24-عِناق

3K 299 173
                                    

مَرحباً ، لِما الحُب يجعَلُنا نتنازلُ عن مبادِئنا ونتنصلُ من الإيفاءِ بالوعود التي قطعناها على ذواتِنا؟

مشيتُ غاضِباً بعد انتِهاء الدوام المدرسي نحو المَكتبة لاهُم بالدراسة لذاك الامتحان ، بعد تجاهلي المستمر بالنظر اليك بعد ما أحدَثته ، وفي كُلِ مرةٍ نظرتُ لك بها دون عمدٍ وجدتُك تنظر الي رافِعاً لي أحد حاجبيك ليزداد غضبي

وتظُنني سآتي إليك طالباً منك المساعدة!!! ، كلا ولا وألفٌ مِن اللا

دخلت المكتبة بهدوء حاملاً كتابي بيدي وإذ بها خالية من أي أحد ، فالجميع الآن يأخذُ قيلولته التي حُرِمتُ منها بِسببك

عبستُ مُتذَكِراً هذا ،ومن ثَم زفرتُ انفاسي محاولاً عدم التفكير في الامر والتركيز على ما هو أهمُ مِن النومِ الان

جلستُ على أحد المقاعد واضِعاً كِتابي أمامي ، وتنهدتُ مُغمضاً عيناي استجمعُ طاقتي واُشجِعُ نفسي للدراسة ، وعِند فتحي للِكتاب لأبدأ بدرسي
صَدح صوتٌ غاضِب من أحد زواية المكتبةِ وهو يقول

"الا لعنةُ الالهِ تَحُطُ عليك ايه المعتوه الاخرق!!!!!!!"

وأظُنُ أنكم قد حزرتُم لِمن ينتمي هذا الصوت ، كما عرفتُهُ فور سماعي له

أقفلتُ كِتابي من جديد ووقفتُ عاقِداً حاجباي باستياءٍ ماشياً في السيب لأرى من يُحادث وأُخبره أن يصمت ، وقد صدحَ صوتُهُ من جديدٍ صارِخاً

"هل هذا هو تبريرك لِما فَعلت !!!!! لتحشرهُ في......"
ولَكِنهُ صمت فور رؤيتي ولم يُكمل ، وحَمداً لله أنهُ لم يفعل

نظرت الي مُتفاجِئاً ونظرتُ اليك مُنزَعِجاً
ثواني مرت لتعقِد حاجبيك قائِلاً
"مالذي تفعلهُ هُنا؟"
كتفتُ يداي ناظراً حولك بتعجُبٍ ولا أحد معك في الجوار لاسترسِل سائِلاً 
"مَن كُنت تُحادِث ، هل لديكَ صَديقٌ مِن الجِن ياتُرى؟"

شخرت بِسُخريةٍ من قولي تُعيدُ ضهرك الى الخلف تستنِد على الكرسي لِتُجيب
"الا ترى مافي يدي؟ أنا أقرأُ إحدى الروايات...وقد أخرجتني انسجامي بها!!"

مسحتُ على وجهي غيرَ مُصدقٍ لاُجيب
"بحقك! وهل الامر يستحق ان يصدح صوتك هكذا في ارجاء المكتبة ،الا تقرأ القوانين التي عُلِقت على الباب!! ، عليك التحدث بالهمسِ فقط!"

رفعت كتفيك قائِلاً باستفزازٍ شديد
"هذا يُفَسِرُ خِلو المكتبة من أي احد ، لقد مضى وقتٌ طويل لا أحد يزورها بسبب انفعالي وشتمي للجميع في بعض الاحيان ، حتى أن مسؤول المكتبة لم يعد يبقى بها فقط بعد خروجي منها يعود ليُرتِب ما أحدثتُه من فوضى هنا ، لذا لا داعي لالتزامي بتلك القوانين الغبية...بالمناسبة..لم تقل مالذي تفعله انتَ هنا؟"

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاWhere stories live. Discover now