١ _'البداية'

3.4K 216 127
                                    

في تمام الساعة التاسعة صباحًا

_الإسكندرية_

أستيقظ كُل صباح على صوت أُمي، وعلى أي صوت سأستيقظ.

لو تعلمون معاناة الأخت الكبرى..
لا عليكم فهذه ليست قصه لصياحي.
ها هو بركان منزلنا يقترب... أشعر به من تحت فِراشي..

_"قومي ياختي اللي قدك فتحالها بيت!!"

_"يماما بقى إحنا فالأجازة!!"

ضاق صدري من هذا المنزل.. هل تعلمون أنهم يرون نومي خطيئة، أظن ذلك.. فالأخت الكبرى ليس لها حق الراحة..

فقاطعت أُمي خيالي المريض وهي تقول:

_"نور جدتك وجدك فالطريق."

_"أيوة يعني عايزة إيه مش فاهمة؟"

أجابت أُمي تاركه الغرفة:

_ "يلا عشان تغسلي المواعين ."

أنه هذا الكائن المقرف، والذي يتكاثر بسرعة وحشية، حتى اسمها مُثير للأشمئزاز!

رحلت أُمي ولكنها تركت ضوء غرفتي مُنيرًا وقامت بفتح النافذة الموازية لسريري وأغلقت المكيف، لو تعلمون كم الغيظ الذي أشعر به في هذا الوقت..

ولكن على أي حال، تحركت من فراشي متثائبة لأقف أمام المرآة..

هل شعري يُقيم معركة كل ليلة؟

خرجت من باب الغرفة أحاول استيعاب فكرة غسل الصحون هذه التي خرجت من شق الأرض، وعندها خرجت أختي "نوران" التي تصغرني بعامين من غرفتها المقابلة لغرفتي وتساءلت بفزع:

_"شعرك مالو؟"

لم أتحدث كـالعادة فـ أنا بالكاد احاول تنظيم أنفاسي استعدادًا لبداية اليوم، تحركت لأتفاجيء بأبي يُحاول غسلهم ولكنه لا جدوى..

_"بتعمل إيه يا بابا؟"

_"عرفت إنك هتغسليهم للمرة المليون."

_"المليون وواحد لو سمحت."

تحرك يضيف ضاحكًا:

_"تقريبًا كسرت طبق!"

نعم ف هذه محاولة لهروب أبي..

_"سيبها يا بابا هغسلها أنا"

وما أن تركها لأتهيء أنا، ظهرت "نوران" من الطابق العلوي تقول:

_"صباح الخير كان في غول هنا من شوية محدش شافه!"

رمقتها بجدية وأنا أرفع شعري لأصنع منه كحكة ثم ارتديت مريلة المطبخ لاستعد.

_"طيب طيب كملي شغلك انا هوضب السفرة."

سمعت أن غسل الصحُون يُهدئ الأعصاب، لكنني لا أرى هذا صحيحًا أنها تضُر بصحة أظافري اللطيفة!!، ولكن هذا ليس سببًا لنكري لأمر استمتاعي بـخيالي الواسع لأصنع منه عوالم وثقافات مختلفة حتى لا أشعر بالضجر.. 

العَـــالـم المَعكُــــوس ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن