كانوا خمستهم يقفون أمام قصر غاوي الذي يضُج بأصوات الموسيقى الكلاسيكية الغريبة بعض الشيء، كانت نور ترمُق الفتيات التي تدلف إلى الحفل بأستغراب شديد؛ هذا لأن ملابسهم كانت غريبة بعض الشيء أيضًا.. قرر مازن بعد سرد الخُطة ان يدلف بمفرده تاركًا اربعتهم يدلفون كثنائي، عقد خُضير يده بتكبُر في يد مُنيرة ودخلا اولًا بينما قام أنس بمد كفه لتمسك به نور نظرًا لقصر قامتها...
همس وهو يتقدم معها بهدوء تام:
_تبدين رائعة.
كانت تُراقب كومة الحُراس على الجهتين بغرور وهدوء مُصتنع لتُجيب بدون النظر إليه:
_أعلم.
ابتسم بثُغره بأعجاب:
_الثقة تزداد!، جيد.
قالها بينما دلفا إلى القاعة الكُبرى للحفل.. كانت أعينهم تتمحور يمينًا ويسارًا.. هيئة المدعوين لا تطمئن الأبدان.. فوق أن وجوهِهم تملئُها تعابير غريبة.. تحركت نور برفقة أنس إلى الجانب الأيمن بينما كان خُضير ومُنيرة على الجانب الأيسر ومازن فـالمنتصف يحاول ان يُجاري فـالحديث فتاة كانت تقف وحيدة حتى لا يلفت الانظار.. امتلئت أعين نور بالتوتر أثر الزحام حتى أمسك أنس كفها واردف بخفوت:
_ تماسكِ!
ابتلعت غصتُها ثم اومأت قائلة:
_كُنت تقول أن الثقة تزداد؟
ابتسم وهو يعلم بأنها تحاول اختلاق الأحاديث حتى لا تستسلم لشعورها بالخوف ثم اردف:
_أجل!
رفعت غُرتها بهدوء:
_ثقتي بنفسي ليست لها علاقة بخوفي.. ما يجعلني دائمًا أستطيع ان اتقدم رُغم ما أشعر به في داخلي هو أنا، لا أُحب أن اُقلل من شأنُها.. الشيء الوحيد الذي يُساندني في كُل مرة كانت أنا ولا أحد غيرُها.
ابتسم بحنان عقب ما تفوهت به.. هذه هي القوة التي كانت تجزبُه إليها.. رُغم قسوة ما يحدث معها دائمًا ما كانت تشع بالأمل اينما ذهبت.. كاد ان يتحدث حتى دلف إلى القاعة ذلك الشخص غريب الشكل، استطاع أنس أن يحزر بانه غاوي عقب تحول انظارُه إلى مازن الذي اومأ بالتأكيد ثم تحرك ليُنفذ ما عليه..
كان غاوي يترنح يمينًا يسارًا بسبب تلك الزُجاجة التي بيديه.. وقف بعدم ثبات على طاولة في منتصف القاعة وهو يصفق ليلفت انتباه الحشد وقد نجح في ذلك...
حمحم بعلو ثم قال:
_مرحبًا بكم في حفلتي..
تلفت من حوله بعدم إتزان ثم اكمل:
_ هل تعلمون ما سبب حفلة اليوم؟...
همهم الحاضرين ليُقهقه مُكملًا:
_سوف احصل على الجهة الشرقية لمملكة الرموز اللعينة.
اندهش كُل من فالقاعة حتى اختتم:
