٢٥_'شـلال ماڨـيّ '

422 84 110
                                    

وصلوا جميعًا إلى شلال ماڨيّ، كان كُل منهم يُطالع جمال الشلال بدهشة، كان يبلُغ ارتفاع الشلال مئتان وعشرة أمتار، كانت مياهه باللون الأزرق الصافي، ارتفعت ابصارهم إلى آخره بهدوء.. كانوا يتأملون قوس قُزح الذي يرتسم بأخره متداخلة اطرافة بخفة في منتصف الشلال.. كان يتدفق في نهرٍ واسع على سطحه تحوم فراشات غريبة الشكل بألوانها الزاهية.. ابعدت نور بصرها إلى الضفة الأُخرى للنهر، فكانت تراقب الحيوانات البرية الصغيرة التي ترتوي منه بأبتسامة رقيقة.. لطالما كانت تُحب الحيوانات...لم تكن تراها إلا هِبـة من الخالق، مخلوقات بريئة ولطيفة خُلقت لتخفيف جراح الحياة القاسية.

قال خُضير بتلقائيتة المعتادة:

_ ما هذا الجمال يا اخي!!

ابتسم مازن بخفة وهو يُطالع الشلال قائلًا:

_ كُنتُ أقرأ عنه، لم أكُن أعلم انه اجمل بكثير.. لقد ظلمت الكلمات وصفهُ رفاق!

جث انس على ركبتية وهو يلامس مياه النهر بشرود:

_ أشعر بشئ غريب!

تقدم ناحيتة مازن وربت على كتفة مطمئنًا:

_ هذا طبيعي، يبدو أن حارسك قريب..

سأل أنس بفضول:

_ ما نوعية الحيوانات التي اعطتها الرموز ليافع رمز ليلار على مر العصور؟

أجاب مازن:

_الفيله، الأسود، الدببه، والصقور بأنواعها.. وايضًا الطيور والكثير من الحيوانات الاسطورية الموجودة بالوادي الخفيّ.

_وادي.. خفيّ؟؟

سأل بفضول ليُجيب مازن:

_ أجل.. هذا أيضًا نسمع عنه فقط، لم نذهب إليه من قبل.

سأل أنس:

_ وأين يقع؟

حرك مازن كتفيه بمعنى 'لا اعلم' ثم قال:

_اجلسوا سنرتاح قليلًا.

تحرك كُل من ثلاثتهم إلى جانب، فجلس مازن بجوار شجرة صغيرة وعلى رأسه فريد الصغير، بينما جلست مُنيرة على الجانب الآخر وهي تلاعب سيدرا برميها لأوراق الشجر على رأسها بلطف، تلفتت حولها تبحث عنه حتى اتاها الصوت من أعلى:

_كوبر ارجوكَ!!

نظرت إلى أعلى الشجرة التي كانت خلف ظهرها تمامًا وهي تقول بسخرية:

_ الم تسعكَ الأرض أيها الأخضر؟

رمقها من أسفل بغيظ حتى تحدث إلى كوبر الذي كان يلتف فوق عنقه بكسل قائلًا:

_أذهب والعب مع خالتُكَ مُنيـرة.

ابتسمت بغيظ وهي تعض شفتيها قائلًا:

_ أُشفق على كوبر منكَ.

حرك خُضير فمه بمزاح وهو يُقلدها في حديثها ثم هرب بنظره إلى انس ونور على ضفة النهر ورفع حاجباه بأعجاب قائلًا:

العَـــالـم المَعكُــــوس ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن