31-كاذِب

2.8K 337 341
                                    

ڤوت/كومنت

لا سلامً على هذهِ الذكريات التي قَصدت طريقِ فؤادي
فَفي داخلي يكمُنُ شعورٌ مُغايرٌ تِجاهها ولم أعتدِ الكذِب في مشاعري..
كـ أحدهم!

جالِساً بِروحي الصَدِئة استمِعُ الى حديث طبيبي ، انظُر في الفراغ بِبهوتٍ وخِذلان ، لا استوعِبُ شيئاً مما يحدث ، ولا اظُنني سأفعل

"هَل كَتبت لهُ رِسالةً اخيرة كما طلبتُ مِنك؟"

سأل طبيبي ، فرفعتُ عيناي الذابِلة اليه ، وهمهمتُ له مُعيداً انظاري الى الفراغ

"وهل شعرت بأي تحسُنٍ في داخِلك عند كتابتك لها؟"

ادمعت عيناي بِخفةٍ لاقول والغصةُ تتشبثُ في صوتي اللذي زُين بأصنافٍ مِن التعبِ والهوان
"وكيف ذلك؟ عن أي تحسُنٍ تتكلم وكُل ما كتبتهُ كان شيئاً يُعاكس ما أشعرُ به؟
لقد كتبت ورجفةُ قلبي تنسلُ الى يدي تُحاولُ منعي عن الكِتابة..
الامرَ لا يُجدي نفعاً ايه الطبيب..أشعرُ انني اكرهه ولكنني احبه
وكيف ذلك قل لي بربك؟وما هذا الشعور الذي يسكنني؟
انا مريضٌ وايقنُ هذا..لِتُعالجني..لِتدُلني فأنا تائه!"

سالت بعضُ الدموع على وجنتاي فتنهدتُ بِقلة حيلة امسحها مُكملاً والسوء على حالي في قلبي أضمُره
"كُل ما افعله هو البكاء باستمرار كطفلٍ في الخامِسة يال حماقتي..
هل تتخيل أنني بقيتُ في المنزل لايام خوفاً من ان اخرُج فألتقي بهِ صدفة؟
بعد أن كُنتُ أموتُ وأحيى بغية رؤيته!
وفي الاوقات اللتي اُجبِرتُ فيها على الخروج كُنتُ انزِعُ نضارتي واضِعاً إياها في جيب مِعطفي كي لا اُميز الوجوه ولا اراه إن كان امامي..
أخشى رؤيته فيرق قلبي..وانسى سوئهُ راكِضاً اليه
لا أرغبُ بشيءٍ كهذا..اُريد انتزاعه مِن روحي واُلقيه في ديارٍ لا اعرِفها كي لا أعود يوماً باحِثاً عنه لِكِبرِ شوقي..إنهُ لا يستحِق!"

تنهد الطبيبُ مُتحدِثاً بِأُمُور علمية تخصُ حالتي وهو يكتِبُ شيئاً ما على الورقِ امامه
"سيد جونغكوك...لَقد أخبرتُك مُسبقاً ان تعلُقك بِصديقك تايهيونغ ما كان إلا ناتِج الفراغ اللذي استحوذ عليك بعد فُقدانك لوالديك..
لقد فقدت اكثر من تُحِبُهما في الحياة..دخلت عالماً لا يُشابِهُ سابِق عالمك
تعرضتَ للتنمُر من الفتية وللنبذ من بعض المُعلمين لِدرجة أنك قد حاولت الفِرار إحدى المرات!

وحين مُدت لك يد العون بعد كُل تلك الايادي التي دفعتك بعيداً ، وابتسمت لك شِفاهٌ بعد كُلِ الشفاه التي كشرت في وجهك ، ونظرت لك عينان على انك شخصٌ يستحقُ الحُبَ بعد كُل النظرات الحاقِدة..
هُنا قد تمسكت بِصاحِبها وتشبثت بهِ وكأنهُ كُلُ العالمين!
العُقد النفسية اللتي بدأت بالتعقُدِ أكثر تجعلك مُتعلِقاً فيهِ بشكلٍ أكبر كُلما رأيتَ مِنهُ شيئاً حَسَن وإن كان بحجم الاُصبع تحفظها انت في ذاكرتك وتظلُ ممنوناً لهُ الى أمدٍ طويل!

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاWhere stories live. Discover now