37-عَتيقُ ليلانا

2.9K 271 289
                                    

انقضت ليالينا حُلوةً بَعد ذالك اليوم الذي مُذ مَطلع فجرهِ وحتى آخرِ أنفاس ليلهِ كان برفقتهِ نسير بخطواتنا في شوارع باريس الندية تاركين بصمةً على كُلِ رصيفٍ منها ، وذِكرى لطيفة في قلبِ كُلِ واحِدٍ منا

لقد اقمنا في الايام السابقة مسابقة طبخٍ كُنتَ انت من المتنافسين وكنتُ انا من الحُكام،وقد فاز طبقك بلقب افضل طبقٍ من وجهة نظري وإن لم يعجب الحكمُ باقي الحُكام!

أقبلت أيام الشتاء ،أقبلت ثلوجهُ ذات لون القطن الصافي تهطلُ بِرقةٍ فوق كُلِ رُكنٍ من هذهِ البلاد التي جمعتني وإياك في ضروفٍ سيئة واوقاتٍ قاسية على كِلينا

لَم أكُن سَعيداً بِرؤيتي للون الأبيض الذي يُغطي الأرض على مَد البصر
على الرُغمِ مِن أن اللون الأبيض هو لوني المفضل
إلا أنهُ لا يكون كذالك إن خَص الشتاء

فأنا عدو الشتاء الأول ، وأنا كُل الكارهين له
على عكس فؤادك الذي كاد ان يُحلق حولي بسبب رؤيته للثلوج التي اجتمعت على جميع زواية نوافذ الميتم الواسعة

قائِلاً والفرحُ يقطرُ من ثَغرك والنجمُ يبرقُ في ليل عينيك
"تايهيونغ!إنهُ أولُ شتاءٍ يضُمنا"

نظرتُ اليك قليلاً دون قول شيء ومِن بعدها رفعتُ كتفاي بعدم مُبالاةٍ أُجيبُ بنبرةٍ مُتمللة وأنا اُجففُ شعري المُبلل
"إنك تكترثُ لتفاصيلٍ لا داعٍ لها ،لتترك تركيزك بصغائر الأمور هذا سيؤلمُ رأسك لاحقاً"

عبس وجهك ناظِراً إلي بعدم تصديقٍ لقولي مُجيباً
"إن فؤادي مُعلقٌ ويلوح على طارف تلك التفاصيل الصغيرة التي رُبما لا تلفتك ،ولكنها تكون كل شيء بالنسبة لذاتي،كيف تخبرني ان اترك اهتمامي بالتفاصيل وهي التي تُجملُ حياتي وتُعيد خلقها من جديد؟"

همهمتُ لك ارمي المنشفة الصغيرة جنباً وأقول
"سآخذُ قيلولةً الآن عليّ ان ادرس جيداً بعد انتهائها فالامتحاناتُ تدقُ الأبواب"

انسبل كتفيك بحزنٍ قائِلاً وأنت تُميل وجهك بِعبوسٍ طفيف
"تاي!هَل أنتَ جاد؟"

اومأتُ لك دالِفاً الحُجرة الخالية وتبعتني تستمعُ الى جوابي
"انا جاد لم يتبقى على الامتحانات سوى القليل جونغكوك"

صعدتُ سريري مُندساً تحت الغطاء وإذا بك تقول
"لا أقصدُ بشأن هذا ،أعني هل انت جادٌ بأنك ستأخذُ قيلولةً الآن ، إن الجميع يستمتع في الخارج بِثلوج الليلة ويصنعون مع بعضهم بعضاً رجل جليد..
الا تودُ ان نصنع واحداً؟؟"

التفتُ بجسدي نحوك وانا مُستلقٍ على فراشي ناظِراً في عينيك التي لم ترمش ولو لِمره ، وعدتُ انامُ على جنبي اشدُ اللحاف الثقيل عليّ قائِلاً
"لتصنع واحِداً مع آلبرت وأدريان جون ، لدي مبادئٌ أهمُ مِن كُل ما تتحدث به"

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاWhere stories live. Discover now