23-لأنَك أحببتني

2.8K 288 90
                                    


مَرحباً،أشعُرُ وكأنني لحنٌ حزين ، كأولِ لحنٍ يسمعهُ عاشِقٌ بعد فَقدِه من يُحب .

3-ان نجول كل شوارع باريس معاً ونحن نستمعُ الى الموسيقى الصاخبة
كانت هذِهِ اُمنيتي الثالثة تايهيونغ ،اُمنيتي التي رأَيتَها شيئاً كبيراً يصعُب عليك تحقيقه ، او أنَك تحسفتَ عليّ ذلك

هَل تتذكر كَم مِن مرةٍ رجوتك بِها؟
وكَم من مرةٍ طرقتُ بابك المُغلق أدعوك لنتجول خارجاً ، وفي كُلِ مرةٍ كان ردك أنك تشعر بأن لا رغبة لك في ذلك الان
وفي كثير من الاحيان لم ترد عليّ أساساً

ولكنني ظللتُ أنتظرك وأُخبر نفسي بأنهُ لا بأس في ذلك ، فأنتَ موجودٌ هُنا ويمكننا أن نخرُج في أي وقتٍ آخر ، ولكنني أشعرُ بالبأسِ الان ،فأنت لم تعُد موجوداً ، لا هُنا ، ولا بالجوار ، ولا على أي عَتبةٍ مِن هذه الديار

أحمِلُ كيس أدويتي بيدي الحريقة وانا أمشي على هذا الرصيف مُدخِلاً يدي الاخرى في جيب مِعطفي الاسود لالتقِط مُشغل الموسيقى الذي وضعتهُ بهِ مُسبقاً
الا أنهُ لم يكُن هناك سوى بخاخ الربو خاصتي عقدتُ حاجباي عاضاً على شفتي بتركيزٍ في بحثي ، وتنهدتُ براحةٍ حين وجدتُهُ في جيبي الاخر
وضعتُ سماعاتي في اذناي وقمتُ بتشغيلِ الموسيقى بِرجفة يداي نسبةً لارتجاف روحي ومِن ثَم دسيتُه في جيبي من جديد

وأغمضتُ عيناي بهدوءٍ وانا امشي الى المجهول رِفقة الموسيقى التي تُبعثر كياني تاركةً خطواتي تمشي بِثبات تامْ

الثلوجُ تتساقط بِرقة على شوارع باريس التي لمراتٍ ومرات رأيتُنا نجولها ضاحكين رُغم ان لا غيري يقفُ عليها عابِساً حزين

الناسُ تمشي بسلامٍ وتتجاوزني بِكُلِ هِدوء وكأنني اللاشيء
كما أنت تجاوزتني بِكُل صلابةِ قلب

الجوُ بارِدٌ وكئيب كما كان دائِماً حتى في أيام الصيف
فَجميع الايامِ في غيابك باردةٌ لا ترأفُ بي

ماعدتُ ارى شيئاً او شخصاً حولي بعد ان أغمضتُ عيناي قاصِداً المجهول
لِتبدأ بعدها هذهِ الاُغنية ، التي غَرِقتُ بها وبِكلِماتِها ، وكأن من كتبها كان يرى حياتي من بعيد فاستمد الالهام مِنها ،
او أنّهُ شخصٌ حزينٌ كإياي ،كان لهُ من يُحِبُه ثُم اختفى بِليلةٍ وضُحاها
فـ لستُ الوحيد من تم هجرهُ في هذا الكون

"من اجل كل تلك الاوقات التي وقفت فيها بجانبي"

"من اجل كل الحقيقة التي جعلتني ابصرها"

"من اجل كل الفرح الذي أحدَثتَهُ في حياتي"

"من اجل الأخطاء التي صَححتها"

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن