١٢ _ 'نظرة واقعية '

550 86 18
                                    

_عليك ان ترتاح.. يومكم كان طويلًا.

_سأجلس قليلاً.

_كما تشاء، نحن سنخلُد للنوم.

اومأ انس بلطف ليعيد نظره للنافذة المطلة على البحيرة يفكر بأحداث يومه المريب، وأفكار نور الغريبة واسألتها الأغرب ، قاطعًا شرودة نشاذ صوتِها النحيف.

_حسنًا ما به هذا الكتاب الا يوجد سوى تلك الصفحات عن الرموز فقط؟

_ صه! اخفضي صوتكِ.. انهم نائمون!!

قالها بهمس لتسأل:

_ماذا تفعل هنا؟

اخذ يتفحص هيئتها من الأعلى إلى الأسفل ودار برأسه نحو النافذة بلا مُبالاة:

_بدأت اشتاق إلى هدوء غرفتي.. أحاول ان اجلس بهدوء بعيدًا عن ثرثرتكِ.

_حسنا سأجلس معك.

_لمَ لم تنامي؟

_لا اريد النوم.. حاولت ان اقرأ بهذا الكتاب ووجدت اوراقه فارغة.

استدار انس برأسه نحوها ببرود:

_لا تجهدي نفسكِ، قال لي مازن انه سيكتب الأماكن التي يُريدنا الذهاب إليها فقط.

_ هل تمزح؟

_ هل يبدو لكِ أنني أمزح؟

جلست كالعادة  تاركه بعض المسافة بينها وبينه شاردة في البحيرة المتلألأه بانعكاس ضوء القمر..

_ماذا بكِ هل ما يمنعكِ من النوم الكتاب فقط؟

_كنت اتسائل هل علينا إخبار مازن بما حدث اليوم.

ليس هذا سبب السهر تعلم ذلك جيدًا حيث أن تالين اتت ببالها وكأنها وسيلة إنقاذ للهرب من السؤال.

_ لا أعلم.. ليس من شأني ان أتحدث في شيء لا يخصني.

_ الأمر حساس أليس كذالك؟

_قليلًا.. علينا التفكير في كيفيه الذهاب إلى القصر الان.

صمتت قليلًا محاوله جمع بعض الشجاعة:

_انس

_ عندما أعود إلى عالمي سأُغير أسمى ذكريني بذلك.

انقسمت على وجهِها ملامح الغيظ وكأنها تشتعل واخذت بالأنسحاب ليوقفها صوته:

_ اعتذر حسنًا؟ تفضلي بالجلوس.

عادت للخلف ببطئ ليكمل:

العَـــالـم المَعكُــــوس ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن