٢٤_'النصـر المؤقت'

410 82 39
                                    

تقدمت ناحية مازن والذي بدى عليه التأثر أثر ما سمعه من والدته لتقول وهي تربت على كتفه:

_ لا تدع تلك الأحزان أن تسيطر على ما بداخلكَ، لن تستطيع السيطرة على قواكَ بهذه الطريقة!

اومأ مُجيبًا لتقول بلا مُبالاة:

_ اجعلها تُمطر.

_ماذا؟؟

قال بدهشة لتنظر آكين إلى السماء الصافية مُرددة:

_ إجعل السماء تُمطر!

رفع يداه فالهواء قائلًا:

_ ليس الآن.

قالت بخبث:

_ إذًا متى؟

أجاب خُضير ساخرًا:

_إلى حين أن يغضب يا آكين.

دار مازن بمقلتيه بضيق وعلى حين غفلة أغمض مازن عينيه بغيظ لتتكون بشكل مفاجئ سحابة سوداء صغيرة فوق رأس خُضير، فتح مازن عنينه وضحك بثُغره بخبث قائلًا:

_لك هذا.

ما ان انتهى سقطت من تلك السحابة أمطارٍ غزيرة على خُضير وكأنه سُكب عليه دلوًا من الماء، ابتلت ملابسُه وهو يلوح بغيظ قائلاً:

_حسنًا...على الرحب والسعه!!

نظر مازن لآكين بصدق:

_ حاولت على قدر الإمكان.

رفعت كفها على جبينه بحنان قائلة:

_ لا تقلق، سنتدرب على التحكم بغضبكَ.

تحركت نحو أنس قائله:

_ أين حجرُكَ؟

_لم أحصل عليه بعد.

اومأت بتفهم ثم اكملت:

_ أغلق عينيكَ يا انس..

فعل كما طُلب منه حتى تقدمت نحوه وقامت بوضع كفها على قلبُه واغمضت عينيها، استمرا على نفس هيئتهم ثم فتحت آكين أعينها قائلة:

_ بداخلكَ جانب مظلم تُخفى به أنس غيرُك!.. لحسن الحظ أن ما تُخفيه لن يؤثر على تحكُمكَ بقواكَ ولكن.. لا تدع جروح الماضي تُسيطر على حاضركَ يا أنس!

فتح عينيه بعبوس وترك عنان زفيرُه المُثقل وهو يشرد بملامح والدته الخفية بحزن، تفهمت آكين ثم ربتت على كتفيه بحنان وهي تُردف بخفوت:

_زَينب فخورة بكَ.

اتسعت حدقتا عنينه بأهتمام ،اومأت بلطف ثم تركته واتجهت ناحية نور؛ التي كانت تراقب كل ما يحدث بدهشة.. ما أن لاحظت اقتراب آكين منها أخذت بفرك اصابعها سويًا بتوتر..

_لا تقلقِ.

قالتها في محاولة منها لتهدئتها، وضعت يداها على قلبُها، صَمُتت لبعض الوقت ثم قالت:

العَـــالـم المَعكُــــوس ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن