22-مُقلتاي

3K 307 196
                                    

الڤوت والكومنت يا رفاق 3>.

اهلاً تايهيونغ ، إن الأمر بات صعباً يا رفيقي ، الجميعُ يراني مريضاً نَفسياً وعليّ بالعلاج ، وما مرضي وسبب علّتي سوى فرقاك ،اولا تُشفيني؟

اليومَ هو يومُ الاربعاء ، اليوم المشؤوم بالنسبة لي كونه يضمُ حصتين من مادة الرياضيات ، الهي كم اكرهها وكم اكره مُدرسيها ، واليوم انا مُجبرٌ على أن أرى ذالك الرأس المُستطيل ثمانون دقيقة على التوالي ، الهي لتكُن في عوني

استيقظتُ مِن نومي على تصفيق إحدى المُربيات تُنبهنا على أنهُ انتهى وقت النوم
ولا أكذب في قولي اذا اخبرتكم ان الدموع الوهمية اجتمعت في عيناي رغبةً في ان اخلد للنوم مجدداً فأنا لم آخُذ كِفايتي بسبب ما حدث مساء البارحة من أحداث كثيرة
وما من الممكن ان يكونُ أسوأ من أن يكون لديك
حصتين من الرياضيات وأنت نَعِسٌ مُتعب؟

نظرتُ الى وِسادتي بتحسُرٍ اُودعها الى حين الظهيرة ونهضتُ بشفاهٍ عابسة اُرتِب فوضى سريري بِنصفِ عين ، ولكن دَب النشاطُ بي حين وقعت عيناي عليك وكُنت قد أنهيت ترتيب سريرك وزيادةً على ذلك ذاهباً لتغيير ملابسك

وقد استغربتُ نشاطك هذا ونحنُ لم ننم إلا فَجراً وكم حسدتك عليه وقتها

وتذكرتُ أنهُ لا يجِبُ أن أتأخر على درس الرياضيات بالذات ، وسرقتُ النشاط من العدم ، ورُحتُ اُفرش أسناني بيد وبيدي الاخرى أُسرح شعري بأصابعي
وارتديتُ قميصي أبيض اللون مع بنطالي الذي يصلُ الى رُكبتاي وحملتُ ربطة العُنُقِ في يدي مُنتشلاً حقيبتي بالاخرى وخرجتُ ركضاً بعد أن ارتديتُ حذائي على عجلة

وبُخطى سريعة ركضتُ في ذاك الرواق الذي يؤدي الى صفي
لبستُ حقيبتي وسارعتُ في ارتداء ربطة عنقي بشكل عشوائي
ولمحت عيناي اُستاذُ الرياضيات من آخر الرواق ، ليجفل قلبي

زِدتُ في ركضي بغية أن أصِل قبله ، وتهيئ لي أنهُ زاد في سرعة خطواته
أوَيُريدُ افتعال المشاكل ياتُرى؟
وكي لا أسمح لهُ بذلك زدتُ من سرعة خطواتي وأنا أنظرُ في وجهه الذي يحملُ ابتسامةً جانبية خبيثة
ومتى يبتسِمُ مُعلم الرياضيات من غيرِ أن يكن الخبث لأحدهم؟

اقتربتُ من صفي وهو كذلك وسريعاً ما دخلتُ اليه قبله
لأرفع قبضتي بانتصارٍ مُقهقهاً وأنا أصرخ
"أنا من فاز!!"
وعم الهدوء بالجميع ينظرُ نحوي بنظرات عَدم فِهم و تداركتُ نفسي مُنزِلاً رأسي خَجِلاً لامشي نحو مقعدي بهدوءٍ سامعاً صوت دخول المُعلم الى الفصل

"صباحُ الخير يا اولاد"
أيُ خيرٍ يكون ووجهك في المكان يا اُستاذي؟
هذا ما قالهُ قلبي الذي تستر عليه لساني بالرد قائلاً مع باقي الفتية
"صباحُ الخير اُستاذُنا"

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن