12-البصارة والفتاةُ الصهباء

3.6K 353 370
                                    

مرحباً لِصديقي الغائب منذُ ستةِ أعوامٍ وإحدى عشر شهراً وثمانِ أيامٍ وخمسِ ساعات وسبعةَ عشر دقيقة
سامِحني لخيانتي إياك.

أعتذرُ لعدم رسمي إياك في لوحتي الأخيرة تايهيونغ
أعلمُ أن هذا رُبما يُزعجك
على الرغم من أنك لا تعرفُ بأمر اللوحات أساساً..

المهمُ أن عُذري هو أنني اردتُ حقاً أن اُهدي روح سمكتي هديةً لصمودها لأجلي طوال تلك السنين وكان رسمي لها هو اقلُ ما اُقدمه إليها

ان هذهِ عادتٌ بي لا استطيعُ تغيير خِصالِها ، ان احببتُ أحداً ، رَسمتُه.

وهناك امرٌ يجولُ في بالي ياصديق ويسبب لي الارق منذُ ليالٍ مَضت
صديقتي لم تستطع الصُمود والإستماعُ لأحزاني
كيف تراني أصمُدُ تايهيونغ والحُزنُ في قلبي انا؟

جالسٌ على اريكتي احدقُ بساعةِ السقف وكُل ما يكسوني هو السواد ، اشعلتُ الشُموع في ارجاء غُرفة المعيشة ، وقبرُ سمكتي يرتَكِزُ امامي باللوحة التي تضمُ هيئتها مُعلقةً على الحائطِ فوقها

جعدتُ حاجباي بإستغرابٍ وأشحتُ عيناي عن الساعة أُحدقُ بالباب إذ سمعتُ طرقاً خفيفاً عليه
إنه وقتُ الظهيرة والعمةُ ايليت لا تزورني في هذا الوقت عادةً كونها مُنشغلةً بأعمال الخياطة التي تسرقها حتى أطرافِ المساء

وقفتُ أخطو نحو البابِ كي اُصمِت فضولي ، وفي كُل خطوةٍ تحطُ على الارض كان يصدرُ صوتَ طرقٍ على الباب

امسكتُ بالمقبضِ البارد أُديره ولازال التساؤل يُفرشُ على وجهي

وحين فتحتهُ ورأيتُ من يكونُ خلفهُ إزدادت عُقدةُ حاجباي استغراباً وتساؤلاً
اذ رأيتُ مُسنةً بوجهٍ بشوش تقفُ عند بابي وبرفقتها فتاةٌ شابة بشعرٍ احمر وبشرةٍ بيضاء ينثرُ على معالمها النمش بشكلٍ بديعٍ يسلِبُ الانفاس،وهُناك شامةٌ صغيرة تملكها على وجنتها اليمنى تزيدها جمالاً وفتنة

"مرحباً!"
كان هذا نداء المُسنة الذي اخرجني من شرودي في من يكونان عوضاً عن سؤالهما بذلك
"اهلاً؟"
اجبتُ بترددٍ انظرُ بينهما لتقول المُسنة تسألني
"هل لنا بالدخول بني؟"
صُدمتُ داخلياً لطلبها ولكنني لم اوضح ذلك وسريعاً اجبتُ اشير لهما للدخول
"بالطبع..تفضلا بالدخول"
دخلتا بالفعل يجلسان على احدى الارائك ومعالم الاستغراب من شكل غرفة المعيشة تتجول على وجهيهما
سريعاً ذهبتُ اشعلُ الانوار وانا اتنحنح خجلاً كونّي كُنتُ أطفأه لاجل مراسم الحداد خاصتي التي اُفسِدت..

"اعذراني للحظة"
قلتُ مُتلبكاً وانا اُزيدُ المدفئة حَطباً لاجلِهما فالغُرفةُ باردة
وهذه عادةٌ اخرى لا استطيعُ تغيير خِصالها ، ان اهتم بالاخرين اكثر من الاهتمامِ بذاتي

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن