4-رفيق الباب المجاور

5.9K 509 110
                                    

مرحباً تايهيونغ..صديقي

تعجبتُ فتحي لعيناي في منزلي من جديد،كنت مستعداً لفتحها في الجنة او في الجحيمِ مثلاً ،ولكن على ما يبدو ان اليوم ليس يومي..

رمشت بعيناي عدة مرات احاول استيعاب ما حل بي وحتى تذكر ما هو اسمي قبل ان يطرأ اول شيءعلى بالي،وهو غيابك حتى الان..

برقت عيناي بحزن فاق التعب الذي يسكنها قبل ان التفت الى الصوت المألوف لقلبي يسألني
"بماذا تشعر صغيري؟"
تسلل الدفئ الذي في صوتها الى قلبي يغلفه برقة طاغية لابتسم بهوان روحي لها كوني لم استطيع الرد لشدة ارهاقي ،وقد حاولتُ النهوض الا انها لم تسمح ابداً بذلك ومنعتني قائلة وهي تؤنبني بصوتها الحنون
"لقد اُصِبت بنزلة بردٍ ولم تُشفى بعد،هل تعلم كم اخفتني حين لم تُجب على طرقي المستمر لبابك؟؟"

جعدت حاجباي اسألها بصوتي المتحشرج بفعل المرض عن الذي حدث لتُجيب بعد ان تنهدت واعادت بضهرها المقوس بفعل كِبر سِنها تستند على المقعد خلفها

"لقد رأيتك من الشرفة وانت تقف امام صندوق البريد بجسدك المرتجف وقد اعددت الحساء مسبقاً لعلمي كم انه سيفيدك بهذا البرد القارص ،وعند سماعي اغلاقك للباب توجهت اليه اطرقه لاعطائك اياه ولكنك لم تُجيب على طرقي كما لم تفعل عادة مما جعل قلبي ينقبض خوفاً من ان مكروهاً قد حل بِك"

نظرتُ اليها بودٍ وحُزن لم استطع فهم سببه قبل ان تُكمل قائلة
"وذهبتُ ركضاً الى جارنا اخبره وسريعاً ما ركض اليك وكسر قفل الباب لنجدك واقعاً وسط غرفة المعيشة مغشياً عليك،ومن بعدها اعتنيتُ بك جيداً مقابل ان لا تجعلنا ندفع ثمن تصليح قفل الباب الذي كسرناه"
قهقهت ممازحة في نهاية حديثها وهي تُطبطب على صدري لتخرج مني ضحكة خافتة في المقابل لعذوبة ضحكاتها العتيقة

وهناك سؤالٌ يربكني يا تايهيونغ،كيف لشخصٍ غريب ان يكون بهذا القرب،بينما الذي ظنناه يوماً قريباً لا نجده وقت حاجتنا له ولا بأي زاوية من زواية المكان؟

خرجتُ من شرودي البائس متنهداً لاقول بشيءٍ من الامتنان والحُب لها
"شكراً لانقاذك حياتي"
نمت ابتسامة معاتبة على شفتيها وهي تقول بصوتٍ لم يخفى عليّ حُرنُه
"جونغكوك عزيزي،لقد عوضني الله بك عن ابني الذي هجرني،لن افرط بك ابداً"

نظرتُ اليها مُطولاً دون النبس بحرف واكتفيتُ باغماضي لعيناي محاولاً جمع نفسي لاستطيع في صباح اليوم التالي الذهاب للبريد بعد كتابة شيئاً لك

هل الهجر سهلاً لتلك الدرجة تايهيونغ؟
لما الجميع يغادر هل في الفرار راحة؟
ام اننا نحنُ مُتعِبون لدرجة انكم لا تستطيعون الاستمرار بالعيش معنا؟

لا اعلمُ الجوابَ على هذا السؤال،ولكن ما اعلمه ان قدري انا وجارتي المُسنة مُتشابه ، كلانا تم هجرنا من قبل اقرب الناس الينا
لا اعلم ان كانت هي تنتظر عودة ولدها ام انها يئست من عودته
ولكن ما اعلمه انني لن أيأس انتظارك،وسأنتظرك دائماً ايه الرفيق الذي اجهلُ اين تقعُ دياره

سأنتظرك حتى تشرق الشمسُ من مغربها.

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاWhere stories live. Discover now