10-هدية مرفوضة

3.6K 370 208
                                    

مرحباً ، يداي ترتجفُ شوقاً ،امسِك بِها.

جالسٌ وسط غُرفة الرسم الخاصةُ بي بلوحةٍ بيضاء امامي
والكثير من اللوحات المعلقة حولي
وجميعها تحمِلُ وجهك..

بدأتُ بالتعافي من الحُمى الا ان الشوق اضرمَ قلبي والقى بي امام لوحتي والواني اُعيدُ رَسم ملامحك مِراراً وتكراراً دون ان اجرؤ على الملل من ما يحمله وجهك من ملامح بهية

قوستُ شفتاي بتفكُرٍ عاقِداً حاجباي ومتسائلاً كيف ستكونُ لوحةُ اليوم
لتسقط الفرشاة من يدي فجأة تزامناً مع صوتُ الرعد الذي افزعني مُخرجاً اياي من تفكيري ومُعيداً اياي
تِسع سنينَ الى الوراء..

جالساً في درس الرياضيات المُمل ارسُم خطوطاً عشوائيةً على الورقة امامي وحائراً كيف سأقومُ بِشُكرك لما فعلتَه البارحة لي

استرقُ النظر اليك بين الفينة والاخرى ولا يفصلُ بيننا سوى بضعاً من المقاعد
تجلسُ بجانب النافذة التي تُظهر لنا ان الجو غائماً ومنذراً على هطول الامطار
تعضُ على قلمك بحيرةٍ للمسئلة التي طرحها استاذُ الرياضيات
والتي لا ادري حتى ما كُتب فيها
شعرك الذهبي المجعد متناثراً على جبهتك يخفي عقدة حاجبيك خلفه

كان منظراً مُلهِماً لـِ شخصٍ مُحبٍ للرسم مِثلي
ولـِشخصٍ محبٍ للجمالِ مِثلي ايضاً..

ابتسمتُ بوسعٍ حين خطرت لي طريقة رائعة اشكرك بها ،ان ارسمك!
وتخيلتُ كم انها ستنال اعجابك وانك ستقومُ بالاحتفتظ بها باجملِ اطارٍ على الطاولة قرب سريرك..

لذا شرعتُ باخراج ورقةٍ بيضاء وقلم رصاص وسندتُ قدماي على الطاولة امامي اسندُ دفتري على رُكبتاي واسترِقُ النظر اليك بين الفينة والاخرى ارسِمُ جانِبك بكل دقة
وعِندما كُنتُ سأقوم بوضع آخِر اللمسات افزعني صوتُ مُدرس الرياضيات يسألني
"هل ما اقوم بشرحهُ يُكتبُ على وجهِ تايهيونغ ياتُرى؟"

وسقط قلبي في معدتي حين تلاقت عيناي بخاصتك وسريعاً خبأتُ رسمتي في كتابي وانا اتلكئُ محاولاً التبرير للمعلم
"انني..انهُ..مُعلمي انا..لقد كُنتُ مُنصتاً اليك.."
همهم بهدوء يهز رأسَهُ وكتف يديه يستندُ على اللوح قائلاً
"قُم بإعادة ما شرحتُه قبل قليلٍ اذاً"

ليتجمد الدمُ في عروقي واشعر انني في مأزقٍ حقيقي،عم الصمتُ طويلاً سوى من نظرات الجميع المنتظرة نحوي

"انا آسف"
قلتُ مُنزلاً وجهي الى الارضِ واحكُ باطن يدي بتوتر
توسعت عيناي وفُتحت على مصراعيها والصدمة تلبست وجهي اذ كان المُعلم يقفُ بجانبي بعد ان كان عِند اللوح وسريعاً ماقام بسحب كتابي من على الطاولة قائلا

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang