرجوك أنت....،دعني الآن.
نفى بإنكسار:
-كلا،لن أتركك سوجين،لن أدعك تذهبين هباءً.
أغلقت عينيها بإعياء وهي تشعر بألم حاد يعصف برأسها،ليصرخ بهلع عندما بدأت الدماء تسيل بغزارة من أنفها:
-ماذا بكِ سوجين؟!و ما هذه الدماء واللعنة!!
نظرت له بتشوش وقد أصبحت الرؤية ضبابية لها،وأخر ما سمعته هو صوت صراخه الفزع قبل أن تسقط بين يديه:
-سوجين!!
......
-30 minutes later-
فتحت عينيها ببطء وهي تشعر بيد حنونة تمسد على يدها،لتجيل عينيها في المكان قبل أن تتمتم بخفوت:
-أين أنا؟!
-لا تقلقِ،فكل شئ على ما يرام،وأنتِ هنا بمشفى الجامعة.
نبس بصوته الرخيم وهو ينظر لها بابتسامة مطمئنة،لتردف نايون بحب:
-حمداً لله أنكِ بخير سوجيني،لا تدرين كم أن قلوبنا سقطت معكِ.
ابتسمت بخفة قبل أن تردف بهدوء:
-لقد تذكرت الآن...
أكملت:
-ربما هذا لأنني لم آخذ دواءي فقط.
نبست جيني بتهكمية:
-لمَ سوجين!،ألا تعلمي أهميته؟!!
-أعلم،لكنه نفد مني،ولم أظن أنه سيؤثر بهذا الشكل.
-لا بأس،سوف أجلب لكِ آخر في الحال.
نبس جيمين وهو يمسد على رأسها،لتدير وجهها إلى الجهة الأخر متمتمة بهدوء:
-لا داعي لهذا الآن.
عقد حاجبيه باستغراب قبل أن يردف بتعجب:
-ماذا تقصدين؟!
-هل حدث شئ سوجين؟!
نبست جيني بقلق،لتبتسم بإنكسار متمتمة بغصة:
-سوف أقوم بإجراء العملية غداً،لهذا جئت إلى هنا...لتوديعكم.
نزلت كلماتها كالصاعقة على قلوبهم،ليردف جيمين بعدم تصديق:
-ماذا تقصدين بتوديعكم هاا!؟...
صمتت وهي تبكي بصمت وتنظر إلى الجهة الأخرى حتى لا يرى دموعها،لكنه أدار وجهها إليه متمتمًا بحدة ونظرة ثاقبة:
-ماذا تقصدين واللعنة!!
-كما فهمت!!،هل لها أي معنى آخر؟!!!
صرخت بنبرة يشوبها البكاء،وجيني ونايون تراقبانها بأعين دامعة.
أطالا النظر بأعين بعضهما وقد خيم الوجوم عليهما قبل أن يقطعه بقوله في استهزاء:
- هل تفعلين هذا لتنتقمي لما حدث؟!رائع..أنتِ تجيدي التمثيل بشكل جيد.
نفت برأسها وهي تنظر له بإنكسار وقد امتلأت عيناها بالدموع،لتتمتم بتهدج:
-لقد تدهورت حالتي لدرجة أن نسبة شفاءي 2% فقط،وإما أن أشفى،أو أموت.
اومأ بسخرية وهو ينظر لها بعدم تصديق قبل أن ينهض بقوة لدرجة أنه أسقط مقعده متجهاً إلى الخارج وقد اجتاحته مشاعر مضطربة،لا يُمكن تحديدها..أهي غضب أم سخرية أم حزن أم إنكسار أم خيبة أمل..أم صدمة أم خوف.
-جيمين انتظر!!
هتف كوك وهو يتبعه هو وتشانيول تاركين جيني ونايون تحاولان تهدأة سوجين التي دخلت بهستيرية بكاء.
...
-جيمين،توقف!
أوقفه كوك قائلاً بغضب:
-ما هذا الذي تفعله!،هل بهذا التصرف تساعدها؟!أنت هكذا تزيد الطين بلة.
-ابتعد عني!!
صرخ بغضب عارم وهو يدفعه،ليكمل بحدة وقد ترقرقت الدموع في عينيه:
-أنت لا تشعر بما أشعر به،لذا أسكت لسانك اللعين هذا،أتسمع!!
حاول كوك تهدأته لكنه دفعه بقوة متجهاً إلى سيارته،ليردف تشانيول وهو يربت على كتف كوك:
-دعه،فأنت تعلم جيمين..لا يملك طريقة للتعبير عن حزنه سوى الغضب.
تنهد كوك قائلاً:
-أخشى أنه سيفتعل حادثاً بهذا الشكل.
.....
قبلت جيني رأسها بحنان قبل أن تردف وهي تربت عليها:
-أرجوك اهدئي سوجين،سوف تنجح،أنا واثقة من هذا،واثقة أنكِ لن تفطري قلوبنا عليكِ.
نفت سوجين وسط شهقاتها وهي تبكي بنشيج مسموع:
-لقد حذرته..لقد أخبرته ألا يحبني،لكنه اختار أن يتألم ويؤلمني معه..،أخبرته أنني أتلاشى..لكنه تشبث بي،لقد ألم كلانا.
اقتربت منها نايون التي خانتها دموعها ألماً على مظهر صديقتها،لتعانقها متمتمة بحزن وهي تربت عليها بحنان:
-أرجوك،لا تبكِ سوجيني،أنتِ هكذا تعذبينا.
نبست بتهدج:
-سوف أشتاق لكما.
اجهشت نايون بالبكاء وهي تعانقها قائلةً:
-لا تفعلي هكذا،سوف تنجح العملية،وستعودي إلينا سالمة،وسينمو شعرك الأسود الفحمي مجدداً،أنا واثقة من هذا.
أغلقت عينيها وهي تبكي بحرقة وقد انضمت إليهن جيني وتعانقَ ثلاثتهن في مشهد يُبكي الحجر.
......
-بمكان آخر-
سكنت سيارته أمام منزل قديم،ليترجل من السيارة وعينيه يتطاير منهما شرارة الغضب قبل أن يدلف إلى الداخل عن طريق مفتاح خاص.
...
جلس على الأريكة في هدوء ما قبل العاصفة

《Cancer》Where stories live. Discover now