وتحرك انس متجهًا إلى الباب لتقف وتتبعه نور ببضع خطوات من ثم يُغلق باب المكتبة بقوة بدون سابق انزار..
"ايه اللي بيحصل"
قالها انس بتوتر بينما كان يمسك بمقبض الباب محاولاً فتحه بقوة لكن لا فائدة .
_أظن نوران حابه تهزر شوية
أخذت نور تطرق على الباب مردده:
_نوران افتحب مفيش وقت لهزارك!!
ما أن اكملت نور جملتها حتى تحول الباب من خشب الذان إلى الذهب الامع.
عادت نور للخلف بخوف وامسكت بيد أنس قائلة :
_أنا آسفه حتى لو هزقتني مش هسيب ايدك لحد معرف ايه اللي بيحصل هنا!
نظر أنس لنور والتي كانت عيناها تمتلئ بالدموع
"اهدي"
لامست جبينهم نسمة هواء باردة وناعمة
وكأنها نسمة هواء شتوية في منتصف الصيف!
كان يدور بعينه من حوله لأيجاد سببًا لكل ما يحدث.
من اين يبدأ ..
مسح جبهته التي يتسرب منها عرق التوتر لينظر إلى نور التي مازالت متمسكه بيده كطفلة متمسكة بلُعبتها، دار بعينه مجددًا نحو المكتبة ومن ثم ترتكز على اعينها التي تورمت من البُكاء.
- نور اهدي خليني اعرف اتصرف.
وما ان قال أنس جملته توقفت المصابيح الكهربائية عن الانارة فجأه.
ضغطت على يده وخبئت رأسُها في ظهره قائلة:
_أنس انا خايفة.
قالتها نور بصوت ممتزج بالتوتر والخوف يغطيه نحيب بُكاها مصتحب بقطرات الدموع التي تفيض من عينيها بغزارة.
ثم تُفتح المصابيح مجددًا ليرتكز في منتصف طاولة المكتبة كتابٍ لامع يسبح في الهواء.
اخذ أنس يتقدم بصعوبة بضع خطوات متجهًا إلى الطاولة ليهتز الكتاب فجاءة ويدور على الطاولة بعشوائية... ثم يرتفع فالهواء ويدور حول نفسه ليرتكز مجددًا على الطاوله متحركًا بخط مستقيم ليظهر اسفله ثلاث اشكال هندسية بألوان مختلفة.
الدائرة الحمراء..
المثلث الأزرق..
المربع الأصفر..
المستطيل الأخضر..
_أنس قلي ايه اللي بيحصل؟
قالتها بنحيب عقب ابعاد وجهها من ظهره.
