39-ثَمِل

3.8K 278 481
                                    

البارت اهداء لشخص زعلته بدون قصد مني.

-

بَعد أن ناديتُ حتى جف حلقي
وكتبتُ حتى جف قلمي
وانتظرتُ حتى جف قلبي
وبكيتُ حتى جف دمعي
ما فائدة حصولي على ما افنيتُ لخاطرهِ عُمري؟

ما معنى وقوفك الآن أمامي؟
عيناك تحاورُ عيناي بهدوءٍ وَصل حَد الصمت
حَد البرد
حَد الارتجاف
حوارٌ حزينٌ وخافت كضوء القمر في ليلةٍ حالكة السواد
ولكن ما من داعٍ للحُزنِ ياقمري فالحزنُ بات ذا طرازٍ قديم..

اوما نلنا من الحُزنِ ما يكفينا؟
سنيناً عبرناها كمن يسيرُ على طريقٍ شائك
الا نستحقُ يوماً فيه من الراحةِ ما يرضينا؟

ظَنك بأني حزينٌ لهجراك اياي طوال تلك الأعوامِ الفائتة
وكُل مافي الامر أنني مَللتُ الشعور
الشعور بالحزن..بالوحدة..بالشوق..بالخوف..
كانت مشاعرَ يرتديها قلبي كُل يومٍ حَتى مَلّها
فألقاها على رصيفٍ مهترئ كحال شعوره

وحتى لهفة اللقاء قَد انجلت من خاطري وولت مع الايام التي غادرتني
فالوقتُ قادر على ان يغير الكثير ،كالناس والمشاعر والظنون

يُغير الناس فما نعودُ نعرفهم،ملامحهم،اصواتهم،رائحة عطرهم
يغير المشاعر فما نعودُ نألفها،باهتة،باردة،مُنطفئة
ويُغير الظنون فما نعودُ نُدركها،خائبة،شائبة،ومُنكسرة

وبعد ان كنتُ اتلهفُ لمرورِ طيفك في دياري..
اراك تقفُ اليوم قبالتي واشتهي مُغادرتك
من كان يظنُ ان لقائنا سيكونُ على نحوٍ كهذا؟
تطلبُ عناقاً ف اراهُ كثيراً عليك..من كان يظنُ هَذا يا خيبتي العذبة؟

في سنواتنا القديمة التي باتت تتلاشى من ذهني بَعد عناءٍ استنزفَ روحاً من روحي
كنتُ دائماً من يمد يديه اليك..وكنت انت من ترفضها
وحين اعانقك عنوةً..ماكُنتَ تردُ عناقي..
وها قد جاء اليوم الذي ارفضُ انا فيهِ معانقتك..
دُنيانا عادلة يارفيقي القديم اولستُ على حق؟

لاجل صداقتك اعطيتُ عُمري
اعطيتُ وقتي واحلامي والكثيرَ مني
فسلبتني ما سلبتني
عافية..عُمراً وقلباً
وكنتُ راضياً لا ابوحُ او اتذمر لظني اياك تستحق..ايالخيبات ظنوني

مالذي اعادك؟مالذي القاك في ديارٍ انا فيها؟
لما عُدت بَعد ادراكي لحقيقتك..بعد فوات الاوان؟
لما لم تسبق الوقت وتُدثر عني قُبح أفعالك كما كُنتَ تفعل
لما لم تعد وتكمل كذبك قبل ان ينكشف فيسلبَ كُل احلامي!!

بداخلي شعور لا اُجيدُ تأويله
وغضبٌ راكد لأوانٍ لا أعلمه
الا انهُ يجعلُ من جدران قلبي تتصدّع

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاWhere stories live. Discover now