_عليك ان ترتاح.. يومكم كان طويلًا.
_سأجلس قليلاً.
_كما تشاء، نحن سنخلُد للنوم.
اومأ انس بلطف ليعيد نظره للنافذة المطلة على البحيرة يفكر بأحداث يومه المريب، وأفكار نور الغريبة واسألتها الأغرب ، قاطعًا شرودة نشاذ صوتِها النحيف.
_حسنًا ما به هذا الكتاب الا يوجد سوى تلك الصفحات عن الرموز فقط؟
_ صه! اخفضي صوتكِ.. انهم نائمون!!
قالها بهمس لتسأل:
_ماذا تفعل هنا؟
اخذ يتفحص هيئتها من الأعلى إلى الأسفل ودار برأسه نحو النافذة بلا مُبالاة:
_بدأت اشتاق إلى هدوء غرفتي.. أحاول ان اجلس بهدوء بعيدًا عن ثرثرتكِ.
_حسنا سأجلس معك.
_لمَ لم تنامي؟
_لا اريد النوم.. حاولت ان اقرأ بهذا الكتاب ووجدت اوراقه فارغة.
استدار انس برأسه نحوها ببرود:
_لا تجهدي نفسكِ، قال لي مازن انه سيكتب الأماكن التي يُريدنا الذهاب إليها فقط.
_ هل تمزح؟
_ هل يبدو لكِ أنني أمزح؟
جلست كالعادة تاركه بعض المسافة بينها وبينه شاردة في البحيرة المتلألأه بانعكاس ضوء القمر..
_ماذا بكِ هل ما يمنعكِ من النوم الكتاب فقط؟
_كنت اتسائل هل علينا إخبار مازن بما حدث اليوم.
ليس هذا سبب السهر تعلم ذلك جيدًا حيث أن تالين اتت ببالها وكأنها وسيلة إنقاذ للهرب من السؤال.
_ لا أعلم.. ليس من شأني ان أتحدث في شيء لا يخصني.
_ الأمر حساس أليس كذالك؟
_قليلًا.. علينا التفكير في كيفيه الذهاب إلى القصر الان.
صمتت قليلًا محاوله جمع بعض الشجاعة:
_انس
_ عندما أعود إلى عالمي سأُغير أسمى ذكريني بذلك.
انقسمت على وجهِها ملامح الغيظ وكأنها تشتعل واخذت بالأنسحاب ليوقفها صوته:
_ اعتذر حسنًا؟ تفضلي بالجلوس.
عادت للخلف ببطئ ليكمل: