>عملية<

747 48 9
                                    

دوى صوت ضحكاتها بالمكان وهي تشعر بالحرية أثناء جريه بها،بينما هناك من يتتبعها بعينيه بنظرات تشع حباً جماً.
..
أخذت تُمسد على رأسه وهي تنظر له بحزن بعد وقوفها أرضاً،لتردف بابتسامة منكسرة:
-سوف أشتاق لك صغيري.
صهل بصوت مرتفع،لتقهقه بخفة ثم عانقته مودعةً له قبل أن توجه حديثها إلى حارسهم:
-فلتعتني به رجاءً عم مايكل.
-لا تقلقي آنستي،سوف يكون تحت رعاية تامة هو وغيره من الخيول.
اومأت بابتسامة منكسرة ثم ربتت عليه وتركته وقد ترقرقت الدموع بعينيها.
...
أغلقت باب الحظيرة متنهدةً بعمق قبل أن تلتقي عينيها بخاصته.
ابتسم بإشراق وهو يحمل باقة زهور ذات اللون الأبيض المُحبب إلى قلبها.
قهقهت بخفة ثم اقتربت ووقفت أمامه.
قدم لها باقة الزهور متمتمةً بابتسامة وديعة:
-هذه لأجلك سمو الأميرة..
استنشقت رائحتها ،لتزداد ابتسامتها اتساعاً ثم نبست بابتسامة:
-لكن،كيف علمت أنني أحب اللون الأبيض؟!
حك مؤخرة رأسه ثم تحمحم قائلاً:
-إنه سر،والآن،هل أنتِ مستعدة؟!
اومأت بهدوء،ليشابك يده بخاصتها ثم سار برفقتها إلى أن دلفا إلى ردهة منزلها.
...
ركب كلاً من جيني ونايون والسيد جون سو بسيارة و والدا جيمين بسيارة وسوجين برفقة جيمين.
..
كانت تغلق عينيها وهي تسند رأسها على النافذة غير مدركة ليدها التي ترتجف من مشاعر الخوف والحزن المتراكمة داخل قلبها.
نظر إلى يدها ثم إليها،ليقرب يدها له مقبلاً إياها قبل أن يحكم الإمساك بها.
حدقت به بأعين دامعة وهي تبتسم بإنكسار.
-سوف أكون بإنتظارك،وسأحضر معي كل ما تهواه نفسك.
-أنا محظوظة لامتلاكِ حبيب مثلك جيمينشي.
نبست وهي تنظر له بهيام،تحاول إشباع عينيها منه،فلعلها تكون المرة الأخيرة التي تراه بها.
-وأنا محظوظ لكوني مع أجمل امرأة بهذا الكون.
ابتسمت بإشراق وقد بدأت دموعها تنساب على وجنتيها دون إرادتها.
كفكف دموعها بإبهامه متمتمًا بنبرة مهزوزة:
-أرجوك صغيرتي،لا تبكِ،حسناً؟،سوف يصبح كل شئ على ما يرام.
-أنا فقط...خائفة ألا أراك مجدداً.
نبست بتهدج قبل أن تجهش بالبكاء وصوت شهاقتها المتألمة يتعالى تدريجياً.
أوقف السيارة ثم ضمها إلى صدره مقبلاً فروة رأسها بعمق وشفتيه ترتجفان من محاولة كبح دموعه بصعوبة.
همست بنبرة يشوبها البكاء:
-لا أستطيع تخيل أن قدري سيُحَدد خلال بضع ساعات،وخائفة...خائفة ألا أستيقظ مجدداً،خائفة الأ أراك مجدداً،وأخاف أن تنساني،وتحب أخرى غيري.
فصل العناق وهو يمسك بكلتا كتفيها وينظر لها بعينين صقراوتين ودموعه تتساقط كالشلال نافياً:
-إياك،إياك أن تفكري أنني سأحب غيرك...
أكمل بنبرة مهزوزة:
-أنا لن أستطيع حتى....،لقد استوليت على قلبي وتربعت على عرشه سوجين.
رفع سبابته في تحذير وهو ينظر لها بإنكسار:
-إياك سوجين،إياك أن تفكري بالتخلي عني.
نبست بتهدج:
-ليس بيدي.
عصر على قبضة يده وهو يعض على شفتيه بقوة متسببًا بنزيفها،يحاول عدم الانفجار أمامها،لا يريد أن يُزيد ألمها.
-أرجوك،لا تتألم من أجلي.
همست بضعف قبل أن تعلو بجسدها قليلاً وتعانقه وهي تُمسد على شعره بيدٍ مرتجفة.
ضمها إليه من خصرها أكثر وهو يبكي بصمت.
قبلت جبينه ثم عاودت عناقه ودموعها تنهمر وكأنها تتسابق مع بعضها في سباق خيول.
.....
-10 minutes later-
ترجلت من السيارة وهي تحدق بمبنى المشفى بهدوء،لتشعر بتلك اليد التي تشابكت بخاصتها..مستمتعةً برؤية أجمل ابتسامة تشجيعية على الإطلاق.
أحاط وجهها بين كفيه وهو يحدق برماديتيها:
-لا تخافِ،سوف أكون بإنتظارك،حسناً!
اومأت بغصة قبل أن يقبل جبينها بعمق ويسحبها من يدها برفق إلى داخل المشفى برفقة صديقتيها ووالدها الذين وصلوا معهم.
......
-هل أنتِ مستعدة؟
تساءل الطبيب بابتسامة مطمئنة،لتومئ بهدوء وهي تشد على يده من كثرة خوفها و اضطرابها الذي تشعر به.
-إذاً هيا،فلتأخذك الممرضات لتجهيزك.
نظرت إليهم ،لتجد نايون لا تتوقف دموعها عن الانهمار كالشلال وتستطيع بالفعل رؤية دموع جيني التي تحاول كبحها بصعوبة وإخفاءها بابتسامة وديعة،فلطالما اعتادت على رؤيتها قوية،ووالدها الذي ينظر لها بابتسامة تشجيعية لها،لكنها تستطيع الشعور بكم الألم الهائل الذي يحمله داخل قلبه ويخفيه بتلك الابتسامة التي لطالما أمدتها بالقوة طوال عمرها.
اقتربت من جيني ونايون وهي تبتسم بإنكسار وسط دموعها قبل أن تعانق كلتاهما للمرة الأخيرة.
-أرجوك سوجيني،تحلي بالقوة من أجلنا،أرجوك.
-سأحاول نايون،سأحاول.
فصلت العناق ثم نبست بإمتنان:
-ربما لم أرزق بإخوة،لكنكما كنتما بمثابة شقيقتاي،أنا حقاً محظوظة لامتلاكِ صديقتين مثلكما،وسأفتقدكما حقاً.
نفت جيني بغصة:
-لن تفتقدينا،بل سوف تخرجين لنا سالمة وسوف تملي منا.
ابتسمت بألم ثم عانقتها وهي تتمتم:
-لطالما كنتِ الأقوى على الإطلاق،وأريدك أن تظلي بتلك القوة،فهناك من يستمد قوته منك.
-لكنني ضعيفة بدونك سوجين.
-إذاً تذكريني دائماً،وكوني قوية لأجلي...
أكملت بضعف:
-ومن يعلم،ربما أستيقظ مجدداً،وينتهي هذا الكابوس.
..
وقفت أمام والدها وهي تشيعه بنظرات الحب والإمتنان،ثم أردفت:
-شكراً لكونك أبي سيد جون سو،أنا لن أنس أبداً ما فعلته لأجلي...
أكملت بغصة:
-أنا حقاً أحبك.
-صغيرتي.
عانقها مقبلاً رأسها بحزن وهو يربت عليها بحنان قائلاً:
-وأنا ممتن لكونك ابنتي،ولن أنس كونك جلبتِ السعادة معك يوم ولادتك وأنرت حياتي.
شدت على عناقه وهي تدفن وجهها بحضنه وتبكي بصمت كما كانت تفعل وهي طفلة،عندما تتأذى،تعود إليه باكية ليأخذها بعناقه ويطمئنها أن كل شئ سيصبح على ما يرام.
..
نظرت إلى السيدة هيسو بإمتنان ثم أردفت:
- كنتِ بمثابة أمي الثانية سيدة هيسو،وأنا لن أنس ابداً كم الدفء الذي جعلتيني أشعر به،لقد جعلتيني أشعر بحنان الأم في كل شئ،في لمساتك الحنونة لي،في تعبك أثناء إعدادك لشئ أحبه،في نظراتك وابتسامتك الدافئة لي...
أكملت في رثاء:
-أنا حقاً ممتنة لكِ.
ضمتها السيدة هيسو إليها وهي تربت عليها بحنان قائلةً بنبرة باكية:
-سوف أكون بإنتظارك،حتى نفتتح مخبز الحلوى كما اتفقنا،همم؟
اومأت سوجين ثم فصلت العناق وانحنت لها وللسيد تشون بإمتنان قبل أن تقع عينيها على مالك قلبها الذي فَطَره ألماً فور رؤيته بهذه الحالة.

《Cancer》Where stories live. Discover now